لقى 17 شخصًا، بينهم طفل، مصرعهم وأصيب العشرات، جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات التى شهدتها مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل شمالى السودان.
وتسببت السيول الجارفة فى تدمير مئات المنازل فى المدينة التى تحتضن أكبر مراكز استخراج الذهب فى البلاد، إلى جانب إلحاق أضرار جسيمة بالأسواق.
وبحسب صحيفة تريبون سودان، جرفت الأودية مخلفات التعدين إلى داخل المدينة، محذرين من الوضع الكارثى الذى تعيشه المدينة فى الوقت الراهن.
ووصف المدير التنفيذى لمحلية أبو حمد، عبد الرؤوف حسن المبارك، الكارثة فى تصريحات صحفية يوم الثلاثاء بأنها أكبر من قدرات الولاية، مؤكدًا وفاة عشرة أشخاص بسبب الأمطار والسيول.
وأوضح المبارك، أن المدينة تعرضت لأضرار جسيمة حيث انهارت أعداد كبيرة من المنازل كليًا وبعضها جزئيًا، كما تضرر سوق أبو حمد الكبير.
وتبعا لهذه التطورات قررت حكومة الولاية الشمالية إغلاق المدارس بمراحلها المختلفة فى كل محليات الولاية اعتبارًا من يوم الاربعاء إلى السبت القادم.
من جانبه، قال الخبير الصحى الدكتور الواثق محمد محمد صالح، إن الأمطار الغزيرة تسببت فى جريان الأودية وامتلاء المجارى بالسيول العنيفة.
وأكد تهدم المنازل فى المربعات (1-2-3-4-6-7) وأحياء السليم والقوز والقلعة، بالإضافة إلى تدمير الأسواق الكبيرة والمتوسطة. وأوضح الواثق أن الخطر الأعظم لهذه الأمطار والسيول هو جرف مخلفات التعدين إلى داخل المدينة ومنها إلى نهر النيل.
وتابع قائلًا: "السيول جرفت كميات كبيرة من مخلفات التعدين وهذا وضع خطير، أخطر من انهيار المنازل، وهذا أمر مقلق للغاية. السيول جاءت من مناطق التعدين".
وأكد أن المخلفات التى اختلطت بمياه الأمطار وجرفتها تشكل خطرًا على السكان ولابد من التعرف على هذه المواد فورًا وتأثيرها على الإنسان والحيوان والأراضى الزراعية.
وأشار الواثق، إلى أن أغلب الشركات العاملة فى الكرّة والذهب تستخدم فى الغالب حامض الكبريتيك والسيانيد والزئبق، وتقع مقارها بالقرب من المناطق الزراعية وحواف تلك الوديان، مما أدى إلى جرف تلك المواد السامة إلى المدينة.
وتوقع حدوث تلوث فى المدينة وتلوث المياه الجوفية والأشجار وما يجاور المدينة بعد أن نقلت الفيضانات تلك المواد إلى نهر النيل.
وأضاف: "الأمر خطير، هذه المواد مرت عبر المدينة والمشاريع الزراعية، ويجب أن نعمل فورًا على منع أى كارثة صحية، وأن تبدأ المنظمات والجهات المختصة فورًا بإجراء الفحوصات اللازمة لهذه الآثار".
وحذر الواثق من كارثة بيئية بسبب دخول هذه النفايات الكيميائية المسببة لأمراض قاتلة إلى المدينة، مطالبًا الجهات والمنظمات المختصة بالتحرك الفوري.
من جانبه قال الهلال الأحمر السودانى، إن السيول والأمطار شرّدت 174 أسرة من منازلها واضطرتها للاحتماء بالمدارس والمساجد بمنطقة سركمتو بمحلية وادى حلفا فى الولاية الشمالية، وخلّفت دمارًا واسعًا.
من جانبه قال رئيس معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور الشيخ إسحاق محمد عبد الله لراديو دبنقا، إن بعض النازحين بمعسكر كلمة فى جنوب دارفور لم يتناولوا أى وجبة منذ ثلاثة أيام، وهناك وفيات مستمرة وسط الأطفال وكبار السن الأطفال يتضورون جوعًا ويتعالى صراخهم، الأوضاع بالغة السوء وأنا عاجز عن الوصف والتعبير.
ومنذ اندلاع الحرب فى أبريل من العام الماضى يشكو النازحون فى دارفور من توقف المساعدات الإنسانية، بينما أدى الخريف والسيول أيضًا إلى صعوبة وصول المساعدات من تشاد عبر معبر الطينة، حيث ظل مسؤولو الوكالات الأممية يطالبون الحكومة بفتح المعابر الحدودية بما فيها معبر أدرى على الحدود مع تشاد.
وتبلغ عدد الأسر المستحقة للمساعدات فى معسكر كلمة، بحسب المسح الذى أجرته إدارة المعسكر فى أبريل الماضى، أكثر من 142 ألف شخص.