كابتن رضا شوقى ابن الشرقية ولد بدون الأطراف الأربعة وحقق المستحيل.. حصد 5 ميداليات ذهبية فى التايكوندو فئة الباربومزا.. ووالدته: رفضت إقامته الجبرية وهو طفل ودفعته لمواجهة الحياة.. ومدربه: الإرادة سر تفوقه

الإثنين، 05 أغسطس 2024 03:00 ص

كابتن رضا شوقي ابن الشرقية

الشرقية - إيمان مهنى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رضا شوقى عامر ابن محافظة الشرقية، هو فارس من فرسان الإرادة، ولد بمتلازمة فقدان الأطراف الأربعة، ولم يستسلم لواقعه الأليم، بل صنع منها قصة بطولية، ونجم رياضى حصل على 5 ميداليات ذهبية فى الباربومزا "القتال الفردي" وهى أحد فروع التايكوندو المخصصة لذوى الهمم، ومصمم جرافيك ماهرا.

هنا بقرية أنشاص الرمل التابعة لمركز بلبيس، ولد رضا شوقى قبل 30 عاما، دون أطراف، لكنه محاط بدفء عائلته وحنان قلب والدته السيدة البسيطة، التى هى بمثابة عكازه فى الحياة، تقوم على شئونه كأنها زراعيها وقدميه الذين ولد بدونهما.

قال البطل رضا لـ" اليوم السابع": الحمدلله راضى بما قسمه الله لى ونصيبى فى حياة، فكنت طالبا مجتهدا طوال سنوات الدراسة، حتى وصلت للثانوية الأزهرية، قررت عدم الالتحاق بالمرحلة الجامعية، رفقا بوالدتى المريضة، التى هى بمثابة عكازى وأكبر داعم فى الحياة، مشيرا إلى أنه، لم يكتفى بالشهادة الثانوية، وقرر تعليم نفسه بنفسه، عبر الإنترنت، وحصل على العديد من الدورات التدريبية فى مجال الجرافيك ودورات تنمية مهارات متعددة.

عن مشواره الرياضى، أكد أن ذراعيه لم يكتمل نموهما، فبدأ بتمارين اللياقة البدنية ورفع الأثقال من أجل التحكم فى "ماوس" جهاز الكمبيوتر الخاص به.

وأوضح أنه سمع عن رياضية الباربومزا المخصصة لذوى الهمم، وقرر احترافها، ولكن فى البداية واجه صعوبات بسبب رفض المدربين التعامل معه واعتبروه حالة ميئوس منها، كاد الإحباط يقتل طموحه إلى أن التقى بالمدرب الشاب مصطفى بكرى، الذى له دور كبير فى صناعته كبطل رياضى، تلقى التدريبات التى أهلته للدخول البطولات، من أبرزها هو الحصول على 5 ذهبيات الأولى فى البطولة العربية متوفقا على 22 دولة مشاركة، وبطولة الإسكندرية المفتوحة عام 2023، وبطولة وسط الدلتا وبورسعيد الشاطئية 2024، وأول المحافظة.

وعن طموحاته، أكد أنه يعمل على تنمية مهاراته فى اللعبة من أجل الاستمرار فى مشاركات الدولية وتحقيق مركز عالمى فى مجال رياضية الباربومزا.

وقالت والدة رضا، أن يومها كله تقضيه معه، للقيام على شئونه دون ملل، حتى ولو كانت مريضه، وكلها عزيمة وإرادة لذهاب به، للتمارين والمشاركة فى البطولات، وفرحتى بفوزه فى أى بطولة هى شفاء من أى ألم.

وأكدت أن رضا ولد معه تؤام مكتمل النمو، لكنه توفى صغيرا، وكان الأهالى ينصحونى، بعدم خروجه من المنزل أو تعليمه، لكنى كنت مؤمنه بالله، وأنه يستحق الحياة، فدفعته للخروج من المنزل معى والذهاب للمعهد، ويجلس وسط أقرانه من نفس السن ويكون له أصحاب، وتقويته على مواجهة التنمر وأى صعوبات، لافتا أنه بسبب ذلك تمتع بالثقة بالنفس منذ الطفولة، وتشعرين أنه شاب عادى.

ويكمل الكابتن رضا بكرى مدرب تايكوندو، أن إعاقة رضا هى من أصعب أنواع الإعاقات، لكنه لديه إرادة وعزيمة، هو سر تميزه، لافتا أنه درب العديد من الشباب الأسوياء وآخرين ذى احتياجات خاصة، إعاقتهم أقل بكثير منه، لكنهم ليس لديهم القدرة والاصرار الذى يتميز به عن الجميع.

وتابع أن علاقته برضا تحولت من علاقة لاعب بالمدرب إلى علاقة صداقة قوية فهو شاب مثقف واعى، صاحب أخلاق عالية، نحن نسافر سويا للبطولات، وبعد كل بطولة نخرج للاحتفال بالفوز، فهو تشعر كانك تتعامل مع شاب عادى.

واستطرد أن الاتحاد المصرى للتايكوندو برئاسة المستشار محمد مصطفى، كرم الكابتن رضا، وأثنى على مهاراته، ووعد أنه فور تشكيل منتخب مصر البار بومزا المقرر خلال الفترة المقبلة، سيكون رضا شوقى ضمن التشكيل الأساسى.