أضحت إسرائيل بين مطرقة الغضب الإيرانى ورد حزب الله الوشيك وسندان الاحتقان الداخلى ضد حكومة نتيناهو، بعد تصادم"الحريديم"مع الشرطة الإسرائيلية بسبب أوامر استدعاء للخدمة العسكرية.
حيث تظاهر مئات اليهود الأصوليين (الحريديم)، صباح الاثنين، أمام مكتب تجنيد في مدينة تل هشومر جنوب شرق تل أبيب، على خلفية أوامر استدعاء إجباري للخدمة العسكرية يتم توزيعها على آلاف الحريديم، الاثنين والثلاثاء.
وبالمقابل، هناك حالة ترقب لخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والمقرر أن يلقيه مساء الثلاثاء، فى ذكرى مرور أسبوع على عملية استهداف فؤادشكر ، حيث هناك توقعات بأن يحمل خطابه مؤشرات عن طبيعة وحجم رد الحزب والرد الإيرانى على عملية اغتيال شكر وأن يعرج أيضا خلال حديثه على عملية اغتيال إسماعيل هنية، حيث توعد الحزب فى وقت سابق بأن رده سيكون عنيفاً، كما قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن الاحتلال سيتلقى ردا قاسيا على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ، الاحتلال الإسرائيلي أخطأ في حساباته باغتيال هنية.
اجتماع طارئ فى جدة
وأمام مخاوف التصعيد المتوقع إقليميا عقب عمليات الاغتيال الإسرائيلية، تعقد منظمة التعاون الإسلامي ـ الأربعاء ـ فى جدة اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية لبحث الأوضاع وكيفية وقف اندلاع صراع شامل، و الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بما فيها جريمة اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، واعتداءاته على سيادة إيران.
ورطة إسرائيل
فى الوقت الذى يتطلب أن يكون الجيش الإسرائيلى على أهبة الاستعداد لمواجهات مفتوحة دامية مرتقبة مع الجانب الإيران وحزب الله، يواجه الجيش الإسرائيلى نقصا فى عدد أفراده، كما قالت وكالة "Jewish news syndicate" الإخبارية أن البنية التحتية العسكرية لحزب الله والقوة البشرية الواسعة تُشكلان أكبر تهديد لإسرائيل.
فى هذا السياق تلجأ إسرائيل للتجنيد الإجبارى لمحاولة سد هذا العجز فى صفوف جيشها، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين المتدينين والشرطة الإسرائيلية والتي أزالت بدورها خيمة اعتصام علق عليها شعار "يمنع التجنيد".
وأعلن الجيش الاسرائيلي فى وقت سابق ـ أنه سيبدأ بتوزيع أوامر استدعاء لبدء عملية تجنيد 3 آلاف شخص من الحريديم تتراوح أعمارهم ما بين 18 و26 عاما، بعد قرار من المحكمة العليا يقضي بتجنيد الحريديم ويشمل ثلاثة آلاف كمرحلة أولى فورية. وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال الجيش الإسرائيلي إن الـ3000 من يهود الحريديم بينهم رجال لديهم وظائف أو مسجلون في مؤسسات التعليم العالي، أو يحملون رخص قيادة – وهي مؤشرات على أنهم لا يشاركون في دراسات المدرسة الدينية بدوام كامل، على الرغم من حصولهم على إعفاءات سابقة للدراسة.
وأكد مكتب المدعي العام الإسرائيلي، في تعليمات لوزارة الدفاع أنه يجب أن تشمل عملية تجنيد الحريديم الذين يدرسون بدوام كامل بالمعاهد الدينية اليهودية، وليس فقط الطلاب الذين لديهم وظائف بجوار دراستهم.
ويشار إلى أن الائتلاف الحاكم لم يسن حتى الآن في الكنيست تشريعا ينظم تجنيد الحريديم طبقا لأمر المحكمة وهو ما تهاجمه المعارضة الإسرائيلية وتعتبر ما تفعله الحكومة لتجنيدهم غير كاف إطلاقا.
الردع النووي لـ "حزب الله"
ووفق ما نقل موقع "لبنان 24 " فأن صحيفة "ذا تايمز" البريطانية قالت إن "حزب الله" أصبح لديه نسخة من "الردع النووي" تتمثل في آلاف الصواريخ الطويلة المدى، وأنه حال إطلاق الحزب لهذه الصواريخ في رشقات ضخمة فإنها ستطغى على الفور على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مؤكدة أنها ستدمر المراكز السكانية والبنية التحتية في كل أنحاء شمال إسرائيل بما في ذلك تل أبيب وحيفا.
وأضافت أن التقديرات التى تشير إلى امتلاك "حزب الله" أكثر من 150 ألف صاروخ ربما تكون أقل من الواقع، وباستخدام الطائرات من دون طيار وقذائف الهاون والمدفعية الصاروخية، يمكن لـ"حزب الله" أن يُهاجم إسرائيل بما يقرب من نصف مليون سلاح.
وفي هذا السياق، قال جيورا إيلاند رئيس "مجلس الأمن القومي" سابقاً، إنه إذا خرجت إسرائيل لحرب شاملة في الشمال، فإنه ليست لديها القدرة على الانتصار على حزب الله، مشدداً على أن إسرائيل ستدمر تماماً.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سيناريوهات ضرب حزب الله لتشكيل الدفاع الجوي ضمن مخاطر اندلاع حرب أوسع في الشمال، مؤكدةً أن المئات من الصواريخ الدقيقة وأسراب الطائرات المسيرة، ستُصيب القبة الحديدية أيضاً.
وشددت على أن ما أظهره حزب الله من قدرات منذ 8 أكتوبر الماضى ، يشكل نسبة صغيرة من ترسانته الجوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة