اتخذت الحرب الروسية الأوكرانية منحى مختلف تماما، مع بداية شهرأغسطس الجارى، بعد قرار الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينكسى، التوغل بشكل مباغت في الأراضى الروسية، وبدء عملية عسكرية موسعة في الإقليم الروسى 6 أغسطس الماضى، وبد أن الرئيس الأوكرانى بدأ يراهن على شن الهجوم على موسكو، فيما ينتهج سياسة الدفاع في إقليم دونتيسك.
وتتزايد حدة العمليات العسكرية في مقاطعة كورسك الروسية، في إطار عملية موسعة للقوات الأوكرانية، أدت للسيطرة على 100 بلدة وأسر عدد كبير من الجنود الروس، وفقا للبيانات الرسمية للقوات المسلحة الأوكرانية.
إلا أن التواجد الأوكرانى المكثف في كورسك، يثير مخاوف شديدة من وقوع كارثة نووية في المقاطعة، إذ تم رصد بقايا طائرة بدون طيار، إذ تم العثور على شظايا مسيّرة على بعد نحو 100 متر عن منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك التابعة لمحطة كورسك النووية، وهو ما دعا رافائيل جروسى، مدير وكالة الطاقة الذرية، للتحذير من خطر وقوع كارثة نووية.
مكاسب أوكرانية في كورسك
أمس الثلاثاء، أعلن قائد الجيش الأوكرانى، أولكسندر سيرسكي، تمكن قوات بلاده من السيطرة على 100 بلدة و1294 كيلومترا مربّعا في منطقة كورسك الحدودية الروسية.
وخلال تصريحات في منتدى في العاصمة الأوكرانية كييف، قال سيرسكى: "حتى اللحظة، سيطرنا على 1294 كيلومترا مربعا من الأراضي ومئة بلدة.. تم أسر 594 عنصرا من القوات الروسية في هذه المنطقة".
إلا أن التوغل الأوكرانى في كورسك، لم يتوقف عند هذا الحد، إذ ذكرت قناتان روسيتان عبر تطبيق تليجرام، أن القوات الأوكرانية قد شنت هجوم على موقع حدودى في منطقة بيلجورود الروسية المجاورة لكورسك، فيما لم تؤكد أي جهة رسمية الأنباء.
مهاجمة منطقة بيلجورود، كانت الأنباء، التي أكدتها قناة "ماش" عبر تليجرام، إذ كشفت أن نحو 500 جندي أوكراني شنوا هجوما على نقطتي تفتيش روسيتين في نخوتييفكا وشيبكينو فى منطقة بيلجورود.
روسيا تتصدى للهجوم الأوكرانى
وبينما تتوسع القوات الأوكرانية في عملياتها في كورسك، فإن القوات الروسية أعلنت أنها تصدت لـ11 هجوما للقوات الأوكرانية في محيط 4 بلدات في مقاطعة كورسك، وفق وزارة الدفاع.
وكشفت وزارة الدفاع أمس الثلاثاء، أن وحدات من قوات مجموعة "الشمال" التابعة للقوات المسلحة الروسية، بدعم من طيران الجيش ونيران المدفعية، قد تصدت لـ11 هجومًا في اتجاه بوركي، وكولباكي، وكريميانو مالايا لوكنيا، كما أحبطت أيضًا محاولات هجوم في اتجاه كراسنوكتيابرسكوي، وأولغوفكا، وتشيركاسكوي بوريتشنوي، وأكدت أن القوات الأوكرانية قد خسرت نحو 65 عسكريا بين قتيل وجريح، وتدمير ناقلة جنود مدرعة وثماني مركبات قتالية مدرعة، وفقا لوكالة سبوتنيك.
مخاوف من وقوع كارثة نووية
النشاط العسكرى المكثف في محيط محطة كورسك النووية، رفع من المخاوف حول وقوع كارثة النووية، إذ أبلغت السلطات الروسية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنها عثرت على شظايا مسيّرة على بعد 100 متر فقط من منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك التابع للمحطة، بعد اتهام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، كييف بمحاولة قصف المحطة النووية في كورسك، وهو ما دفع رافائيل جروسى، مدير وكالة الطاقة الذرية لزيارة المحطة أمس الثلاثاء لتقييم الوضع بنفسه.
وخلال زيارته للمحطة النووية، أطلق جروسى تحذير من خطر وقوع حادث نووي، وفى تصريحات للصحفيين، قال جروسى: "هناك الآن خطر وقوع حادث نووي هنا"، وتابع: "أود أن أشارككم انطباعاتي الأولى بعد قضاء معظم اليوم هنا، فيما يتعلق بالأنشطة التشغيلية للمحطة، فهي تعمل في ظروف قريبة من الظروف الطبيعية"، وفقا لما نشرته وكالة سبوتنيك الروسية.
وخلال وجوده في كورسك، زار جروسى، قاعة المفاعل بوحدة الطاقة العاملة، وغرفة التوربينات وغرفة التحكم في المعدات، كما زار منشأة لتخزين الوقود النووي المستهلك.
وعن وقوع هجمات بطائرات أوكرانية مسيرة على أراضى ومنشآت المحطة النووية، قال: "أثناء تواجدي في المحطة، رأيت آثار هذه الهجمات، بشكل عام، حقيقة أن العمليات العسكرية تجري على بعد عدة كيلومترات تثير مخاوف كبيرة وقلقاً بشأن الوضع الأمنى".
وتابع في تصريحاته: "الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منظمة دولية مسئولة عن الحفاظ على نظام السلامة النووية والمادية للمنشآت النووية في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب قبلت دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأتيت إلى هنا مع أعضاء فريقي من أجل إجراء تقييم شخصي للوضع القائم في محطة كورسك للطاقة النووية، والعمل مع زملائي الروس، على إيجاد بعض الحلول للوضع الحالى".
وقال :"قلب المفاعل الذي يحتوي على مواد نووية محمي بسقف عادي فقط، وهذا يجعله مكشوفا وهشا للغاية، مثلا أمام تأثير مدفعي أو طائرة بدون طيار أو صاروخ"، وفقا لسكاى نيوز عربية.
وكشف أنه يناقش الخطوات اللازمة لمنع وقوع حادث نووي في محطة كورسك، مع وزارة الخارجية الروسية وروساتوم.
توغل في كورسك وخسائر في دونتيسك
تحقيق أوكرانيا مكاسب في كورسك، لم يمنعها من تكبد الخسائر في دونتيسك شرقا، إذ أعلنت روسيا أنها سيطرت على مجموعة من البلدات والقرى في دونتيسك، خلال الأسابيع الأخيرة.
وتراهن كييف على نقيضين خلال الحرب، مابين الدفاع في دونتيسك الأوكرانية شرقا، والهجوم على مقاطعة كورسك الروسية، وكانت تأمل أن هجومها على كورسك، سيجبر موسكو على إعادة نشر الجنود، إلا أنه لا يوجد مؤشرات على أن حدة المعارك قد تراجعت في إقليم دونتيسك وفقا لسكاى نيوز عربية.
ويترقب الكثيرون الرد الروسى على التوغل الأوكرانى المباغت في كورسك، وهو ما قد يعني تصعيد كبير في جبهات القتال وحدة المعارك العسكرية.
إذ قال الكرملين، إن الرد الروسى على توغل أوكرانيا في منطقة كورسك بغرب البلاد حتمي وإن إجراء محادثات لوقف إطلاق النار مع كييف لم يعد مطروحا، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة