تمر اليوم الذكرى الـ 79 على قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط قنبلة ذرية أطلق عليها اسم الرجل البدين على مدينة ناجازاكي أودت بحياة من 60000 إلى 80000 نسمة، وهي كانت الثانية من اثنين فقط من الأسلحة النووية التي استخدمت لأغراض حربية حتى تاريخه (الأخرى كانت "الولد الصغير")، وثالث تفجير نووي من صنع الإنسان.
وقبل قيام الولايات المتحدة بضرب القنبلتين في اليابان قامت بعملية تجريبية في صحراء نيومكسيكو، وهى البقعة التى شهدت أول تفجير نووي على الإطلاق من صنع الإنسان.
وبحسب كتاب يشير كتاب "الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا" لجوزيف إم سيراكوسا، أنه في تمام الخامسة والنصف صبيحة يوم الاثنين الموافق السادس عشر من يوليو 1945، شهدت مجموعة من المسئولين والعلماء تحت قيادة جروفز وأوبنهايمر التفجير الأول للقنبلة الذرية، وذلك في «ترينيتي»؛ وهو الاسم الكودي لموقع الاختبار التابع لمشروع مانهاتن في ألاموجوردو بنيومكسيكو. ولَكَمْ كان عرضًا مذهلًا! فقد شقَّ سهمٌ من الضوء الساطع ظلمةَ صحراء نيومكسيكو، مُبخِّرًا البرج ومُحِيلًا الأسفلت حول القاعدة إلى رمل أخضر منصهر. أطلقَتِ القنبلةُ قوةً تفجيريةً مقدارها نحو 19 ألف طن من مادة تي إن تي، وعلى نحو مباغت صارت سماء نيومكسيكو أشدَّ سطوعًا من شموس عدَّة. عانى بعض المراقبين من عمًى مؤقَّت رغم أنهم كانوا ينظرون إلى الضوء الساطع عبر زجاج مُعتِم. وبعد الانفجار بثوانٍ حلَّتْ موجة انفجارية هائلة، أطلقت الحرارة المتقدة عبر الصحراء، وأطاحت أرضًا ببعض المراقبين الواقفين على بعد 1000 ياردة. كما أُطيح بحاوية من الصلب وزنها 200 طن تقف على بعد نصف الميل من نقطة الانفجار أرضًا وتمزَّقَ جزء منها. وبينما تمدَّدَتْ كرة النار ذات اللونين البرتقالي والأصفر وانتشرت، ارتفع عامود آخر — أرفع من السابق — عاليًا وتسطَّح على صورة سحابة عيش الغراب، مقدمًا للعصر الذري رمزًا صار محفورًا منذ تلك اللحظة في الوعي البشري. وقد أطلق ويليام لورانس — مراسل نيويورك تايمز — على الانفجار "أولى صرخات عالَم وليد".
ولكسر من الثانية، كان الضوء المنبعث في موقع ترينيتي أعظمَ من أيِّ ضوء أُنتِج من قبل على الأرض، وكان من الممكن رؤيته من كوكب آخر. وبينما خَفَتَ الضوء وارتفعَتْ سحابة عيش الغراب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة