أول مكان يتعلم فيه الأبناء هو البيت، فما يزرعه الآباء والأمهات من رعاية لأبنائهم، والاهتمام بالتعليم الذي يحصلون عليه يحصدوه فيما بعد، تفوق وتميز ويخرجون للمجتمع أفراد ناجحين، لذلك حرص القانون على أحقية الأطفال في نفقات التعليم -حال نشوب الخلافات بين الأزواج والزوجات- لتخفيف العبء على الأم حال هجرها زوجها وامتنع عن السداد، وذلك لضمان عدم تسريب الصغار من التعليم ودائما ما تضع المحكمة مصلحة الطفل في المقام الأول في جميع القضايا التي تمثل أمام محاكم الأسرة.
ويأتي الأطفال في أولية قانون الأحوال الشخصية، لحمايتهم من تداعيات الانفصال وتمكينهم من الحصول على حق النفقة حال تعمد تهرب الأب من الإنفاق بسبب خلافاته مع زوجته، وكذلك تحديد النفقات العادلة المناسبة لدخل الزوج وإمكاناته المادية دون المغالاة، وخلال السطور التالية نرصد أبرز الدعاوي أمام محاكم الأسرة، ورأي قانون الأحوال الشخصية في نفقات التعليم وكيف حسم الخلاف بين الأزواج والزوجات.
دعاوى المصروفات الدراسية
نفقة الصغير تعد مسؤولية الأب بشكل كامل من مأكل وملبس ومسكن وعلاج وتعليم، والأب مطالب بتوفير كل احتياجاته سواء كان منفصل عن الزوجة أو ما زالت على ذمته، حيث أن خلافات الأباء والأمهات لا يجب أن يدفع ثمنها الصغار، ولذلك حافظ القانون على تلك الحقوق ووضع عقوبات حال امتناع الأب عن دفع النفقات ورفضه تحمل مسؤوليتهم.
ووفق قانون رقم 139 المعدل التعليم الأساسى إجبارى وعلى ذلك يلتزم الأب إيا كانت حالته المالية ويستثنى من ذلك التعليم الخاص أو الأجنبى إلا إذا كانت حالته المالية تسمح بذلك وتشمل مصروفات التعليم ما لا يمكن تحصيل العلم بدونه وتدخل الدروس الخصوصية والكتب والمراجع الخاصة إذا ثبت الاحتياج لها، وحال إذا كان لا يتسنى لطالب العلم الوصول إلى مدرسته أو جامعته إلا باستخدام وسيلة مواصلات خاصة التزم الأب بسداد أجرتها، والملابس المدرسية يلزم الأباء بشرائها وتدخل فى نفقة ملبس الصغير .
محاكم الأسرة
وداخل أروقة محاكم الأسرة نجد الكثير من دعاوي المصروفات الدراسية والخلافات بشأن الولاية التعليمية، لتقف سيدة تطالب إلزام مطلقها سداد متجمد مصروفات مدرسية مليوني جنيه لأولادها عن 5 سنوات بعد عودته من خارج مصر، لتؤكد:" زوجي خطب سيدة أخري وينفق على أطفالها الثلاثة ويحرم أولاده من حقوقهم".
وتابعت الزوجة:" عشت برفقة زوجي 11 عام في عذاب بسبب تصرفاته ورفضه تحمل مسئولية الزواج، وتكراره خيانته لى أكثر من مرة، وعندما تصديت له عاقبني بالانفصال عني وطردي وأولاده من مسكن الزوجية".
وتروي سيدة أخري معاناتها أثناء ملاحقتها لزوجها بـ 5 دعاوي حبس للتهرب من سداد متجمد المصروفات الدراسية، وكذلك تخلفه عن سداد نفقه الملبس والمأكل، ورفضه منحها نفقتها الزوجية ونفقة أطفاله، قائلة:" طردني زوجي منذ 6 شهور من منزلي، أستولي علي منقولاتي ومصوغاتي ومتعلقاتي الخاصة، ورفض منح أولاده ملابسهم والكتب الخاصة بهم والمتعلقات الموجودة بالمنزل، وذلك في محاولة منه لمعاقبتي علي رفض علاقته بأحدي السيدات وقيامي بشكوته لشقيقاته ووالدته".
وزوج وقف يشكو من تعنت زوجته، وإصرارها الحصول على نفقات غير مستحقة بعد أن أضطر إلى دفع مصروفات السنة الدراسية لأبنه ثلاث مرات، ليؤكد:" في كل مرة تغضب زوجتي وتترك المنزل أضطر إلى أن أسدد النفقات مرة أخري وبزيادة كبيرة، وأودع النفقات في حسابها البنكي وفقا للمستندات والتحويلات البنكية، وفي أخر خلاف دفعت لها ثمن السنة الدراسية ثلاثة مرات وبالرغم من ذلك لاحقتني بدعوي حبس لأعيش في جحيم بسبب تصرفاتها وخداعها لى، حتي أولادي منعتهم من التواصل معي، وقدمت ما يفيد بسداد حقوقها وفقاً للمستندات ".