لعل أسطورة السندباد مرتبطة في ذهننا منذ الطفولة، فمن منا لا يعشق مغامرات السندباد ويغوص معها في الخيال، فما بالك أن تقدم على المسرح بمهرجان كبير بحجم مهرجان العلمين الجديدة في إطار تعاون الشركة المتحدة مع موسم الرياض وهيئة الترفيه السعودية، ومن بطولة نجم يعشقه الملايين هو النجم كريم عبد العزيز، فالحقيقة بمجرد علمي بتلك التجربة المسرحية كان لدي فضول كبير لمشاهدتها، وأنا على يقين أنني سأشاهد عرض مسرحي جذاب.
لحظة مبهجة على جميع حضور مهرجان العلمين الجديدة عند دخول النجم كريم عبد العزيز على المسرح، فبمجرد ظهوره قدم له كل الحضور تحية كبيرة وكأنهم أرادوا أن يوصلوا رسالة بأنهم اشتاقوا له على المسرح، فمنذ مسرحية حكيم عيون والتي تعلقت في أذهاننا حتى أننا ما زلنا نردد إفيهاتها ليومنا هذا، لم نشاهده على المسرح، فكريم له طلة مميزة وحضور طاغٍ يجبرك على الإبتسامة بمجرد رؤيته وهذا بالفعل ما حدث، لم تفارق الابتسامة وجوهنا منذ اللحظة الأولى للمسرحية.
ودارت الأحداث بشكل فانتازي اعتمدوا فيه على الكوميديا الراقية، حول شخصية عمر أبو الهول، الذي يجد نفسه في مقبرة فرعونية فيها قلادة تلك القلادة تعيده بالزمن إلى الوراء بالتحديد في عصر السندباد، وبمجرد أن يراه الجميع يظن أنه السندباد المغامر والبحار يحاول أن يشرح لهم ماحدث لكن بلا جدوي، والذي يسمعه هو الشاطر حسن الذي قام بدوره الفنان مصطفي خاطر وقدمه بخفة دمه المعتادة التي تدفعك على الضحك من قلبك، قرر الشاطر حسن أن يساعده وذهب به إلى عم شمندر الذي كشف له أنه لن يعود إلى زمنه إلا إذا حصل على الجمهور التي يرتديها الوالي في عمته.
يتذكر عمر أن الأميرة بسبوسة والتي لعبتها بمهارة وخفة النجمة نيللي كريم، قد عزمته على عيد ميلاد الوالي اثناء مقابلتها له في سوق المدينة، فقرر وضع خطة لسرقة الجوهرة أثناء عيد الميلاد، وبالفعل أقنعهم عمر وأقنع الوالي الذي قدمه الفنان القدير سامي مغاوري بدلاً من الفنان بيومي فؤاد، ببراعة أيضاً وكوميديا رائعة، أن يقوم بإطفاء الأنوار إحتفالاً بعيد الميلاد، ولكن المفاجأة عندما أطفيء النور تم خطف الوالي من قبل عصابة الفرافير، ويجد السندباد نفسه مجبراً على إنقاذه فيأتي خطة في باله عندما يهجم عليه قراصنة كان بينهم وبين السندباد الحقيقي طار، فيستعين بهم بعد الإتفاق معهم في إعادة الوالي، وبالفعل ينجحوا في إعادته لقصره.
ويكشف عمر نفسه للوالي وابنته بأنه ليس السندباد ويأخذ الجوهرة حتى يستطيع أن يعود لزمنه ولكن يكتشف بمحض الصدفة المكيدة التي وضعها وزير الوالي كي يستولى على الحكم بأن أن يتزوج من ابنته فيقرر عمر أن يكشف أمره كما يقرر أن يظل في ذلك الزمن ولن يعود لزمنه مرة أخرى ويتزوج من الأميرة بسبوسة.
الحقيقة أن الإرتجال كان مسيطر على الكثير من المشاهد في المسرحية، ولعل هذا الأسلوب يعشقه الجمهور لأنه يشعر وكأن النجم الذي يقف على المسرح يتحاور معه هو ويمزح معه،خاصة الفنانة الكوميدية ويزو والفنان مصطفي خاطر فويزو يطلق عليها البعض ملكة الإرتجال لأنها تنسي في لحظة كونها على المسرح وهذا سر الحب الذي يربط الجمهور بها، ولأن الكوميديا كانت تسيطر على كل المواقف في المسرحية لم تفارق الإبتسامة بل والضحك بصوت عالى جميع الحضور.
منذ اللحظة الأولى للمسرحية وقد لاحظت ثراء الصورة، حيث احتوت المسرحية على العديد من المشاهد المليئة بالتفاصيل، تلك المشاهد التى أنقسمت لعصرين مختلفين تماماً العصر الحالي وعصر من قديم الزمان هو عصر السندباد ، فالحقيقة وجدت أن الصورة مبهرة وتفاصيل الديكور دقيقة فأتذكر مشهد المقبرة الفرعونية الذي تشك للحظة أن تلك المقبرة حقيقة ، وكذلك مشاهد عصر السندباد من بداية السوق مروراً بقصر الوالي ومكان العصابة التي خطفت الوالي وخطف ديكورها أنظارنا، ولكن أستوقني لحظات مشهد السفينة وتساءلت كيف وصل إبداع التصميم لهذا الحد فتفاصيل السفينة مبدعة وأعتقد أن بناءها أتخذ الكثير من الوقت حتى تظهر لنا بهذه الصورة، وبالرغم من وجود شاشات لعرض بعض الصور التي تساعد في تكوين المشهد إلا أنك للحظة تنسى أنك أمام شاشة تم توظيفها ولكن تشعر أنها جزء حي من الديكور ، فكل التحية لمهندسي الديكور محمود الغريب ومحمود صبري لإتقانهم التصاميم بهذا الشكل وعمل صورة بصرية مبهرة تمتع الأنظار.
وعنصر الملابس كذلك للمهندسة مروة عودة كان ثري للغاية وكان معبر عن كل عصر خاصة عصر السندباد التي أبدعت في ملابسه سواء الممثلين أو الراقصين، وأيضاً الإستعراضات للمصممة رشا مجدي التي تثبت جدارتها في كل عرض تقدمت، والأغاني المبهجة لتنتهي المسرحية بأغنية نصيبك هيصيبك لو في أخر البلاد ياعم السندباد، وكل ذلك كان بتوقيع مخرج كلنا لدينا ثقة كبيرة فيما يقدم دائما هو المخرج أحمد الجندي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة