- لا يجب تصنيف الدول على أنها نفطية أو غير نفطية ولكن بمدى قدرتها على التنوع الاقتصادي
- أفريقيا قارة فرص المستقبل رغم وجود صراعات وتوترات راهنة في مناطق محددة
قال الدكتور محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة أن هناك فائضاً من الأزمات يسيطر على العالم خلال السنوات الماضية من خلال وجود أزمات في المديونية والأزمات المالية، والصراعات الدولية وهذه الصراعات ألقت بآثار سلبية على بلدان عالم الجنوب.
وجاء ذلك في ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية بمقرها بالقرية الذكية، وشارك فيها الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي، والدكتورة مروة الوكيل رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، والدكتور محمود عزت رئيس مكتب الأبحاث الاستراتيجية بالمكتبة، والدكتور صفي الدين خربوش أستاذ العلوم السياسية والدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة والدكتور أحمد غنيم أستاذ الاقتصاد الدولي، وعدد من الباحثين والأكاديميين، وأدار الندوة اللواء الدكتور أحمد الشربيني مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية.
وأكد الدكتور محمود محيي الدين، أن الوضع في العالم العربي يدعو لمزيد من المراجعة، خاصة أن من الدول العربية النفطية ما بدأ بالفعل بالاستعداد لعصر ما بعد البترول.
وأكد الدكتور محمود محيي الدين أن توطين التنمية في عالم شديد التغير يأتي في ظل عالم به مربكات كثر مثل العوامل الديموغرافية، والتوترات الجيوسياسية، وتغير المناخ والأوبئة وغيرها، وتتطلب هذه المربكات الاستعداد لها بشكل دائم.
وأوضح أن المربكات الديموغرافية يمكن في بعض الحالات أن يتم النظر إليها بشكل عملي، فمثلًا الزيادة السكانية تعتبر مربكًا اقتصاديًا إلا أن دولًا مثل الهند والصين الأكبر سكانًا نجحتا في القضاء على الفقر المدقع وهو الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة، فمعدل النمو السكاني لم يصبح عبئًا في هذه الدول وتم استغلاله بشكل إيجابي من خلال الاستثمار في البشر.
وتابع محيي الدين أن العالم العربي يواجه العديد من المشاكل والأزمات، مشيرًا إلى أن منظمة الإسكوا في تقريرها عن التنمية المستدامة في 2024 أوضحت أن 20٪ من سكان الوطن العربي يعيشون تحت الفقر بالإضافة إلى جانب عدد آخر من أزمات التنمية التي رصدها التقرير.
وقال الدكتور محمود محيي الدين إنه ستنعقد خلال الأسابيع المقبلة قمة المستقبل وهي محاولة لإعادة إحياء العمل والتعاون الدولي رغم الأزمات والصراعات الحالية ومنها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب على الغزة وسوف تناقش هذه القمة عدة موضوعات منها التنمية المستدامة والسلم والأمن الدولي والعلوم والتكنولوجيا والشباب وتطوير الحوكمة الدولية.
وتابع محي الدين أنه على المستوى الإقليمي هناك تطورات أهمها ما يحدث في تجمع الآسيان الذي وصل عدد أعضائه إلى عشر دول وتشهد دوله نمواً مستمراً حيث وصل الناتج المحلي الإجمالي لتجمع الآسيان 4.2 تريليون دولار ومتوسط دخل الفرد لهم 6200 دولار في السنة وهي أعلى نموًا من دول العالم العربي.
وأوضح أن أوروبا في وضع صعب حيث تعاني من أزمات التنافسية والأمن وأزمة الطاقة بسبب سوء سياسات الطاقة الأوروبية، وبالتالي فإن التعويل على أن الحلول ستأتي كهبات من أوروبا في مسألة التجارة والاستثمار ليس في محله فالعلاقات الدولية قائمة على الاستفادة والنفع المتبادل.
وأشار إلى أن أفريقيا بها فرص للنمو رغم وجود مشاكل وصراعات في بعض المناطق المحددة إلا أنها قارة الفرص الواعدة بمجالاتها المختلفة ونحن في حاجة إلى مزيد من التعاون في أفريقيا.
وأوضح على المستوى الوطني والمحلي فإن هناك عددًا من المحددات يجب أخذها في الاعتبار، مشيرًا إلى وجود عدد من التحديات تتطلب وضع حلول عاجلة لها، ولافتًا إلى أن توطين التنمية يتطلب عدة اعتبارات فبعض الأمور تتطلب مركزية في القرار والبعض الآخر يتطلب اللا مركزية.
وأوضح أن دولا عربية حققت الأمن والاستقرار منوهًا ما حققته مصر من أمن واستقرار بعد معضلات كبري منذ 2011، ما يدعو إلى تدعيمه والبناء عليه من خلال قيام المؤسسات الاقتصادية بدورها في النمو المنشود والاهتمام برأس المال البشري، خاصة وأن مصر مؤهلة بكافة المقومات للتنوع الاقتصادي أن تحقق التقدم المنشود.
ودارت مناقشات بين الحضور تناولت إلقاء الضوء على عدد من الموضوعات المرتبطة بالأزمات العالمية والإقليمية وكيفية التعامل معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة