يعد اضطراب الكرب التالي للرضح، المعروف أيضًا باسم اضطراب ما بعد الصدمة، هو حالة صحية عقلية تتطور في بعض الأشخاص بعد التعرض لصدمة شديدة أو حدث مؤلم، قد يشمل ذلك التعرض لأحداث مثل الحروب، والكوارث الطبيعية، والاعتداءات، أو الحوادث الخطيرة، بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية.
ويعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من مجموعة من الأعراض التي قد تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، وقد تظهر بشكل مختلف من شخص لآخر، بشكل عام، يمكن تصنيف هذه الأعراض إلى عدة فئات، منها:
أعراض إعادة تجربة الحدث:
• الكوابيس المتكررة.
• الفلاش باك (عودة مفاجئة لأفكار أو مشاعر مرتبطة بالصدمة).
• ذكريات مزعجة عن الحدث.
أعراض التجنب:
• تجنب الأماكن أو الأشخاص أو الأفكار التي تذكرهم بالصدمة.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا.
• الشعور بالانفصال عن الآخرين.
أعراض اليقظة المفرطة:
• صعوبة في التركيز.
• تهيج واندفاع.
• اضطرابات النوم.
• فرط الحساسية تجاه الأصوات أو الروائح.
أعراض التغيرات في المزاج والتفكير:
• الشعور بالذنب أو العار.
• الخوف المستمر من تكرار الحدث.
• صعوبة الشعور بمشاعر إيجابية.
الأسباب:
يحدث اضطراب الكرب التالي للرضح نتيجة لآلية دفاع طبيعية للجسم وهي محاولة حماية نفسه من خطر محتمل، ومع ذلك، في حالة الصدمات الشديدة، قد يستمر الدماغ في الاستجابة للتهديد حتى بعد زوال الخطر الفعلي، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض.
وفي ذلك السياق هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح، بما في ذلك:
• شدة الصدمة: كلما كانت الصدمة أكثر شدة وخطورة، زاد خطر الإصابة بالاضطراب.
• مدة التعرض للصدمة: التعرض المتكرر أو طويل الأمد للصدمة يزيد من خطر الإصابة.
• وجود تاريخ عائلي من اضطرابات القلق أو الاكتئاب.
• عدم وجود نظام دعم اجتماعي قوي.
جدير بالذكر، أنه لا يوجد اختبار طبي محدد لتشخيص هذا الاضطراب، ويعتمد التشخيص على مقابلة سريرية مع الطبيب النفسي أو المعالج النفسي ، ويتم تشخيص من خلال تقييم الأعراض التي يعاني منها الشخص وتاريخه الطبي.
ولكن هناك العديد من العلاجات الفعالة لاضطراب الكرب التالي للرضح، بما في ذلك:
العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد الشخص على تغيير أنماط تفكيره وسلوكه المتعلقة بالصدمة.
الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) للمساعدة في تخفيف الأعراض.
العلاج الجماعي: يمكن أن يكون العلاج الجماعي مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من تجارب صدمية مماثلة.
تقنيات الاسترخاء: يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل في تخفيف التوتر والقلق.