بدأت منظمة الصحة العالمية حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بعد عودتة من جديد بسبب الحرب، حيث كان الفيروس قد اختفى منذ 25 عاما ليعود من جديد، بعد أن كان متفشيا فقط فى أفغانستان وباكستان.
وهذا ما دعا منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع اليونيسف، والأمم المتحدة، للتصدى للفيروس من خلال اطلاق حملتين للتطعيم داخل قطاع غزة تبدات اليوم وتستمر لمدة 3 أيام متتالية فى كل حملة، وقد تم توصيل اللقاحات وصناديق التبريد الى غزة وتدريب العاملين الصحيين لضمان تطعيم جميع الأطفال المعرضين للخطر هناك.
من جانبه كشف ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، عن أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، التي تتألف من حملتين، ستبدأ في الأول من سبتمبر، مضيفا أن هناك التزاما مبدئيا بوقف القتال لأسباب إنسانية في مناطق محددة خلال فترة الحملة.
اطفال غزة
وأوضح بيبركورن، أنه في كل حملة من حملات التطعيم ستقوم وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف ووكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) بتوفير قطرتين من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني لأكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة.
وأضاف المسؤول الأممي الذي كان يتحدث من دير البلح في غزة، انه تم تسليم 1.2 مليون جرعة من اللقاحات و500 من حاملات اللقاحات إلى غزة بالفعل، مشيرا إلى أن 400 ألف جرعة ستصل غزة أيضا قريبا.
وأكد أنه "تم تدريب أكثر من 2,180 عامل صحي وعامل توعية مجتمعية وعامل في مجال التوعية، على توفير التطعيم، ومن المهم جدا إعلام المجتمعات بالحملة".
وشدد على أنه من المهم أن تصل نسبة التغطية التي توفرها حملة التطعيم في كل جولة إلى 90 % لوقف تفشي المرض في غزة، ومنع انتشاره على المستوى الدولي".
دعوة لهدنة إنسانية..
وأوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن هناك التزاما مبدئيا بوقف القتال في مناطق محددة خلال ساعات إجراء الحملة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر، ودعا جميع الأطراف إلى "وقف القتال للسماح للأطفال والأسر بالوصول بأمان إلى المرافق الصحية، وعمال التوعية المجتمعية لإيصال الأطفال الذين يمكنهم الوصول إلى المرافق الصحية للتطعيم ضد شلل الأطفال".
وشدد على أنه "بدون هدنة إنسانية، لن يكون ممكنا تنفيذ حملة التطعيم، والتي يتم القيام بها بالفعل في بيئة معقدة ومقيدة بشكل لا يصدق".
لقاحات شلل الاطفال
وأوضح أن الحملة ستستغرق 3 أيام وستبدأ من وسط غزة، ثم جنوب القطاع، ثم الشمال.
وقال بيبركورن: "نظرا لانعدام الأمن، والدمار، والبنية الأساسية للطرق، ونزوح السكان، واستنادا أيضا إلى خبرتنا مع هذا النوع من الحملات على مستوى العالم، فإن الأيام الثلاثة قد لا تكون كافية لتحقيق التطعيم الكافي"، مضيفا أنهم سيواصلون مراقبة تنفيذ الحملة وتمديدها إذا اقتضت الحاجة يوما واحدا أو أكثر عند الضرورة.
ودعا جميع الأطراف إلى ضمان حماية للعاملين الذين سيشاركون في تنفيذ الحملة، والأسر والأطفال الذين يتم احضارهم لتلقي التطعيم في المرافق الصحية.
شلل الاطفال بالفم
وقالت منظمة الصحية العالمية، إنه تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في يوليو 2024 في عينات بيئية من خان يونس ودير البلح. ومن المثير للقلق أنه تم الإبلاغ منذ ذلك الحين عن 3 أطفال يعانون من الشلل الرخو الحاد المشتبه به (AFP)، وهو أحد الأعراض الشائعة لشلل الأطفال، في قطاع غزة، وقد تم إرسال عينات البراز الخاصة بهم للفحص إلى المختبر الوطني لشلل الأطفال في الأردن.
وسيتم تسليم أكثر من 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي من النوع 2، والذي يستخدم لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال الفموي من النوع 2، إلى قطاع غزة، وقد مرت شاحنات اللقاحات ومعدات سلسلة التبريد عبر مطار بن جوريون قبل وصولها إلى قطاع غزة لتبدأ حملة التطعيم يوم غد الأحد، ومن الضروري تسهيل نقل اللقاحات وسلسلة التبريد في كل خطوة من خطوات الرحلة لضمان استلامها في الوقت المناسب، وتخليصها، وتسليمها في الوقت المناسب للحملة.
وتم الانتهاء من وضع خطط تفصيلية لدعم القائمين على التطعيم والعاملين في مجال التعبئة الاجتماعية للوصول إلى الأطفال المؤهلين في مختلف أنحاء قطاع غزة، وسوف يتم تنفيذ التطعيم من قبل 708 فريق، بما في ذلك في المستشفيات والمستشفيات الميدانية ومراكز الرعاية الصحية الأولية في كل بلدية من بلديات قطاع غزة، وسوف يدعم حوالي 2700 عامل صحي، بما في ذلك الفرق المتنقلة وعمال التوعية المجتمعية، تنفيذ الجولتين من الحملة،
وأشارت المنظمة إلى أنه سيتم دعم ذلك من خلال جهود التوعية للتخفيف من مخاطر الإصابة بشلل الأطفال، مضيفة، إن الوقاية من انتشار شلل الأطفال والحد من خطر ظهوره مرة أخرى تتطلب تغطية تطعيمية بنسبة 95% على الأقل، وذلك بالنظر إلى الاضطراب الشديد في أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي في قطاع غزة.
وتشمل المتطلبات الأخرى لنجاح الحملة توفر القدر الكافي من النقد والوقود وشبكات الاتصالات العاملة للوصول إلى المجتمعات المحلية بمعلومات عن الحملة، وتبذل جهود أخرى لتعزيز وتوسيع نطاق مراقبة فيروس شلل الأطفال والتحصين الروتيني.
وأضافت المنظمة، انه قد ظل قطاع غزة خالياً من شلل الأطفال طيلة السنوات الـ 25 الماضية، وعودة ظهوره، الذي حذرت منه منظمات العمل الإنساني طيلة الأشهر العشرة الماضية، يمثل تهديداً آخر للأطفال في قطاع غزة والدول المجاورة، إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الصحي العام في قطاع غزة والمنطقة.
وأكد الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بدأت اليوم حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، والتي نهدف من خلالها إلى الوصول إلى أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة، وتتضمن الحملة إعطاء جرعتين من اللقاح على جولتين بفاصل أربعة أسابيع.
وأضاف، لقد قمنا بتدريب أكثر من 2180 من العاملين في مجال الصحة والعاملين في مجال التوعية المجتمعية لتقديم التطعيم وإعلام المجتمعات بالحملة، موضحا، إن هدفنا هو الوصول إلى تغطية تطعيم بنسبة 95% على الأقل خلال كل جولة من الحملة لوقف تفشي المرض الحالي ومنع نمو انتشاره على المستوى الدولي، وسيتم تنفيذ الحملة على مراحل على مدى 3 أيام في كل جولة، بدءًا من وسط غزة، ثم جنوب غزة، ثم شمال غزة.
وقال، أود أن أشكر وزارة الصحة الفلسطينية واليونيسيف والأونروا وآخرين على شراكتهم في هذه الحملة، وأرحب بالالتزام بالتوقفات الإنسانية في مناطق محددة للسماح بإجراء حملة التطعيم، ونظراً لانعدام الأمن، والأضرار التي لحقت بالطرق والبنية الأساسية، وحركة السكان ونزوحهم، فمن غير المرجح أن تكون 3 أيام في كل منطقة كافية لتحقيق التغطية الكافية.
وسيتم مراقبة تغطية التطعيم طوال الحملة، وتم الاتفاق على تمديد التطعيم ليوم واحد حيثما كان ذلك ضروريا، يجب حماية فرق التطعيم والسماح لها بإجراء الحملات بأمان، ونحث جميع الأطراف على ضمان حمايتهم وحماية المرافق الصحية والأطفال، إن الهدنات الإنسانية مرحب بها، ولكن في نهاية المطاف فإن الحل الوحيد لحماية صحة أطفال غزة هو وقف إطلاق النار وأفضل دواء هو السلام.