ليلة ظلماء شهدتها الأسواق الدولية والعالمية وخسائر مليارية تعرضت لها البورصة الأمريكية، حيث اكتست الأسواق باللون الأحمر وسط خسائر هي الأعلى منذ جائحة فيروس كورونا، حيث تراجعت أغلب مؤشرات البورصة الأمريكية وهبوط مؤشرات الدولار والنفط وحدوث تعافي في العقود الآجلة للذهب.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 810 نقاط، بواقع 2% وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.4%، في حين خسر مؤشر ناسداك المركب 3%، وسط عمليات بيع كبيرة ، حيث دفعت عمليات البيع أمس الجمعة مؤشر ناسداك إلى منطقة التصحيح لينخفض بأكثر من 10% عن أعلى مستوى له على الإطلاق والذي سجله قبل شهر تقريبًا، بحسب بيانات "إنفستينج".
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو بنسبة 6% و4% عن أعلى مستوياتهما على الإطلاق، وتراجع مؤشر ناسداك 100، الذي يتألف من أكبر 100 شركة في المؤشر المركب، حيث تم تداوله بنسبة 11% أقل من أعلى مستوى له في 52 أسبوعًا.
أسباب انهيارات البورصة وسقوط سوق الأسهم
هذه الخسائر جاءت على خلفية تقرير التوظيف الأمريكي، الذي جاء أضعف بكثير من المتوقع في شهر يوليو، وهو ما أثار مخاوف من أن الاقتصاد الأميريكي قد ينزلق إلى الركود، وعزز المتداولون من على أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر بتخفيض كبير في سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية وليس ربع نقطة كما كان متوقعًا خلال الأسبوعين الماضيين.
عقود الفائدة المستقبلية الآن كشفت احتمالية بنسبة 70% تقريبًا لخفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية الشهر المقبل خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مقابل ما توقعات باحتمالية بنسبة 70% لخفض ربع نقطة فقط قبل ظهور تقرير الوظائف الذي كشف هبوط كبير في قدرات الاقتصاد على توفير وظائف أكثر.
ماذا جاء في تقرير الوظائف؟
كشف تقرير الوظائف الأمريكية حدوث تباطأ في يوليو في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع، وأفادت وزارة العمل، أن الوظائف غير الزراعية نمت بمقدار 114000 فقط الشهر الماضي، وهو تباطؤ من 179000 وظيفة تمت إضافتها في يونيو وأقل من 186000 وظيفة توقعها خبراء الاقتصاد، فيما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، مقارنة بتوقعات بزيادة بنسبة 4.1% فقط.
أظهر تقرير التوظيف الشهري في الولايات المتحدة الصادر عن مكتب إحصاءات العمل أن الاقتصاد الأمريكي أضاف وظائف أقل مما كان متوقعا في يوليو، بجانب ارتفاع معدل البطالة وتسجيله نسبة أعلى من المتوقع وأعلى من القراءة السابقة، مع انخفاض متوسط الأجور في الساعة سنويًا وشهريًا مقارنة بالقراءة السابقة.
وأشارت التوقعات إلى إمكانية ثبات معدل البطالة في أميركيا عند 4.1% في يوليو مثل القراءة السابقة المسجلة في يونيو، ولكن ارتفع معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى أعلى مستوى له في ما يقرب من ثلاث سنوات، وهو أحدث مؤشر على تباطؤ أوسع نطاقًا في سوق العمل الأمريكية
انهيار الأسهم الأوروبية
انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 3% مع تعرض أسواق الأسهم العالمية لاضطرابات إثر تقرير الوظائف الأميركي، ونزل المؤشر 2.7 % إلى 497.85 نقطة، مسجلا أدنى مستوى في أكثر من 3 أشهر، وتراجعت معظم المؤشرات الفرعية الأوروبية، إذ هوى قطاع التكنولوجيا 6.1%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر2020، وخسر قطاع الشركات المالية 5.2% في حين تراجعت أسهم البنوك 4.3% لتواصل انخفاضها من الجلسة السابقة.
صعود عقود الذهب
على خلفية هذه التطورات ارتفعت عقود الذهب تسليم ديسمبر المقبل إلى مستويات 2483 دولار ، وقال أولى هانسن المسؤول عن استراتيجية السلع الأولية في ساكسو بنك، إن من الممكن تحقيق هدف الوصول إلى مستوى 2500 دولار قريباً إذا استمر ضعف البيانات الاقتصادية.
وأضاف هانسن أن التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية وزيادة المخاوف بشأن الديون وتجدد الطلب من بنوك مركزية ومستثمرين في صناديق الاستثمار المتداولة قد تساعد أيضاً في رفع الأسعار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة