منذ بداية الحرب الغشيمة على قطاع غزة، وبدء العملية العسكرية الإسرائيلية فى القطاع، توالت تحذيرات الدولة المصرية من خطورة اتساع دائرة الصراع، وتحولها لحرب إقليمية، كما حرصت الدولة المصرية على التأكيد على رفضها الكامل لعدد من القضايا، أهمها الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين قسريا، ودفعهم باتجاه الحدود المصرية، وهو ما كان واضحا منذ بداية الهجوم الشرس للآلة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
التحذيرات المصرية بدأت مع بداية أحداث 7 أكتوبر، إذ دعت وزارة الخارجية المصرية فى بيان إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذى من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة.
ومع انتقال الصراع إلى جبهات أخرى، خاصة مع اشتعال الوضع على الساحة اللبنانية، وفى 3 يناير الماضى، حذر وزير الخارجية المصرى السابق، سامح شكرى من اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، لاسيما مع تزايد حدة وكثافة المناوشات على الساحة اللبنانية وفى العراق وسوريا، وفقا لما أكده أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية.
وفيما يخص الحدود، فقد أكدت مصر مرارا وتكرارا، رفضها الشديد لدفع الفلسطينيين، تجاه الحدود المصرية، ففى إبريل الماضى، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية، مما وصفه بأنه محاولة لفرض مزيد من الضغط على الفلسطينيين على الحدود مع مصر، مشيرا إلى أن ذلك يؤدى لتوتر العلاقة مع إسرائيل، وقال :"هناك آليات لمعالجة أى مخالفات لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل".
وأعلنت مصر أكثر من مرة رفضها المتكرر، للاجتياح البرى الإسرائيلى لمدينة رفح الحدودية، والمكتظة بالمدنيين الفلسطينيين، الذين فروا للحدود، هربا من نيران الحرب، وفى مايو الماضى، حذرت مصر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة، فى رفح، وقالت وزارة الخارجية المصرية فى بيان :" هذه العملية تنطوى على مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطينى يتواجدون فى تلك المنطقة، مطالبة إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد فى هذا التوقيت بالغ الحساسية فى مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقنًا لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة".
وشهد إبريل الماضى، حالة من الترقب الشديد، مع استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، وذلك بعد ما تردد من أنباء عن ضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت مواقع فى إيران وسوريا، وهو ما دفع الخارجية المصرية لمطالبة الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وحذرت فى بيان رسمى من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار فى المنطقة وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها".
وفى يوليو الماضى، عبرت مصر عن قلقها الشديد من العملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضى اليمنية، محذرة من توسع رقعة الصراع فى المنطقة، وقال بيان رسمى لوزارة الخارجية المصرية، أن القاهرةتتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية الإسرائيلية فى الأراضى اليمنية، وتطالب بضبط النفس والتهدئة وإنهاء الحرب على قطاع غزة".
وحذرت مصر مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
آخر التحذيرات، كان قد أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الخميس، خلال لقاءه وفدًا من عدد من لجان الكونجرس الأمريكى برئاسة السيدة السيناتور "جونى إرنست"، بحضور الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، وحذر من خطورة التصعيد إقليميا، وتزايد العنف فى الضفة الغربية.
إذ حذر الرئيس من خطورة حالة التصعيد والتوتر التى تشهدها المنطقة بسبب استمرار الحرب بقطاع غزة، مؤكدًا اعتزام مصر مواصلة جهودها، بالتنسيق مع الشركاء، بهدف وضع حد لهذه الحرب التى تسببت فى كارثة إنسانية بقطاع غزة، ومحذرًا فى هذا الصدد من الخطورة البالغة للتصعيد الإسرائيلى الحالى فى الضفة الغربية، الذى يزيد بشدة من مخاطر تعقيد الموقف الإقليمي.
وكان الرئيس السيسى قد حذر قبل أيام، من فتح جبهة جديدة للقتال على الحدود اللبنانية، على خلفية اشتعال الأوضاع على الجبهة اللبنانية، وأكد لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أن الوضع الإقليمى الراهن يتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة