على مدى سنوات نتابع نشاط المصريين فى الخارج، والذين ظهرت أنشطتهم وتواجدهم بشكل كبير، ومساهمتهم فى العمل العام داخليا وخارجيا، وضاعف من هذه المشاركة الخطوات التى تمت خلال سنوات وأنتجت ممثلين للمصريين بالخارج فى المجالس النيابية، وأيضا ممارسة حقوقهم الانتخابية والسياسية.
كانت مطالب المصريين بالخارج تدور حول رغبتهم فى المشاركة بشكل أكبر فى دعم بلدهم، والسعى إلى مضاعفة مشاركتهم فى أى استثمارات أو خطوات، وتبلورت الاقتراحات فى أن تكون لهم أشكال تنظيمية جمعيات تسهل مشاركتهم فى العمل العام بشكل جماعى، وتنظم هذه المشاركة، ويوم أمس الأول السبت شهدنا فعاليات مؤتمر تدشين التحالف الدولى للمصريين فى الخارج بمشاركة عدد كبير من الجاليات والكيانات المصرية حول العالم، وعدد من الشخصيات العامة، وهدف التحالف هو توحيد الجهود والمساهمة فى تقديم الدعم والمساندة للجاليات المصرية فى الخارج والعمل على تحقيق المصالح العامة.
وجاءت فكرة التحالف من عدد من نشطاء المصريين بالخارج، ممن يقومون على مدى سنوات بدور مهم فى التعبير عن المصريين بالخارج، والقيام بدور إعلامى ووطنى تطوعى، من أبرزهم صالح فرهود رئيس جالية باريس بفرنسا، وعلاء ثابت رئيس جالية بيت العائلة فى ألمانيا، ونشأت زنفل نائب رئيس المركز الثقافى المصرى الأمريكى بنيويورك، والذى قام بجولة أوروبية، للتنسيق لتدشين التحالف وبمشاركة عبدالباسط مقلد الرئيس السابق للنادى المصرى فى النمسا، ومحمود السلامونى رئيس بيت العائلة فى هولندا، وعدد كبير من أبناء الجاليات المصرية ممن يحرصون على ربط أبنائهم من الجيلين الثانى والثالث ببلدهم وبشكل واقعى.
والواقع أن المصريين بالخارج لديهم إحساس بالتحديات وحجم التحولات والتغيرات فى العالم، ولديهم نية ورغبة واستعداد لعمل أى خطوت تخدم الاقتصاد وأيضا تخدم مصالحهم، وهذا بعيدا عن تحويلات المصريين، ولديهم أفكار لتنشيط السياحة من أنفسهم ومن الخارج ويقومون بعمل دعايات مجانية، لعلمهم أن مصر تستحق عشرات أضعاف التدفقات السياحية الموجودة.
وبالتالى فإن التحالف الدولى للمصريين بالخارج تحول مهم للغاية، ويستحق الشكر والدعم، لأنه من ضمن أهدافه تقديم الدعم والمساندة للجاليات المصرية فى مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتعزيز الهوية الوطنية الحفاظ على الهوية المصرية والثقافة الوطنية بين أبناء الجالية المصرية فى الخارج، وتعزيز التواصل والتعاون بين المصريين فى الخارج وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق الأهداف المشتركة، وتمثيل مصالح الجاليات المصرية فى المحافل الدولية والسعى لحل المشكلات التى تواجههم، والمشاركة فى التنمية المساهمة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر من خلال دعم المشروعات التنموية والاستثمارية، وخطة لربط الجيلين الثانى والثالث بمصر بشكل واضح من خلال العديد من الآليات والأنشطة.
وحرص مؤسسو التحالف أثناء تدشينه على تأكيد أهمية الوحدة والتضامن والعمل بروح الفريق بين جميع المصريين فى الخارج، بعيدا عن أى انتماءات والتزام الشفافية والمصداقية فى جميع الأنشطة والقرارات التى يتخذها التحالف، واحترام كل الآراء والتوجهات والعمل على تحقيق التوافق بين الجميع، والعمل باستقلالية.
وقد تم إعلان تدشين التحالف قبل يوم واحد من انعقاد النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين بالخارج الذى تنظمه وزارة الخارجية والهجرة والمصريين فى الخارج، ويتضمن طرحا لمطالب المصريين بالخارج، ويعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار «من أم الدنيا.. إلى كل الدنيا»، بمشاركة عدد من الوزراء والجهات المعنية.
انعقاد المؤتمر فى هذا التوقيت له دلالة مهمة وكل عام تتطور العلاقة مع المصريين فى الخارج، خاصة من يعيشون هناك منذ أكثر عقدين، وأبناؤهم من الأجيال الجديدة الذين ولدوا فى المهجر، والمصريون فى أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا، وعلى مدى سنوات أعلنوا رغبتهم فى المشاركة بصورة إيجابية فى الاقتصاد من خلال التحويلات المباشرة، أو الاستثمار وشراء عقارات أو الدخول فى شركات مساهمة.
والحقيقة أن مساهمات المصريين بالخارج ليست فقط تحويلات، وبالرغم من أهمية هذا إلا أن كثيرا منهم يساهمون فى تبنى وجهات نظر مهمة فى تقديم مصر بشكل إنسانى وثقافى، ومنهم من يحافظ على هويته وثقافته، بالرغم من أنهم يندمجون فى مجتمعاتهم بالخارج ويتفاعلون معها ويمارسون دورا مزدوجا فى نقل وتبادل الأفكار والثقافات، ومنهم من تطوع خلال السنوات الماضية فى مواجهة حملات التضليل وتصحيح كثير من المعلومات، ويستحقون التحية على هذا الجهد، وأيضا يستحقون التشجيع، والتفهم.
مقال أكرم القصاص فى العدد الورقى لليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة