كشف تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، أن عدد المراهقين الغير راضيين عن حياتهم فى المملكة المتحدة وصل رقم قياسى اكثر من أى مكان فى أوروبا فيما وصفه خبراء بـ"ركود السعادة"، محذرين من خطورة الامر وتبعاته على الصحة العقلية للشباب فى المملكة.
وفقا لتحليل أجرته جمعية الأطفال فى بريطانيا ونشرته صحيفة الجارديان، بلغ 25% من الأطفال الذين يبلغون من العمر 15 عاما عن انخفاض رضاهم عن الحياة، مقارنة بـ7% من الأطفال الهولنديين فى العمر نفسه، حيث تتأثر الفتيات البريطانيات بشكل خاص، وكذلك الأطفال من خلفيات فقيرة، وأشار التقرير، إلى أن فقر الغذاء سبب رئيسى وراء الأرقام السيئة.
قال مارك راسل، الرئيس التنفيذى لجمعية الأطفال: "أجراس الإنذار تدق يواجه المراهقون فى المملكة المتحدة ركودًا فى السعادة، حيث سجل الأطفال الذين يبلغون من العمر 15 عامًا أدنى رضا عن الحياة فى المتوسط عبر 27 دولة أوروبية".
مستويات انخفاض رضا الحياة أعلى بمرتين على الأقل بين الأطفال فى سن 15 عامًا فى المملكة المتحدة مقارنة بأقرانهم فى فنلندا والدنمرك ورومانيا والبرتغال وكرواتيا والمجر، وتأتى النتائج وسط مخاوف متزايدة بشأن الغياب عن المدرسة، وأوقات الانتظار الطويلة فى هيئة الخدمات الصحية الوطنية لتلقى الدعم للصحة العقلية وزيادة تكلفة المعيشة فى بريطانيا فى أعقاب وباء كورونا التى دفعت المزيد من الأسر إلى الفقر.
يقول التقرير: "يستحق الأطفال والشباب الأفضل. هناك حاجة إلى إجراءات حاسمة وقيادة وطنية لقلب الانحدار فى رفاهية الأطفال نحن نعلم أن هذه التجارب لا تُعاش فى فراغ... لقد فرض الوباء، وارتفاع مستويات الفقر، والمخاوف بشأن سلامة الشباب، وحالة الطوارئ المناخية وغيرها من الضغوط، ضغوطًا على حياة الشباب ويمكن أن تمنع تجربة طفولة سعيدة ومكتملة."
وكشفت صحيفة الجارديان أن أكثر من 500 طفل يوميًا فى إنجلترا يتم تحويلهم إلى خدمات الصحة العقلية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بسبب القلق.
وقال الأطباء ومسؤولو هيئة الخدمات الصحية الوطنية وقادة الصحة فى المقابلات أن الارتفاع فى حالات الإحالات بسبب القلق كان "مذهلًا" و"مثيرًا للصدمة" وكشف عن الحاجة الملحة لمعالجة أزمة الصحة العقلية للأطفال وقالت إيما بافيلى، المديرة المساعدة المؤقتة لشبكة الصحة العقلية التابعة لاتحاد الخدمات الصحية الوطنية: "تظهر هذه الأرقام ارتفاعًا مذهلًا فى عدد الأطفال والشباب المحالين لعلاج القلق".
وقال الأطباء ومسؤولو هيئة الخدمات الصحية الوطنية وقادة الصحة فى المقابلات، إن الارتفاع فى حالات القلق كان "مذهلًا" و"مروعًا" وكشف عن الحاجة الملحة لمعالجة أزمة الصحة العقلية للأطفال.
وقال آندى بيل، الرئيس التنفيذى لمركز الصحة العقلية، وهى مؤسسة خيرية: "تؤكد هذه الأرقام الصارخة على الحاجة الملحة إلى معالجة الصحة العقلية للأطفال والشباب اليوم. فى السنوات القليلة الماضية، وخاصة منذ عام 2020، كان هناك ارتفاع حاد فى أعداد الأطفال والشباب الذين أبلغوا عن مستويات يمكن تشخيصها من صعوبات الصحة العقلية، بما فى ذلك القلق".
قالت إيما بافيلى، المديرة المساعدة المؤقتة لشبكة الصحة العقلية التابعة لاتحاد هيئة الخدمات الصحية الوطنية: "تظهر هذه الأرقام ارتفاعًا مذهلًا فى عدد الأطفال والشباب المحالين للعلاج من القلق".
فى حين يمكن أن يعزى جزء من الزيادة إلى المزيد من البيانات التى قدمتها منظمات هيئة الخدمات الصحية الوطنية أو المدارس التى تقدم الدعم للصحة العقلية، قالت بافيلى إنه من الواضح أن انتشار القلق بين الأطفال قد زاد، "مع ارتفاع كبير خلال الوباء وبعد أزمة تكلفة المعيشة".
وقال خبراء، إن خدمات الصحة العقلية تكافح لإدارة الطلب المتزايد على القلق، مع وجود العديد من الأطفال فى قوائم انتظار "طويلة بشكل غير مقبول". وقالت: "يمكن أن يتسبب هذا فى مزيد من الضرر فى وقت حاسم فى حياتهم ويؤدى إلى إصابتهم بصعوبات أكثر رسوخًا تستغرق وقتًا أطول للعلاج".