تعتبر قرية سيلا بمحافظة الفيوم، شاهد عيان على ثراء محافظة الفيوم والأماكن الأثرية التى تحوى كنوزا أثرية متعددة، تعود إلى عصور مختلفة، حيث تعتبر القرى واحدة من المواقع الأثرية الهامة، عثر بها على هرم سنفرو الذى سمى قديما بإسم القرية وتم تغييره إلى إسمه الحالى منذ ما يقرب من 40 عاما، كما عثر بالقرية على جبانة تعود إلى العصر اليونانى الرومانى، وآخر الإكتشافات بالقرية، معبد يعود لنهاية الدولة القديمة.
ويقول سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم السابق، إن قرية سيلا، واحدة من المواقع الأثرية الهامة بمحافظة الفيوم، لافتا إلى أن الباحث الانجليزى فلندرز بترى عمل فى منطقة هرم سيلا عام 1889 وذكر أن غرب هرم سيلا مدينة من العصر الكوفى "العصر العباسي" ربما كانت هى قرية سيلا الحالية أو جزءً منها، وتقع على بعد حوالى 10 كيلو متر غرب هرم سيلا فى جبل الروس والذى تم تسميته بهذا الاسم ربما بسبب تعدد التلال على سطحه والتى تشبه الرؤوس لذلك أطلق عليها العامة كلمة الروس. ويشغل جبل الروس مساحة 8 كيلو متر مربع وترجع التكوينات الجيولوجية لهذا الجبل إلى عصر الأيوسين وتتمثل فى طبقات الحجر الجيرى وعصر البلايوسين فى أعلى قمة ذلك الجبل، ويمكن ملاحظة تدرج طبقاتها الجيولوجية فى التلال الموجودة على حافة الأراضى الزراعية إلى الغرب منه.
وأكد سيد الشورة، أن القرية ذُكرت فى النصوص المصرية القديمة باسم 5y-lA، وممن أكدوا على أهمية موقع القرية أبو عثمان النابلسى المؤرخ الإسلامى الذى ذكرها بإسم (سيله) فى كتابه عن الفيوم وبلاده عندما زارها عام 641 هجرية - منتصف القرن الثالث عشر الميلادى، وذكر أن بها مسجد أبيض على كوم عال، وجامع يدعى جامع النبى يعقوب عليه السلام، وبها كنيسة واحدة وقبليها دير يعرف بدير سيلا.
ولفت سيد الشورة، إلى أن هرم سيلا فى جبل الروس يقع شمال شرق الفيوم على بعد حوالى 10كم شمال شرق قرية سيلا و9 كيلو متر جنوب غرب قرية فيلادلفيا التى يطلق عليها جرزة أو كوم الخرابة الكبير-، وعلى بعد 10، 5كيلو متر غرب هرم ميدوم. وإعتقد الباحث الالمانى بورخارت الذى عمل بالمنطقة لفترة وجيزة عام 1898 أن هذا الهرم يرجع إلى عصر الأسرة الثالثة، واستطاع من خلالها التأكيد على كونه هرم، وأستطاع أيضاً أن يسوق النتائج الأثرية والتى تعرف عن هذا الهرم حتى وقت قريب.
وأشار سيد الشورة أنه مع أول مواسم عمل البعثة الأمريكية التابعة لجامعة برجهام يونج بالمنطقة عام 1981 وصف ليونارد ليسكو طول ضلع القاعدة 30م فى الكساء الخارجى من كل الاتجاهات وأن مدرجات الهرم قطعت فى صخر الجبل الأصلى التى تنتمى إلى عصر البلايوسين.
وبعد قيام البعثة الأمريكية بمزيد من الحفائر والكثير من الدراسات استطاعت تحديد أبعاد الهرم الحقيقية، حيث يبلغ طول ضلع القاعدة 30 متر وارتفاعه 21.5 متر وزاوية ميله 76 درجة، وأنه قد بُنى من الحجر الجيرى مع التأكيد على أنه هرم مدرج يتكون من أربع درجات وكان له كساء خارجى.
وكان من أهم نتائج عمل البعثة الأمريكية أيضا خلال موسم حفائر عام 1987 برئاسة العالم الامريكى ولفريد جريجس أن أثبتت أن الملك سنفرو هو من أقام هذا الهرم فى أقصى الشمال الشرقى لإقليم الفيوم على ربوة مرتفعة حيث عثرت على لوحة من الحجر الجيرى تحمل نقش به خرطوش للملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة( 2575: 2551ق.م).
وقد استطاعت بعثة مصرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار فى عام 2020 برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام والدكتور ايمن عشماوى رئيس قطاع الاثار المصرية والدكتور عادل عكاشة رئيس الادارة المركزية لاثار مصر الوسطى وجمال ابو بكر مدير عام اثار مصر الوسطى وسيد عوض كبير مفتشى الاثار بالفيوم، ورئيس فريق العمل فى الموقع الكشف عن معبد يرجع لنهاية عصر الدولة القديمة وبداية عصر الانتقال الأول.
والنتائج كانت فى غاية الأهمية من الناحية الأثرية. حيث تبين أن المعبد أعلى تل يطل على الأراضى الزراعية والمعبد مستطيل الشكل يرجع لنهاية عصر العصر الدولة القديمة، وتبلغ أبعاده 21 متر طول من الشرق للغرب و11متر عرض من الشمال للجنوب، حيث تم حفر بعض الأجزاء من أساسات جدرانه فى الصخر الطبيعى للجبل.
الأثري سيد الشورة خلال عمله بالقرية
الأثريين بالمنطقة
البعثات الأثرية بالقرية
الموقع المميز للقرية
الهرم المتواجد بالقرية
بقايا المعبد بالقرية
جبانة تعود للعصر اليوناني الروماني
مدخل الجبانة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة