انتخابات الإنفلونسرز أو المؤثرين.. هذا هو الوصف الذى يطلقوه كثيرون على موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، فى إشارة إلى الدور البارز الذى يلعبه الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى لجذب الناخبين الشباب، الذين يراهن كلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى على تأثيرهم فى نتائج هذه الانتخابات.
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على تودد حملة المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية للناخبين الشباب من خلال الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعى.
وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الذى تتسع فيه الفجوة بين الجنسين فى الولايات المتحدة فيما يتعلق بالسياسة بين الشباب، حيث تتجه النساء نحو اليسار والرجال صوب اليمين، كانت حملة ترامب تغازل بقوة ما قد نطلق عليه تصويت "الأخوة" أو جناح الشباب الجامعيين. وهى شريحة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، والتى طالما اعتبرت غير موثوقة ولا يمكن الوصول إليها، إلا أن الجمهوريين يعتقدون أنهم قد يؤثرون على الانتخابات هذه العام.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه من أجل العثور على هؤلاء، كان ترامب وحلفاؤه يبحثون عن نجوم السوشيال ميديا ممن لديهم جمهور يركز على الذكور، مثل نيلك بويز ونجوم يوتيوب مثل جايك ولوجان بول، ومقدمى البودكاست مثل ثيو فان، ومقدمى البث المباشر مثل أدين روس.
وأشارت الصحيفة إلى فريق نيلك بويز Nelk Boys، وهو فرقة ترفيهية بارزة تشتهر بقنواتها على اليوتيوب ونشاطها على السوشيال ميديا الذى يشمل أكثر من 10 ملايين مشترك و4.3 مليون متابع على انستجرام، قد لعبت الجولف مع ترامب، وصعدوا على متن الطائرة الرئاسية إير فورس وان، وزاروا مقر إقامة ترامب فى مارلاجو. كما أنهما استضافا الرئيس السابقين مرتين فى البودكاست الخاص بهم. وقد ذكرهم ترامب أحيانا فى خطاباته الانتخابية، وهى الإشارة التى تجاوزها على الأرجح الحضور الأكبر سنا، لكنها لن تمر فوق رؤوس الشباب من الجمهور.
ونقلت نيويورك تايمز عن كايل فورجارد، الوجه العام لفريق نيلك بويز، لترامب قبل بداية مقابلة أمام الكاميرا فى عام 2023: أشعر أننا بحاجة إليك الآن، وكأننا نريد عودتك إلى المنصب مرة أخرى. وخلال هذه المقابلة، تحدث ترامب بدون عوائق أو محاذير، عن السيارات الكهربية وعن الأجسام الطائرة وعن بوتين وكيم واحتمال الحرب النووية.
من ناحية أخرى، لم يكتف أغلب يكتف الديمقراطيين خلال باللجوء إلى مشاهير الإعلام أو نجوم هوليود لتأكيد دعمهم لمرشحتهم فى السباق الرئاسى الأمريكى، كامالا هاريس، بل لجأوا كذلك إلى العديد من الشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعى "الأنفلونسرز".
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس، أن أكثر من 200 من صناع المحتوى والمؤثرين قد حصلوا على حق الوصول إلى فعاليات خلف الكواليس فى مؤتمر الحزب الديمقراطى. ومع وجود عشرات الملايين من المتابعين لهؤلاء، فإن تغطيتهم للحدث كان لها صدى فى نشر رسائل السياسيين أكثر من وسائل الإعلام التقليدية وتأييد المشاهير.
من بين هؤلاء ديجا فوكس، التيك توكر التى لديها 141 ألف متابع، والتى أجرت مقابلة مع هاريس ونشرتها على صفحاتها على السوشيال ميديا. وكذلك الانفلونسر المتحدث بالأسبانية كارلوس إدواردو إسبينا، الذى يتابع 10.2 مليون شخص، والذى القى كلمة أمام المؤتمر ضمن مساعى استمالة الناخبين اللاتينيين الشباب، الذين تعد أصواتهم حاسمة لانتخاب هاريس.
وانضم إسبينا إلى عضو مجلس الشيوخ ونائبة الكونجرس عن ولاية حدودية ورئيس شرطة تكساس كمدافعين عن موقف بايدن وهاريس بشأن الهجرة. وقال: "أن تكون مؤيدًا للمهاجرين يعنى أن تكون مؤيدًا لأمريكا".
ورغم تلك الجهود، يشكك البعض فى أن تؤتى هذا المحاولات لاستخدام المؤثرين سياسيا ثمارها. وذكر موقع بيزنس انسايدر، فإن استطلاعا للرأى لشركة تسويق المؤثرين "إزى"، فإن 35% من مستخدمى السوشيال ميديا البالغين الأمريكيين يشعرون بالحياد إزاء المؤثرين الذين ينشرون آرائهم السياسية، بينهم يشعر 22% آخرين بسلبية شديدة أو إلى حد ما حيالهم. وقال 56% من المشاركين إنهم قد يتوقفون عن متابعة صانع المحتوى بناء على آرائه السياسية.
وقال بيزنس إنسايدر أن البقاء خارج السباق السياسى ربما يكون الخطوة الأذكى لأى صانع محتوى، إلا أن عدد من المؤثرين الذين شملهم استطلاع "إزى" بدا مستعدا لفعل العكس. وقال 82% من الانفلونسرز إنهم يخططون لمشاركة آرائهم السياسية فى هذه الانتخابات، وقال 79% إنهم يهدفون للمشاركة فى الفعاليات السياسية والتجمعات، وقال 76% إنهم يخططون لدعم الحملات الرئاسية ماليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة