شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، حفل انطلاق الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، (دورة الدكتور علاء عبد العزيز)، برئاسة الدكتور سامح مهران، حيث شهدت حفل افتتاح المهرجان، الذي أقيم مساء اليوم الأحد، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وذلك بحضور نجوم المسرح والفن بمصر والوطن العربي، وعدد من قيادات وزارة الثقافة.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 11 سبتمبر الحالي، وتشارك في الدورة الجديدة 19 دولة عربية وأجنبية بالإضافة إلى مصر، وسط منافسة بين 26 عرضا مسرحيا، ويكرم المهرجان عددا من الرموز المسرحية في مصر والعالم.
وبدأ الحفل الذي قدمته النجمة نورهان، بالسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، ثم عرض استعراضي من إخراج وليد عوني، بعدها صعد الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان الذي استهلّ كلمته قائلاً: "معالي وزير الثقافة الدكتور/ أحمد فؤاد هنو، أصحاب المعالي والسعادة ضيوف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أخوتي وأخواتي من مسرحيي العالم، أهلاً وسهلاً بكم جميعاً.
نحن في الدورة الحادية والثلاثين من عمر هذا المهرجان العريق الذي أصدر حوالي الألف كتاب عن التجريب في المسرح، منذ بداية القرن العشرين، مع الموجه الطليعية الأولى، وصولاً إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث تغير المسرح في معناه وأنساقه تغيراً أطلق عليه البعض "عكس الاتجاه" وهو ما ميَّز ما بات يعرف بالعروض الفنية ومع ذلك لازال البعض يتساءل عن معنى التجريب، لدرجة أن أحدهم بعث لي بتعليق ساخر جاء فيه: هل معنى التجريب يا سيدي أن نمشي على رؤوسنا بدلاً من أرجلنا!".
وأضاف: "بالطبع لا أدخل في نقاشات من هذا النوع، لأن أرضية تلك النقاشات بيننا لا تتوافر على الإطلاق لكني أقول لهذا الصديق الساخر أن التجريب يرفض هيكلة الوعي للأفراد والجماعات، حتى يمتنع ذلك الوعي عن التوافق مع مسبقات ماضوية عفا عليها الزمن، أي أن التجريب يسعى للانعتاق من الماضي، ومن التبعية للآخرين فالطالما كان المسرح عبر عصوره المختلفة، نظاماً تهذيبياً يعمل على تشجيع استسلام المتفرج للأوضاع الراهنة حينها، وهو ما أبعده عن الاهتمامات الملحة للحياة اليومية، فأبعده عن الشك، التساؤل، التفاعل مع المتفرجين والتفاوض معهم، والحديث يطول".
واختتم: "تمنياتي لكل السادة ضيوف المهرجان الأعزاء على قلوب كل مصري، بإقامة مريحة مفيدة تعمل على الرقي بأوطاننا عبر حوارات هادفة لا تنتقص من أحد، بقدر ما ترسخ للديموقراطية الثقافية، التي هي أملنا الوحيد في عالم السياسة المعقد والأناني، والذي لا يؤمن إلا بالعقل التقني والمكسب المادي على حساب الأرواح، مقتاتاً على اللحم البشري النيئ".
ومن جانبه قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: أنه من دواعي سروري أن نلتقي اليوم من قلب القاهرة النابض بالحياة حيث يعود مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ليضيء سماء العاصمة بالإبداع، ويفتح لنا نافذة على عوالم جديدة من الخيال والفن.
وها نحن نحتفي بأكثر من ثلاثة عقود من مهرجان رائد و متفرد، هو مرآة تعكس روح الإبداع، حيث تتحد الحداثة مع التراث، وتلتقي التجربة بالتقليد، ليولد من هذا الاندماج فن جديد، ولغة مختلفة للتعبير، دعوة للتجربة، ومحاولة لاكتشاف آفاق جديدة في عالم الفن.
في هذه الدورة، التي نهديها إلى مبدع استثنائي من مبدعي المسرح المصري المعاصر، الدكتور علاء عبد العزيز، نلتقي على مدار 11 يومًا من الفعاليات والورش والندوات، وبمشاركة نخبة من القائمين على تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم، لنشهد أحدث التيارات والاتجاهات نبني جسور التواصل بين الثقافات والشعوب المختلفة والفنانين، مما يساهم في إثراء المشهد المسرحي العربي والعالمي.
وفي الختام، أرفع القبعة تحية لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الفني الكبير، ولكل من يعمل بجد لتثقيف أجيال جديدة وتطوير المشهد الفني. وشكرا لحضراتكم جميعًا".
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يقام برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وتتشكل لجنته العليا من كل من: الدكتور سامح مهران رئيسًا، الدكتور محمد عبد الرحمن الشافعي منسقًا عامًا، الدكتورة دينا أمين مديرًا، الدكتور أيمن الشيوي مديرًا، بالإضافة إلى عضوية كل من: الدكتور أحمد مجاهد، الدكتورة أسماء يحيى الطاهر، الدكتور محمد سمير الخطيب، المخرج أحمد البوهي.
ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أحد أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، ويهدف المهرجان إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين مختلف الشعوب والجماعات، إضافة إلى تعريف الجمهور في مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات في المشهد المسرحي، وإتاحة نافذة يطل منها المسرحيون حول العالم على أحدث تطورات المشهد المسرحي في مصر والبلاد العربية.