تشهد السودان أوضاع معيشية صعبة جراء الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عام ونصف، وجائت الفيضانات والأوبئة لتضاف إلى مأسي هذه الحرب وتشكل معاناة أكبر للسودانيين، وخلال موسم الأمطار التى تحولت إلى سيول، ارتفع عدد ضحايا الفيضانات إلى 148 حالة وفاة، و246 إصابة في 11 ولاية.
وبحسب صحيفة تريبون سودان، قال المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني السودانى، اللواء قرشي حسين، إن عدد الوفيات بسبب الأمطار بلغ 148، حالة منها 59 وفاة في نهر النيل، 31 في الولاية الشمالية، 16 في البحر الأحمر، 22 في كسلا ، 7 وفيات في القضارف،4 في ولاية جنوب كردفان، 3 وفيات في الجزيرة، وحالتا وفاة في كل من النيل الأبيض وشمال كردفان والنيل الأزرق، ووفاة واحدة في الخرطوم.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني أن عدد الإصابات وصل إلى 246 إصابة، منها 166 إصابة في الولاية الشمالية، 47 إصابة في كسلا، 29 في نهر النيل، 3 إصابات في البحر الأحمر، وإصابة واحدة في النيل الأبيض.
وأفاد بأن هطول الأمطار والسيول جرف طرقاً قومية وفرعية، منها طريق هيا-عطبرة، ومروي- تنقاسي، وناوا- كريمة.
وأشار إلى أن الإجراءات الاحترازية التي قام بها الدفاع المدني شملت سحب المياه وإخلاء المواطنين في بعض المناطق وتوفير مواد الإيواء مثل الخيام والمشمعات والبطاطين والناموسيات، بالإضافة إلى خزانات المياه ومادة الكلور لتنقية المياه والتعقيم.
وأكد استقرار الأوضاع اليوم في مناطق سد أربعات وطوكر، رغم وصول دفعة جديدة من المياه من كوبر دولابيياي، مؤكدًا وجود زيادة في عدد الأحياء المغمورة بالمياه لتصبح 6 أحياء إضافة إلى السوق.
وإلى جانب السيول، فالأوبئة التى باتت تنتشر بين النازحين شكلت عبء أكبر على السودانيين، فقد كشفت وزارة الصحة بالولاية الشمالية أقصى شمال السودان، عن ظهور مرض سريع العدوى يعرف بـ التهاب الجلد البكتيري، ورجعت إنتشار العدوى إلى هطول الأمطار والسيول التي شهدتها الولاية الأيام الماضية.
ووفقا لصحيفة التغيير أعلنت الوزارة السودانية عن تسجيل 260 حالة إصابة بالمرض منها 105 في محلية دنقلا، و110 حالة بمحلية البرقيق، كما سجلت محلية دلقو عدد 45 حالة.
وأشارت الوازارة في بيان إلى أن أعراض المراض واضحة وتتمثل في الطفح الجلدي بالوجه أو الظهر أو اليدين والرجلين في الحالات البسيطة، وفي حالة شدته تصاحبه حمى وتقرحات في الجلد وافرازات، تتطلب الوقاية منه عدم ملامسة الشخص المصاب أو الاحتكاك به مباشرة إلى جانب عدم استخدام أغراضه الشخصية.
وعقدت لجنة طوارئ الخريف بوزارة الصحة بالولاية الشمالية اجتماع، شارك فيه خبراء ومختصون لمناقشة وضع البروتوكول الوقائي والعلاجي وكيفية مكافحة المرض.
ومع هطول الأمطار الغزيرة وازدياد معدلات السيول في ظل تدهور الأوضاع البيئة والصحية تعاني غالبية الولايات السودانية من حالات وباء اجتاحت معظم الولايات خاصة إلتهابات العيون، و الكوليرا التي حصدت عشرات المواطنين.
وكانت أعلنت وزارة الصحة السودانية، أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا بلغ 1223 حالة، منها 48 حالة وفاة في 5 ولايات.
وفضلا عن ذلك، كشف مدير طبي في الدلنج بولاية جنوب كردفان، عن ارتفاع عدد وفيات الأطفال إلى 14 طفلاً بسبب سوء التغذية في عدد من مراكز الإيواء والمستشفيات.
وقال عمران تية، المدير الطبي لمستشفى الأم بخيتة لصحيفة سودان تربيون، إن “أكثر من 400 طفل في الدلنج يعانون من سوء التغذية الحاد، وما يزيد عن 1000 آخرين يعانون من سوء التغذية المتوسط “.
وكانت جمعية تطوعية أعلنت في وقت سابق من هذا الاسبوع وفاة 6 أطفال في مركز إيواء “مدرسة عمر بن الخطاب”، قبل أن يرتفع العدد إلى 14 طفلاً في عموم المدينة.
وأشار عمران، إلى الوضع الغذائي المتردي الذي تعيشه المدينة المحاصرة، وأوضح أن أبسط مقومات التغذية للأطفال غير متاحة، إما بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية أو بسبب عدم القدرة على الشراء نتيجة للفقر الذي تفشى بسبب فقدان مصادر الدخل.
ونبه عمران إلى الأوضاع الصحية المقلقة لكبار السن، الحوامل، والمرضعات.
وتتزايد التقارير الدولية التي تحذر من تفشي المجاعة في السودان في أعقاب عمليات النهب الواسعة وتعطل المواسم الزراعية بسبب تمدد رقعة الحرب وانعدام التمويل في المناطق الآمنة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا إن 25 مليون سوداني يواجهون الجوع الحاد بعد مرور 500 يوم على بدء الحرب.