أصبحت الإنجازات العسكرية للإسكندر الأكبر نموذجًا للنجاح فى العالم القديم، فى حياته القصيرة المليئة بالأحداث، حيث توفى الإسكندر عن عمر ناهز 32 عامًا بعد أن أطاح بالفرس الأقوياء وحكم إمبراطورية ضخمة امتدت من اليونان إلى الهند.
كان الإسكندر قائداً شجاعًا مدفوعًا بطموح لا يعرف الخوف، وقد سجل العديد من المؤلفين القدامى فتوحاته ووحشيته، لكن لم يتبق من تلك النصوص إلا قِلة قليلة.
بعد وفاة الملك بمئات السنين، سجل المؤرخان القديمان أريانوس النيقوميدي وكوينتوس كورتيوس روفوس حدثًا لا يُنسى من مغامرات الإسكندر في آسيا الوسطى حوالي عام 328 أو 327 قبل الميلاد. في حصار قلعة على قمة جبل، عرض الإسكندر جوائز على الجنود الذين يتسلقون واجهات المنحدرات الشاهقة في أسرع وقت.
مات العشرات من الرجال وهم يحاولون تسلق الجدران الشديدة الانحدار، لكن آخرين نجحوا في الوصول إلى القمة باستخدام مزيج من المسامير الحديدية، وهي تقنيات لا يزال المتسلقون يستخدمونها حتى اليوم، وفقًا لما ذكره موقع "هيستورى".
يختلف المؤرخان أريانوس وكورتيوس حول تفاصيل مسابقة الإسكندر للتسلق، بما في ذلك متى وأين جرت بالضبط؟ هل كانت في ربيع عام 327 قبل الميلاد، عندما كانت المنحدرات لا تزال مغطاة بالثلوج والجليد؟ أم في صيف عام 328 قبل الميلاد؟ هل كانت تُسمى صخرة سغديان أم صخرة أريامازيس؟ ورغم اختلاف الأسماء والتواريخ، يظل جوهر القصة كما هو.
في حين أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان الإسكندر قد عرض بالفعل مكافأة لأول متسلق يصل إلى قمة صخرة سغديان، فإن علماء مثل ليوتساكيس وليون يعتقدون أن هذا محتمل. وإذا كان الأمر كذلك، فما زالت هناك فجوة طويلة جدًا بين الأصول القديمة لتسلق الجبال التنافسي وظهور الرياضة الحديثة.