صدر حديثا العدد (94)، لشهر أغسطس من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح، وقد جاءت افتتاحية العدد بعنوان (الإبداع بين الشعر والرسم)، تناولت الرؤية التي تجمع بين الرسم والشعر، معتبرة أنها واحدة وعابرة للحدود والزمن تقوم على التعبير والمحاكاة والتخييل، إذ لكل منهما لغته وعالمه وأدواته، لكن القوانين والدوافع هي ذاتها، والصورة الخيالية بينهما متطابقة، والمفردات والعناصر البلاغية مشتركة، فما ينطبق على الشعر ينطبق على الرسم، والرسام هو شاعر، يتعامل مع اللوحة كما يتعامل الشاعر مع القصيدة..
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فاستعرض في مقالته ملامح النجاح الذي حققته "الشارقة الثقافية" خلال مسيرتها، انطلاقاً من هدف المجلة في تأسيس الوعي الجديد حول القضايا الرئيسة التي تواجهنا في الواقع الثقافي العربي، وتعبر في الوقت نفسه عن أحلام وآمال المثقف والمبدع العربي. وأكد أن المجلة عمدت إلى عملية استقراء الآراء والأفكار مع الكتّاب والأدباء العرب من جهة، ومع القراء الذين يتابعون المجلة من جهة ثانية، في مختلف المدن والعواصم العربية، وهو ما يشكل المدماك القادم لاستمرارية النجاح في المرحلة المقبلة.
وفي تفاصيل العدد، تناول يقظان مصطفى أحد علماء الفيزياء الأفذاذ، هو العلامة قطب الدين الشيرازي موسوعة المعرفة والعلم، وكتب محمد أحمد عنب عن أبرز العلماء في دراسة المجتمع الإسلامي والعربي هو أدريان ريلاند الذي يعد أكثر المستشرقين إنصافاً، فيما قدم أحمد سليم عوض إطلالة على مدينة (مرسى علم) التي تعتبر زينة الشواطئ المصرية، أما عماد البحراني فوثق رحلته إلى مدينة (ظفار) البلاد السعيدة التي تتمتع بتضاريس متنوعة وخلابة، وجال حسن بن محمد في ربوع مدينة (ينبع) السعودية التي تضم معالم تراثية شاهدة على تاريخ حضارات وقبائل استقرت بها.
أما في باب (أدب وأدباء)؛ فرصد وليد عثمان مقالات حاكم الشارقة في جريدة (الخليج)، التي تشي بحب متجذر لمهنة المتاعب وربطها بقيم الدين والوطن والإنسان، وكتبت داليا سليم عن فن المقال الأدبي والصحافة العربية، وتوقف شوي تشينغ قوه عند الحضور القوي لنجيب محفوظ في الصين، بينما استعرضت هبة النجار مسيرة فاضل السباعي الذي حمل لواء الكلمة ومشعلها، وتناولت ثراء هاني الأديب والشاعر محمد خليفة التونسي الذي يعد من أبرز شعراء مدرسة الديوان، وحاور محمد ياسر منصور الأديب والشاعر قحطان بيرقدار، الذي رأى أن الكتابة الشعرية للأطفال تتكئ على الجانب الجمالي والتربوي، والتقى أشرف قاسم الكاتبة نجوى عبدالرحمن التي مزجت بين التاريخ والواقع والخيال في رواياتها، واحتفى عبدالرزاق الربيعي بتجربة عبدالوهاب البياتي الذي أقام وشائج عميقة مع الأدباء والقراء، وكتبت عبير محمد عن أحد أعلام الأدب الوجداني وهو زكي مبارك الذي لقبوه بـ (فارس البيان)، وحاور د. أنس الفيلالي الشاعر والروائي د. علي عواد، الذي أكد أنه لا يمكن إغفال دور الجوائز الفاعل إبداعياً، وتناولت شذى كامل خليل الروايات السريالية وبعدها النفسي الإنساني، وتوقف محمد الأرناؤوط عند الكاتب الموسوعي شمس الدين سامي في الذكرى (120) لرحيله، وقرأت نعيمة محمد سليمان سيرة (فتاة غسان) شاعرة الوطن والمرأة والوجدان، وحاور هاني بكري الكاتب والمبدع أشرف أبو اليزيد الذي يمثل نسيجاً إبداعياً متفرداً، وتناول يحيى السيد النجار النقد البناء ودوره في تشكيل الوعي الثقافي، أما حاتم السروي فكتب عن محمد مندور رائد المنهج الجمالي في النقد، وهو من الجيل الذهبي في الأدب العربي الحديث، وقدم د. سعيد بكور قراءة في قصص (عطر الندى) للقاصة ندى البكوري، والتي تتنوع بين الذاتي والواقعي والمتخيل، وشارك أحمد حسين حميدان بمداخلة حول رواية ( زيارة أخيرة) للروائي علي عطا الذي يعاكس الواقع السردي.
وكذلك تضمن العدد إضاءة على الإبداع الشعري لدى فاروق شوشة بقلم ناجي العتريس، ولقاء مع الشاعر هارون عمري الذي يشتغل على الأسئلة ويستقرئ تجارب غيره بقلم شيمازا فواز الزعل، إضافة إلى إطلالة على رواية رباعية (الوتد) للروائي خيري شلبي، وتضم دعوة للترابط الأسري في زمن ندر فيه التلاحم بقلم وفيق صفوت مختار، وحوار خاص مع مديرة (البيت العربي) في مدريد إيرين لوزانو دومينغو، التي قالت (تقاسمنا العيش ثمانية قرون مع العرب المسلمين) بقلم عبدالرحمن الهلوش.
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: ابتسام الصفار.. ترسم وجوه وملامح أرواح غائرة – بقلم محمد العامري، ستانسلافسكي اعتمد على الممثل وموهبة الارتجال– بقلم غنوة عباس، د. حبيب غلوم من الجيل المؤسس للمسرح في الإمارات– بقلم أحمد الماجد، فيلم (إنه تنين) قصة خيالية تزيل الحواجز بين الكائنات– بقلم محمود الغيطاني، أزمة التمدن والمعمار في السينما الكورية– بقلم فارس خدوج.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: حوارية التاريخ والحاضر في (نور وتوت عنخ آمون) – بقلم مصطفى غنايم، السينما المصرية وأفلام صلاح أبو سيف– بقلم نجلاء مأمون، مذكرات محمد عبدالوهاب وفصول من حياته– بقلم ضياء حامد، فن الترجمة بين الإمتاعية والامتناعية- بقلم إيمان محمد أحمد، بنية الخطاب الشعري في الشعرية العربية المعاصرة– بقلم أبرار الآغا، (نظرية المجاز) في الشعر العربي – بقلم إبراهيم أحمد أردش، جوهر الإنسانية.. سعي لا ينتهي– بقلم سعاد سعيد نوح، مشكلات الكتابة للأطفال (رؤية وتجارب)– بقلم ثريا عبدالبديع.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: القراءة والثقافة الإنسانية– بقلم الأمير كمال فرج، الصحيفة التي أحب– بقلم رعد أمان، كتاب (ذكريات مصرية) يشي بحب سلطان القاسمي للثقافة والنماء – بقلم د. محمد صابر عرب، المثقف العربي ودوره الريادي– بقلم منال محمد يوسف، الأدب بين المفهوم والمصطلح – بقلم سوسن محمد كامل، إخلاص فرنسيس بين السرد والشعر في (ظل النعناع) – بقلم مصطفى أحمد النجار، الخيال الواقعي في السيرة الروائية– بقلم اعتدال عثمان، هبة العطار توثق النتاج الثقافي للمهاجرين العرب في الأمريكتين– بقلم مصطفى عبدالله، التجاني يوسف بشير.. شاعر الروح والوجدان– بقلم د. جيهان إلياس، في ثقافة الجمال بين الشرق والغرب– بقلم د. سعدالدين كليب، وليد معماري.. رائد القصة الساخرة في سوريا– بقلم أنيسة عبود، علم المكتبات المعاصر وآلياته– بقلم محمد فؤاد علي، الربيع ورسائل الشعراء– بقلم محمد نجيب قدورة، الثقافة وبناء المجتمع وتطويره– بقلم غسان كامل ونوس، الشعر عين الدهشة– بقلم حواس محمود، شعرية القناع في القصيدة العربية المعاصرة– بقلم د. يحيى عمارة، الصنعة البديعية وزخارف الشوق– بقلم مازن العليوي، النص وأفق التأويل– بقلم صالح لبريني، ما بين الواقعية والتجريد– بقلم الفينيق حسين صقور، (النساج) غواص القصة القصيرة– بقلم محمد محمد مستجاب، فوضى تشكيل الافتراضات– بقلم نجوى المغربي، أدوار جوهرية للدراما في الحياة– بقلم زياد الريس، الفن.. طفلاً – بقلم محمد بدر حمدان.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: هشام أزكيض (لحظة وداع) قصة، لحظة وداع أو الإحساس بالنهاية – بقلم سعيد يقطين، عمر لوريكي (ليلة طويلة) قصة قصيرة، السيد شليل (بقعة ضوء) قصة قصيرة، حمادة عبداللطيف (لأن) قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (قاض تفتخر به العدالة)، وأشعار لها أصداؤها (أبيات حولت الكدر إلى صفاء)- بقلم وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة وينابيع اللغة.