تمر، اليوم، ذكرى وفاة كاتب المسرحيات والشاعر والممثل الإنجليزى المعاصر لشكسبير "بن جونسون"، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 6 أغسطس عام 1637، كان كاتبا مسرحيا وشاعرا غنائيا وناقدا أدبيا إنجليزيا من أسرة ستيوارت، ويعتبر بشكل عام ثاني أهم كاتب مسرحي إنجليزي بعد ويليام شكسبير في عهد جيمس الأول، ومن بين مسرحياته الرئيسية الكوميديا كل رجل في مزاجه (1598)، وفولبون (1605)، وإبيكوين؛ أو المرأة الصامتة (1609)، والكيميائي (1610)، وبارثولوميو العادل(1614).
وُلد بن جونسون بعد شهرين من وفاة والده، وكان زوج أمه عامل بناء. رغم التحديات، تمكن جونسون من الالتحاق بمدرسة وستمنستر، ولكن تعليمه الرسمي انتهى مبكرًا. عمل في البداية في تجارة زوج أمه ثم قاتل بنجاح مع القوات الإنجليزية في هولندا. عند عودته إلى إنجلترا، أصبح ممثلًا وكاتبًا مسرحيًا، وعاش حياة الممثل المتجول. يُقال إنه لعب الدور الرئيسي لهيرونيمو في مسرحية توماس كيد "المأساة الإسبانية". بحلول عام 1597، بدأ في كتابة مسرحيات لفيليب هينسلو، أحد رواد المسرح العام، وباستثناء عمل واحد، فإن مسرحياته المبكرة معروفة فقط بعناوينها، بينما كتب أيضًا مآسي مثل "سيجانوس" (1603) و"كاتيلين" (1611).
مكانته الأدبية
يُعتبر بن جونسون واحدًا من أعظم كتاب المسرح الإنجليز في عصر إليزابيث الأولى وجيمس الأول. تعكس مسرحياته الكوميدية استنكاره للعالم الذي عاش فيه وتكشف عن حماقاته ورذائله. كان جونسون شاعرًا غنائيًا موهوبًا، وكتب بعضًا من أشهر مسرحياته بالنثر، وهو أسلوب غير معتاد في زمنه. على الرغم من طباعه الغاضبة أحيانًا، فقد كان تلميذًا مخلصًا ومعلمًا بارعًا في فنون الحبكة المسرحية واللغة وتوصيف الشخصيات.
تتميز مسرحيات جونسون بكونها مليئة بالشخصيات الحيوية والمتميزة، حيث يتلاعب بالحبكات ببراعة بحيث تتطور الأحداث بسلاسة من حادثة إلى أخرى بناءً على السبب والنتيجة. تتميز كوميديا جونسون بالذكاء وتنوع المواقف المضحكة، وغالبًا ما تكون مبنية على ملاحظاته الدقيقة للكلام المعاصر والأوضاع الاجتماعية. كانت مسرحياته اللاحقة، مثل "فولبوني"، "الخيميائي"، و"معرض بارثولوميو"، محط اهتمام كبير في وقت لاحق، حيث أعيدت إحياء العديد منها في القرن الثامن عشر والعشرين.
اشتهر جونسون بتركيزه على جانب أو جوانب محددة من الشخصيات، مما يوضح كيف تهيمن هذه الجوانب على تصرفاتهم. هذا يأتي جزئيًا من مفهومه الكلاسيكي للفن ومن ملاحظاته الذكية للأشخاص. في مسرحياته، ينبع السلوك الغريب والطبيعي من سمة مهيمنة في الشخصية، مما يؤدي إلى تقديم شخصيات حية ومصدقة. على سبيل المثال، في مسرحياته مثل "كل رجل في مزاجه"، يجمع بين الأنواع التقليدية من الكوميديا اللاتينية ونظريات الأمزجة، مع تقديم شخصيات تتجاوز النمط إلى شكل حيوي ومميز.
كان أسلوب جونسون في تقديم الشخصيات وتطوير الحبكات قدوة في مسرحه، مما يجعله واحدًا من أبرز كتاب المسرح في الأدب الإنجليزي.