الأسماك تتأثر بالتغيرات المناخية.. ارتفاع الحرارة فى البحار وزيادة التبخر يرفع ملوحة المياه.. قلة الأكسجين المذاب فى الماء يضعف إنتاجية وأحجام الأسماك.. ومقترحات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز المراقبة

السبت، 31 أغسطس 2024 11:30 م
الأسماك تتأثر بالتغيرات المناخية.. ارتفاع الحرارة فى البحار وزيادة التبخر يرفع ملوحة المياه.. قلة الأكسجين المذاب فى الماء يضعف إنتاجية وأحجام الأسماك.. ومقترحات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز المراقبة الاستزراع السمكى - أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُعد قطاع الأحياء المائية، أحد أكثر القطاعات تأثراً من التغيرات المناخية، سواء بارتفاع درجات الحرارة الشديد صيفا في مصر، بمعدل أكثر من خمس درجات كاملة، وكذلك الانخفاض الشديد جداً في البرودة التى تصل للصقيع والثلوج في مختلف المحافظات، وأيضاً تذبذب هطول الأمطار وتغيير أماكن سقوطها وتأثير ظاهرة النينو (درجة الحرارة العالية)، وخاصة في البحر المتوسط وحدوث عواصف متعددة شتاء، أما عن خريطة هجرة الأسماك ظهرت  بمعدل متغير بدءا من ظهور أسماك وافدة فى البحار وكذلك ظهور الأمراض صيفا وشتاءا نظراً لتغير درجات الحرارة وكذلك التغذية وبرامجها المختلفة والرعاية والوقاية من الأمراض.

يقول الدكتور يوسف العبد، استشارى الاستزراع السمكى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين السابق، الخلاصة أن هناك تغير كبير لابد من التعامل معه بواقعية، موضحا أن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو سيؤدى لزيادة ذوبانه في مياه المحيطات والبحار وبالتالي زيادة حموضة المياه مما تؤثر سلباً على نمو وتكاثر وحياة الأسماك، كما أن زيادة ملوحة مياه البحيرات الشمالية المصرية نتيجة لزيادة درجة الحرارة والتي تؤدى لزيادة نسبة البخر، ستؤدى إلى زيادة الملوحة، فضلاً عن زيادة التلوث نتيجة الصرف الصناعي والزراعي وقلة المياه العذبة الواردة للبحيرات مما تؤدى لزيادة درجة الملوحة أكثر، والتي تؤثر على هجرة زريعة العائلة البورية من البحر إلى مناطق التقاء المياه العذبة وعليه يقل المخزون السمكي بالبحيرات.

وأضاف العبد، لليوم السابع،: ينجم عن تغير المناخ تغيير فى توزيع أرصدة الأنواع السمكية من أسماك المياه العذبة والمالحة، مع توجه الأنواع السمكية فى المياه التي ترتفع فيها درجة الحرارة نحو القطبين، كذلك ينعكس تغير المناخ على موسمية العمليات البيولوجية الحيوية في شكل تغيرات في سلاسل غذاء الأسماك بمواطن المياه العذبة والمالحة مما يؤثر على انتاج الأسماك، وانخفاض فى انتاج الأسماك القطبية الباردة، لافتا إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجو تؤدى لزيادة درجة حرارة المياه في أحواض المزارع السمكية بسرعة خاصة في الأحواض الضحلة (60سم) والتي لا تظهر فيها نظام الطبقات الحرارية، ويؤدى ذلك إلي انخفاض الأكسجين الذائب، وبالتالي يصعب زيادة معدل تخزين الأسماك تحت الظروف العادية وتسود النظم ذات الإنتاجية المنخفضة في الاستزراع السمكي.

وأشار إلى أن إرتفاع درجة الحرارة وزيادة حرارة المياة، يساهم فى زيادة نشاط الميكروبات المحبة للحرارة مما يؤدى لزيادة احتمالية حدوث أمراض مختلفة، فضلاً عن ازدهار الطحالب الضارة، كما أن البخر الزائد يؤدى لنقص الأكسجين الذائب، تغير أوقات التكاثر، زيادة استهلاك الغذاء، زيادة المخلفات العضوية، وبالتالى تتأثر الزريعة أكثر نتيجة انخفاض الأكسجين، وتُصاب بإلاجهاد حراري، لافتا إلى أن العائلة البورية من الأسماك "البورى والطبار" الأكثر تأثرا بتغير درجة الحرارة، قائلا: أن البلطى أشهر سمكة للاستزراع فى مصر تعيش فى متوسط درجة حرارة من 18 إلى 25 درجة مئوية، وعند ارتفاع درجة الحرارة لتصل إلى 30 درجة تقل العلامات الحيوية والجهاز المناعى لدى الأسماك، وعند 36 درجة تقف الوظائف الحيوية عند الأسماك، أما إذا وصلت لـ40 درجة مع كثافات أعلى من الأسماك ووجود نسب تلوث يسرع من تدهور الحالة الحيوية للسمك، وصولا لنفوق الأسماك.

واقترح خبير الاستزراع السمكى، إجراء إعدادات لمواجهة هذه المشكلة نظرا للخسائر التى تتسبب فيها، حيث يمكن عمل خريطة مناخية خاصة بالاستزراع السمكى والبحرى، على أن تشمل معلومات بشأن درجات الحرارة وسرعة الرياح، خلال فصلى الصيف والشتاء، بالإضافة إلى الاهتمام بالتغذية السليمة والمتوازنة للأسماك لتقليل فرص الإصابة بالإجهاد وتحمل درجة الحرارة، لزيادة المناعة والحيوية للتأقلم مع الحرارة العالية، مضيفا: لابد من توفير مصدر للأكسجين خاصة بالمزارع السمكية، من خلال تركيب بدلات هوائية، ويتم تركيبها على ألواح طاقة شمسة لتغذية المزرعة بمعدل تبديل هوائى يتيح نسبة أكبر من الأكسجين، ليتنفس السمك بسهولة، لافتا إلى أن المزارع تلجأ إلى تقليل العلف أو تمنعه نهائيا إذا ارتفعت درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية.

أما عن مقترحات التخفيف من آثار تغير المناخ على تربية الأحياء المائية، فيقول الدكتور يوسف، يمكن ذلك من خلال 5 أمور، هى:
1.تشجيع الأنواع القادرة على التكيف مع المناخ، من خلال البحث وتطوير أنواع الأحياء المائية التي تكون أكثر قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، وهناك محاولات عديدة في المعامل المختلفة في مصر لتحسين سلالة البلطي السمكة الأكثر شعبية والانتاج العالمي ما يقارب 2 مليون طن سنوياً ، وهذة السلالة المحسنة تتحمل المخاطر البيئية بما في ذلك تقلبات درجات الحرارة، وتباين نوعية المياه، ومقاومة الأمراض.

2. تحسين إدارة المياه: ويتم ذلم من خلال تنفيذ ممارسات فعالة لإدارة المياه، مثل أنظمة إعادة تدوير تربية الأحياء المائية وتربية الأحياء المائية المتكاملة متعددة التغذية، لتحسين استخدام المياه وتقليل تأثير التغيرات في جودة المياه.

3. التكامل والاستثمار في مشاريع استعادة وتربية النباتات لحماية واستعادة النظم البيئية الحيوية التي تدعم تربية الأحياء المائية، ويمكن أن يشمل ذلك استعادة أشجار ذات كثافة خضرية عالية وتكامل الاستزراع بين النباتات والأحياء المائية، وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية، وحماية المناطق الساحلية التي تعمل كمشاتل للأسماك.

4.  استكشاف واستخدام مصادر علف بديلة ومستدامة لتربية الأحياء المائية لتقليل الاعتماد على الأسماك التي يتم صيدها من الطبيعة للحصول على العلف، ويشمل ذلك استخدام الأعلاف التي تعتمد على الحشرات والطحالب والبدائل النباتية الأخرى، وهناك تجارب ناجحة في استخدام البدائل ومكوناتها المختلفة في الأعلاف ونظراً للارتفاع الكبير في الأسعار الخامات العالمية .

5. تطوير ونشر أنظمة الإنذار المبكر لرصد التغيرات البيئية، وتوقع المخاطر المحتملة، والسماح بإجراء تعديلات في الوقت المناسب في ممارسات تربية الأحياء المائية للتخفيف من الآثار السلبية، واستخدم التطورات التكنولوجية مثل أجهزة الاستشعار وأنظمة المراقبة عن بعد والتحليلات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي لتعزيز المراقبة وتحسين ممارسات التغذية وتحسين إدارة جودة المياه.

فيما يقول الدكتور عاطف محمد كامل وكيل كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة، إن زيادة منسوب المياه فى البحيرات من مياه الصرف أدى إلى تغير التركيب النوعى للبحيرات واختفاء الكثير من الأسماك البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية مثل اللواط والقاروص والدنيس وأصبح البلطى يمثل 52% من أسماك البحيرات بنسبة كبيرة مقارنة بالسابق، لافتا إلى أن التغيرات المناخية سوف تؤدى لارتفاع مستوى سطح البحر والذى سيؤدى بدوره إلى تعرض مناطق واسعة من المنطقة الساحلية لدلتا النيل للفيضان مما سيؤثر على الاستزراع السمكى، كما أن نمو الأسماك فى ظروف بيئية غير ملائمة من درجات الحرارة المرتفعة وقلة نسبة الأكسجين المذاب فى المياه سيؤثر على العمليات الحيوية الخاصة بالأسماك وقدرتها على التكاثر مما يقلل من كمية وأحجام الأسماك المنتجة وكذلك قدرتها على مقاومة الأمراض والحفاظ على النوع.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة