اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بأن عملية الغزو الجريئة التى قامت بها القوات الأوكرانية عبر الحدود الروسية فى السادس من الشهر الجارى لمنطقة كورسك، كانت بمثابة مفاجأة لكل من الكرملين والبيت الأبيض.
وأضافت الصحيفة أن عملية الغزو الأوكرانية، التي أسفرت عن سيطرة آلاف من القوات الأوكرانية الآن على مئات الأميال المربعة من الأراضي الروسية في منطقة كورسك، بما في ذلك أكثر من 100 مستوطنة روسية، بالإضافة إلى أسر المئات من الجنود الروس وتفجير الجسور التي يمكن أن تسهل حركة الضربة المضادة الروسية، تعد محاولة من أوكرانيا للهروب نحو النصر في الحرب الجارية.
وأوضحت الصحيفة أن العملية الأوكرانية تعد أكثر عملية غزو هامة للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث كانت مفاجأة لروسيا والولايات المتحدة، فقد اختار المسئولون الأوكرانيون إبقاء الحلفاء الغربيين في الظلام حتى بعد نشر قواتهم، وفي تصريحات في وقت سابق من هذا الأسبوع، صاغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جهودهم كجزء من مخطط أكبر لكسب النفوذ على الكرملين وفرض نهاية مواتية للحرب.
ومن جانبه ..قال زيلينسكي في مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء الماضي، "النقطة الرئيسية.. هي إجبار روسيا على إنهاء الحرب.. نحن نريد حقا العدالة لأوكرانيا".
وأشارت واشنطن بوست إلى أن مسألة إنهاء الأعمال العدائية بين الطرفين باتت بعيدة إلى حد ما، وحتى مع تقدم أوكرانيا في كورسك، حيث أدت إلى ارتفاع وتيرة التوتر الروسية على خط المواجهة الرئيسي، ودفعت إلى أبعد من ذلك في منطقة دونباس، حيث لا تزال القاذفات الروسية تسبب دمارا في القرى والبلدات في جميع أنحاء أوكرانيا، بينما تستهدف الضربات الروسية بشكل منهجي شبكة الطاقة في أوكرانيا، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وإثارة المخاوف بشأن ما قد يحدث مع اقتراب أشهر الشتاء.
وذكرت الصحيفة بأن التوغل في كورسك لا يزال يحقق لأوكرانيا انتصارا دراماتيكيا، حيث قدم دفعة معنوية مرحب بها لأمة محاصرة وضربة رمزية للرئيس الروسي فلاديمير بوتن -الذي شن عملية عسكرية واسعة النطاق داخل أوكرانيا في عام 2022- من أجل إنشاء دولة عازلة جديدة في أوروبا، ولكنه الآن يجد زيلينسكي يحتفل بإنشاء منطقة عازلة على الأراضي الروسية.
وبدوره ..قال العقيد الأوكراني فيتالي سارانتسيف: "لقد شعرنا بالارتياح بالنسبة للطيران التكتيكي.. لقد قلل الروس بشكل كبير من استخدامه في اتجاهنا".