ظهرت التعدادات السكانية في مصر لأول مرة في أواخر المملكة المصرية الوسطى وتطورت في المملكة المصرية الحديثة. أحمس الأول، بحسب هيرودوت، طلب من كل مصري أن يعلن سنويًا للحاكم "من أين يكسب رزقه" وفي عهد البطالمة والرومان، إجريت العديد من التعدادات السكانية في مصر من قبل المسئولين الحكوميين.
وذكر المتحف المصري عبر صفحته الرسمية، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات "5000ق.م – 3000ق.م" كان لا يتعدي مئات الالآف، وأثناء عصر الدولة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2 مليون نسمة، وأثناء عصر الدولة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 ملايين نسمة.
أما في العصر الحديث، فبدأت أولى التعدادات الأولية في مصر بحصر عدد السكانت ببعض المناطق الحضرية والقرى وذلك خلال وجود الحملة الفرنسية بالقاهرة، لكن أول تعداد رسمي للسكان على مستوى البلاد تم في عام 1848، وقد خلص تحليل حديث لسجلات التعداد السكاني لعام 1848، والذي يحاول تعديل التناقضات المختلفة في البيانات، إلى أن عدد سكان مصر كان 4.476 مليون نسمة في ذلك الوقت.
ويُقال إن التعداد السكاني لعام 1848 هو الأول من نوعه في دولة غير غربية يتضمن بيانات ديموغرافية واجتماعية واقتصادية عن جميع الأفراد تقريبًا بما في ذلك الإناث والأطفال والعبيد. تجري حاليًا عملية رقمنة سجلات التعداد السكاني لعامي 1848 و1868 استنادًا إلى الوثائق الموجودة في دار المحفوظات العمومية المصريى.
نجح فريق من دار الوثائق المصرية في رقمنة أول تعداد سكاني لمصر جرى سنة 1848، وكان أول حصر سكاني يجري في دولة خارج أوروبا. شمل الإحصاء السكاني، الذي جرى قبل نحو 176 عاما واستغرق إعداده 3 سنوات، جميع الأفراد -رجالا ونساء وأطفالا- داخل الحدود السياسية لمصر في ذلك الوقت، بما في ذلك سيناء وصحاري مصر الغربية والشرقية.
وتوصل فريق البحث إلى أن تعداد عام 1848 غطى ما يقرب من 92% من السكان المقيمين في 18 محافظة باستثناء المساجين والمهاجرين خارج البلاد، والعساكر المقيمين في الثكنات العسكرية، الذين تم تعدادهم من قبل وزارة الحربية وقتها، والرعايا الأجانب غير العثمانيين الذين تم تعدادهم من قبل قنصلياتهم.
