تحصد المعارك الدائرة فى السودان عشرات الأرواح يوميا، وفى أم درمان، أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن سقوط 7 قتلى و25 جريحًا، جراء قصف مدفعى نفذته قوات الدعم السريع على عدة مناطق فى شمال وغرب أم درمان.
وبحسب صحيفة سودان تريبون، ذكرت الوزارة أن قوات الدعم السريع استهدفت مناطق فى محلية كررى من مواقعها فى الخرطوم بحرى وجنوب غرب أم درمان، مع توسعة نطاق القصف ليشمل الريف الشمالى لأم درمان، والمناطق الشمالية الغربية من المدينة.
وأكد بيان صادر عن وزارة الصحة بولاية الخرطوم أن القصف المدفعى طال مناطق مأهولة بالمدنيين فى كررى ومناطق أخرى من أم درمان. وشمل القصف – وفقًا للبيان – سوق بئر حماد غربى محلية أم بدة، الذى يُعد السوق الوحيد فى المنطقة ويشهد اكتظاظًا بالمدنيين، كما شمل القصف سوق بانت بأم درمان، والمستشفى الصيني، وضاحية الثورة.
وأشار البيان إلى أن "القصف أدى إلى مقتل 7 مدنيين، بينهم 3 نساء وطفلة، وإصابة 25 آخرين بجراح، أغلبها بتر فى الأطراف".
وحول الوضع الإنسانى فى أم درمان، كشفت غرفة طوارئ فى محلية أم بدة غربى أم درمان بولاية الخرطوم عن 80 حالة إصابة بسوء التغذية منها حالتى وفاة لطفلين بضاحية دار السلام مربع واحد وذلك خلال الأسبوع الماضى.
وقال عضو فى غرفة طوارئ دار السلام لسودان تربيون أن حالتى وفاة لطفلين تبلغ أعمارهما عامين و3 أعوام قد حدثت يومى 21 و25 أغسطس الجارى.
وأكد عضو الغرفة، الذى فضل حجب اسمه، زيادة حالات الاشتباه بالكوليرا التى بلغت 30 حالة منها 4 حالات مؤكدة بالفحص المعملى وأضاف أن اغلب الحالات وسط النساء الحوامل.
وأعلن عن تسجيل 60 حالة إصابة بفيروس التهاب العين الملتحمة جراء تدنى البيئة وتراكم النفايات فى المنطقة.
وفى بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، حذرت تقارير من أزمة مياه خانقة بسبب كارثة انهيار سد أربعات، بدت ملامحها شاخصة بفقدان السيطرة على مياه السد، المغذى الرئيسى لمياه المدينة، مع مصرع وفقدان العشرات فى فيضانات بولاية البحر الأحمر.
ولقى العشرات مصرعهم فى أحدث موجة أمطار وسيول تسببت فى فيضان أودية دمرت سد أربعات ومدينة طوكر، وهو ما سيرفع أعداد الوفيات هذا الخريف إلى أرقام قياسية.
وحسب آخر إحصائية صادرة عن الدفاع المدنى بالسودان، فإن الأمطار والسيول تسببت منذ يونيو الماضى فى وفاة 148 شخصا وإصابة 246 آخرين فى 11 ولاية.
وفى أعقاب انهيار سد أربعات هذا الأسبوع بدأ السودانيون فى مدينة بورتسودان يشعرون بشح المياه وسط أنباء تشير إلى احتمال تلوث المياه.
وأبلغ موطنون فى بورتسودان أن سقاة يبيعون إناء الماء بسعة 30 لترا تقريبا بأضعاف سعرها القديم، فى المدينة المكتظة حاليا إلى جانب سكانها بنحو ثلاثمائة ألف من نازحى الحرب.
وفى السابق قال مسؤولون فى المجلس الاستشارى لشرق السودان فى مؤتمر صحفى ببورتسودان، إنهم يتوقعون ندرة مياه حاده ستعانى منها بورتسودان بسبب انهيار سد أربعات، محذرين من ثلوث كيميائى وعضوى للمياه.
وقال رئيس المجلس عبد الرحمن بلعيد خلال المؤتمر الصحفي: “رصدنا صهاريج تحمل مياه ملوثة"، ولمعالجة أزمتى شح وتلوث مياه الشرب دعا بلعيد لاستجلاب مصنعين لتحلية المياه سعة كل منهما 50 ألف لتر مكعب بأسرع ما يمكن.
من جانبه قال مدير الإشراف والمتابعة لمشروعات حصاد المياه بوحدة تنفيذ السدود التابعة لوزارة الرى والموارد المائية السودانية عبد الرحيم الأمين، أن الوحدة ستعمل على سد فجوة مياه الشرب فى بورتسودان بعد انهيار سد أربعات بتأهيل الخزان الرابع أسفل السد بسعة 6 ملايين متر مكعب.
ويقترح الأمين فى تصريح لوكالة السودان للأنباء بدء العمل أيضا فى عدد من الآبار تعمل بالطاقة الشمسية لجهة أنها ستساعد فى سد النقص إلى جانب العمل سريعا على تنفيذ سد عروس شمالى بورتسودان بسعة 8 ملايين متر مكعب.