الدبلوماسية المصرية عمود فقرى للقوة الناعمة داخل وخارج القارة السمراء.. نجحت فى إغاثة غزة وعلاج جرحى العدوان.. قادت مفاوضات وقف إطلاق النار.. ساندت الصومال ضد الأطماع الإثيوبية.. ورفضت التوترات بالقرن الأفريقي

الأحد، 01 سبتمبر 2024 09:00 م
الدبلوماسية المصرية عمود فقرى للقوة الناعمة داخل وخارج القارة السمراء.. نجحت فى إغاثة غزة وعلاج جرحى العدوان.. قادت مفاوضات وقف إطلاق النار.. ساندت الصومال ضد الأطماع الإثيوبية.. ورفضت التوترات بالقرن الأفريقي علم مصر
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وظفت الدولة المصرية السنوات الأخيرة الحظيرة الدبلوماسية لتكون أداة من أدوات القوة الناعمة لمصر، فى داخل وخارج القارة السمراء، لتعزيز دورها ومكانتها على الساحة العربية والإقليمية والدولية ومواجهة التحديات، الأمر الذى ينعكس إيجابًا على تدعيم مكانتها الدولية ويضعها فى موقعها الصحيح كقوة مؤثرة فى محيطها الإقليمى بل والعالمى، وهو جعلها تحتل مواقع متقدمة فى مؤشرات التصنيف الدولية، باعتبارها نموذجًا متميزًا فى القوة الناعمة.

وظهرة قوة الناعمة لمصر فى العديد من الملفات الإستراتيجية، فى مقدمتها القضية الفلسطينية، فقد قادت الدولة المصرية جهودا كبيرة خلال العدوان الإسرائيلى على غزة، ولعبت دورا سياسيا وإنسانيا، ولاتزال من أجل وقف الحرب وتخفيف معاناة الفلسطينيين.

على الصعيد السياسى، فقد خاضت الدولة المصرية معارك دبلوماسية، وأكدت على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى على أنها لن تسمح بانتهاك أمنها القومى وسيادتها على كامل ترابها، وستظل متمسكة بموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين، وستعمل على مواجهة أى خطوات وإجراءات من شأنها تصفية القضية.

قوة مصر الناعمة ظهرت من خلال استضافت القاهرة قمم دولية ونجحت فى فرض رؤيتها على المجتمع الدولي، وأطلقت القاهرة خارطة طريق خلال "قمة القاهرة للسلام 2023" التى استضافتها اكتوبر 2023، تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام.

وجاءت القمة العربية الإسلامية نوفمبر 2023، لتؤيد موقف وجهود مصر السياسية والإنسانية وتعزز مفهوم الوحدة العربية والإسلامية للوقوف فى وجه الاحتلال.

وتأتى الوساطة المصرية فى أكتوبر 2023، حيث نجحت الجهود المصرية وبالتعاون مع قطر، فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 4 أيام، كما بذلت مصر جهودا سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة لمنع تفاقم الصراع والقيام بدور الوساطة للتوصل لاتفاق هدنة وصفقة تبادل أسرى.

وبالتوازي، كان ولا يزال للقاهرة دورا إنسانيا مشرف فى غزة، فقد أنشأت أول مخيم داخل قطاع غزة يتسع لـ 7 آلاف شخص كمرحلة أولى، وتم تقديم كل التجهيزات من قبل الهلال الأحمر المصرى ومن الدولة المصرية، المخيم على مساحة 100 فدان فى خان يونس جنوبى قطاع غزة، ويشمل إقامة 1050 خيمة بإعاشة كاملة.

كما نجحت الدبلوماسية المصرية - رغم العراقيل الإسرائيلية- فى فتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى، عبر اتفاق مع انتزاعه بعد مشاورات مكثفة ولقاءات، وإدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور.

كما أطلقت مصر، قافلة صندوق تحيا مصر تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"، محملة بمختلف المساعدات الإغاثية والإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطينى الشقيق.

فضلا عن استقبال عدد من الأطفال الخدج حديثى الولادة وانقاذهم من موت محقق، بعد حصار المستشفيات وقطع كل سبل الحياة عنها من مياه وكهرباء، ووصل أمس نحو 29 رضيعا مع مرافقيهم لتلقى العلاج.. وتواصل الجهود المصرية نقل المزيد من الحالات الحرجة.

وفى أفريقيا لعبت الدبلوماسية المصرية دورا فاعل فى الحفاظ على استقرار أمن بلدان القارة الأفريقية ووقف النزاعات وبعثت برسائل حاسمة لكل من تسول له نفسه تهديد الأشقاء فى القارة السمراء.

كما شجبت مصر بشدة أية إجراءات أحادية يتخذها أى طرف إقليمى لتهديد وحدة وسلامة الصومال، كما أؤكد معارضتها الحاسمة لأية إجراءات من شأنها التعدى على سيادة وحق الصومال - دون غيره - فى الانتفاع بموارده، محذرة من التحركات التى تقوض الاستقرار فى منطقة القرن الأفريقي، وتزيد من حدة التوتر بين دوله، وندعو لتكاتف الجهود لاحتواء أزمات المنطقة، بدلاً من الاستمرار فى سياسة تأجيج النزاعات على نحو غير مسئول، وفق وزير الخارجية.

ونددت الخارجية المصرية بالتدخل فى شئون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها، وأكدت أيضا ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل اراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مشددةً على حق الصومال وشعبه دون غيره فى الانتفاع بموارده.

وقدرت مصر خطورة تزايد التحركات والاجراءات والتصريحات الرسمية الصادرة عن دول فى المنطقة وخارجها، التى تقوض من عوامل الاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى، وتزيد من حدة التوترات بين دولها، فى الوقت الذى تشهد فيه القارة الإفريقية زيادةً فى الصراعات والنزاعات التى تقتضى تكاتف الجهود من أجل احتوائها والتعامل مع تداعياتها، بدلاً من تأجيجها على نحو غير مسئول.

وشددت على ضرورة احترام أهداف القانون التأسيسى للاتحاد الإفريقى ومنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها، ومبادئ الاتحاد التى تنص على ضرورة احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال وعدم تدخل أى دولة عضو فى الشئون الداخلية لدولة أخرى. وطالبت مصر بإعلاء قيم ومبادئ التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح شعوب المنطقة، والامتناع عن الانخراط فى إجراءات أحادية تزيد من حدة التوتر وتعرض مصالح دول المنطقة وأمنها القومى للمخاطر والتهديدات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة