قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس السابق والمرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، دونالد ترامب، يناقض نفسه فى موقفه من قضية الإجهاض بحثا عن مكاسب سياسية، مشيرة إلى أنه مستعد لإجراء كل ما يراه ضروريا من تحولات خطابية وسياسية من أجل الفوز في انتخابات نوفمبر ، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المحافظين اجتماعيا.
وسردت الصحيفة تغير موقف ترامب من قضية الإجهاض على مدار عقود، وذكرت إنه فى مقابلة تلفزيونية مع NBC News عام 1999، قال ترامب وهو فى عمر الـ 53 إنه مؤيد جدا لحق الاختيار. وفى عام 2011، وبدون تفسير لهذا التغيير، قال أمام حشد فى مؤتمر للمحافظين أنه مؤيد لحق الحياة، بما يعنى انه معارض للإجهاض.
وعندما ترشح للرئاسة للمرة الأولى فى عام 2016، قال فى قناة MSNBC إنه أصبح معارضا لحقوق الإجهاض حتى أنه يدعم فرض عقوبات على النساء اللاتى يقمن بهذا الإجراء، ولم يدرك أن موقفه كان متشددا للغاية حتى بالنسبة للمحافظين اجتماعيا الذين كان يسعى لكسب دعمهم، وراجع نفسه سريعا.
وتقول نيويورك تايمز أن نسخة ترامب فى 2024 تغير موقفها مرة أخرى، لكن المخاطر أعلى هذه المرة.
وكان أحدث مثال على ذلك، يوم الجمعة، عندما قال ترامب، بعد نحو يوم كامل من اضطرار حملته إلى تنظيف اقتراحه بأنه قد يدعم إجراء اقتراع فى فلوريدا يسمح بالإجهاض حتى 24 أسبوعا من الحمل بعد غضب المحافظين اجتماعيا، أنه سيصوت ضد الإجراء.
وكان الرئيس السابق قد أخبر حلفائه فى عام 2022 عندما كانت المحكمة العليا الأمريكية تستعد لإلغاء حكم تاريخى أقر حق الأجهاض، أن هذه الخطوة من شأنها أن تضر بحزبه. ومنذ ذلك العام، عندما كان أداء الجمهوريين أقل من التوقعات فى انتخابات التجديد النصفى، كان ترامب يؤكد بشكل خاص مع مستشاريه أن قضية الإجهاض وحدها يمكن أن تقتل فرصهم فى الفوز فى نوفمبر. وهو على استعداد لإجراء العديد من الإلتواءات الخطابية والسياسية التى يراها ضرورية للفوز.
وكانت النتيجة مرتبكة ومائعة، وفوضى وتناقضات فى البيانات السياسية فى الوقت الذى حاول فيه ترامب أن يعيد تقديم نفسه فى قضية يراها الكثير من أنصاره فى ضوء أخلاقى صارم،وفقا للصحيفة، واعتقدوا أن ترامب يراها كذلك أيضا.