اعتبرت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، ستكون بداية النهاية لدولة الإحتلال الإسرائيلى، حيث يصر على تبني استراتيجية تستند إلى الدفع للتصعيد الإقليمي بغرض تحقيق الانتصار السياسي، وبالتالي فلم يعد أمامه خيارًا آخر، ليثني الأنظار عن فشله ولينقذ مصيره السياسي المهدد، فضلًا عن العديد من الأهداف الاستراتيجية التي يحققها التصعيد، إلا أن ما يسعى إليه نتنياهو قد يجر المنطقة بأكملها إلى حرب إقليمية مدمرة.
وبحسب الدراسة فإن أبرز ملامح استراتيجية التصعيد الإقليمي لنتنياهو تتمثل فى تبني سياسات استفزازية تجاه إيران: هو ما يتضح خلال الأشهر الأخيرة من الممارسات الإسرائيلية المتعمدة والتي كانت آخرها عمليتا الاغتيال اللتان تم تنفيذهما ضد إيران وحزب الله في لبنان. ويدفع يدفع بالأوضاع المعقدة في المنطقة نحو مزيد من التصعيد الخطير لتحقيق أهداف استراتيجية أساسية تشمل ضرب القدرة العسكرية لإيران، بما في ذلك المنشآت النووية، وتوجيه ضربة عسكرية ضد حزب الله، وإبعاده نهائيًا عن الحدود اللبنانية.
كذلك استخدم نتيناهو التصعيد الإقليمي لتعطيل المفاوضات قدر المستطاع وصرف الأنظار عنها من خلال إشعال الأزمة إقليميًا للهروب من ضغط أعضاء اليمين المتطرف الرافضين لأي اتفاق، وذلك للحفاظ على مصيره السياسي المهدد ومنع انهيار الائتلاف الحكومي.
ووفقا للدراسة، يواصل نتنياهو اللعب على عامل الوقت، حيث بات من المؤكد أنه لا يريد التوصل إلى صفقة مع حماس بقدر ما يريد الحصول على مزيد من الوقت اعتقادًا منه بأن إطالة أمد الحرب سيحميه لأطول فترة ممكنة من الملاحقة القضائية، لا سيما بعد ما يواجهه من خطر بسبب تهديد أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف الذي يقوده بتفكيك الحكومة من جانب، وما يواجهه من خطر صدور مذكرة اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية من جانب آخر.
ويستغل نتنياهو عامل الوقت من أجل الانتظار حتى الانتخابات الأمريكية القادمة التي ستجرى في نوفمبر القادم. حيث يماطل نتنياهو في توقيع اتقاق الهدنة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، كي يتخلص من ضغوط بايدن، وهو يراهن على وصول ترامب للحكم باعتباره حليفًا قويًا لإسرائيل.
ومن بين الملامح الأخرى لاستراتيجية نتنياهو هى، الضغط من أجل مزيد من الدعم الأمريكي: في حال عودة دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية في الانتخابات المقبلة، كما يستعد للتحرك بمزيد من الحرية في حربه على غزة خلال تولي تلك الحكومة المحتملة.
أما أهداف استراتيجية التصعيد الإقليمي، تتمثل فى إطالة أمد الحرب في قطاع غزة من أجل التغعطية الفشل الأمني الذي ينكره نتنياهو، وعلى الصعيد الآخر يحميه طول أمد الحرب من الملاحقة القضائية وتهديد مصيره السياسي.
ومن بين الأهداف الأخري هى عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار، فضلا عن تقوية موقف نتنياهو في الداخل الإسرائيلي والذى يواجه انتقادات متزايدة في الداخل الإسرائيلي بسبب إخفاقه في تحقيق أي انتصار حتى الآن خاصة فيما يخص استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس.
كذلك الحصول على مزيد من الدعم الأمريكي: ويعتبر نتنياهو هذا الدعم بمثابة شريان حياة نتنياهو، وهو ما يسعى لضمان استمراره في حال تم شن الحرب ضد إيران.
إرضاء أعضاء اليمين المتطرف للحفاظ على حكومة نتنياهو، وكذلك لفت الأنظار عن الخلافات المتصاعدة بين الحكومة الإسرائيلية والمؤسسات الأمنية، وصرف الأنظار عن مواصلة المخططات الاستيطانية في الضفة الغربية، وأخيرا استعادة الردع وإضعاف قدرات إيران.
واختتمت الدراسة بأن التصعيد المتعمد من قبل إسرائيل وتبنيها للسياسة الاستفزازية تجاه إيران ووكلائها بالمنطقة تعرض مستقبل إسرائيل والمنطقة للخطر، فتحويل الحرب على قطاع غزة إلى صراع إقليمي سيجر المنطقة بأكملها إلى حرب شديدة الخطورة، وستكون بداية النهاية لدولة إسرائيل.
وكذلك سياسة نتنياهو التي تعتمد على عنصر المصلحة الشخصية الذي يدفع به لإشعال حرب إقليمية في سبيل الحفاظ على مصيره السياسي، وهو ما قد يفضي في نهاية المطاف إلى دمار إسرائيل وتهديد أمن الشرق الأوسط بأكمله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة