تعمقت أبحاث جديدة الآن، لمعرفة العطور القديمة التي استخدمها ملوك والأمراء من أبرزهم يوليوس قيصر الشهير، والملكة المصرية كليوباترا، وفى خلال السطور التالية سوف نستعرض تركيبات عطورهم.
وتوصلت دراسة حديثة إلى أن يوليوس قيصر استخدم عطره "تيلينوم"، وقد تم الآن استخلاص تركيبة هذا العطر – من الروائح القديمة مثل الورد الصخري والحمضيات والعود والعنب، وبفضل جهود جمعية ثقافة العطور والسياحة، التي تدافع عن العطور القديمة، أصبحنا نعرف الآن ما كانت النخبة تضعه من عطور لتمييز نفسها عن عامة الناس.
ففى روما القديمة كانت العطور التي تحتوي على الورد والنرجس والزعفران والميتوبيوم واللوز المر تحظى باحترام خاص، تكشف الأبحاث أن الرومان كانوا يفضلون العطور ذات التركيبات البسيطة، كان "الروديوم" التركيبة الأكثر شعبية في ذلك الوقت، حيث يجمع بين زيت الورد وعرق المصارعين.
ولكن لا شك أن رائحة الإمبراطور لابد وأن تكون فريدة من نوعها، فكثير ما كان كبار المسئولين والجنرالات والكهنة والأثرياء يستوردون العطور النادرة من مختلف أنحاء العالم أو يطلبون من كبار صانعي العطور خلطها حسب الطلب لتمييز أنفسهم، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
وأضاف بيان جمعية السياحة، كان قيصر جنرالاً ودكتاتوراً مشهوراً للغاية، وكان يجذب انتباه الجمهور دائمًا بأسلوب حياته وملابسه، كما كانت العطور التي يستخدمها محل اهتمام كبير من قبل الجمهور، كانت رائحة قيصر، وما يحتويه عطره، ومن أين حصل على عطره أو من صنعه له، دائمًا موضع فضول كبير، العطر الناتج، والذي تم تطويره من خلال أبحاث مكثفة، يتميز برائحة قديمة مثل الورد الصخري والحمضيات والعود والعنبر، ومن المقرر أن يتوفر في تركيا وفرنسا وإيطاليا اعتبارًا من أكتوبر.
العلماء توصلوا في وقت سابق أيضا لعطر الخاصة الملكة كليوباترا، وذلك لأنها ضمن الملكات التى اهتمت بارتداء الملابس والاكسسوارات والذهب ووضع العطور الفاخرة، لذا أراد الباحثون إعادة تصنيع عطر كليوباترا من جديد، خاصة أن عطرها كان "صارخاً" لدرجة أنها عندما تمشى فى أى مكان يتشبع الجو المحيط بـ بعطرها.
وقال روبرت لتمان، عالم الآثار فى جامعة هاواى فى مانو، إنه قام بتصنيع العطر استنادا على بقايا كانت موجودة فى قارورة قديمة، مضيفا أن عطرها يشبه عطر فرنسى قديم وهو الأكثر قيمة فى العالم القديم.
وابتكر الباحثان ليتمان وزميله جاى سيلفرشتاين الفكرة، خلال تنقيبهما المستمر لمدينة Thmuis المصرية القديمة فى الدقهلية، الواقعة شمال القاهرة فى دلتا النيل والتى تأسست حوالى عام 4500 قبل الميلاد، كانت المنطقة موطنا لاثنين من أشهر العطور فى العالم القديم: منديسيان وميتوبيان، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ".atlasobscura
وأوضح روبرت لتمان: اكتشف الباحثون فى هذه المدينة، مصنع عطور قديم عمره 300 قبل الميلاد، مليء بعطور زجاجية صغيرة، ومن هنا عرفوا أنهم يجب أن يحاولوا استعادة تصنيع هذه العطور القديمة.
وأضاف روبرت لتمان، أن وصفة العطر تتكون من راتنج طبيعى "صمغ" مستخرج من شجرة شائكة، ووزيت الزيتون الأخضر، والقرفة، كل ذلك حسب الوصفة القديمة، مضيفا أن هذه الراحة أجدها ممتعة للغاية على الرغم من أنها قد تستمر لفترة أطول قليلاً من العطور الحديثة.
ومن جانبه قال ماندي آفتيل أحد الباحثين، إن العطور الطبيعية تتواجد فى متحف الروائح الغريبة فى بيركلى بكاليفورنيا، صنع كليوباترا عطور شخصية لذا كانت هناك ورشة لانتاج عطورها الخاصة.
