ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مجزرة جديدة مروعة بقصفه خيام النازحين الفلسطينيين في منطقة المواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزة، وأكد الدفاع المدني الفلسطيني أن فرقه انتشلت 40 شهيدا و60 جريحا، مشيرا إلى أن عمليات انتشال جثث الشهداء ما زالت مستمرة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في بيان له اليوم، إن عائلات كاملة اختفت بين الرمال جراء القصف الإسرائيلية، مؤكدا أن التقديرات تشير إلى إسرائيل ارتكبت واحدة من أبشع المجازر منذ بدء العدوان على غزة.
وشدد الدفاع المدني الفلسطيني على أن المنطقة التي حدثت فيها المجزرة تصنف إنسانية وآمنة، وأن جيش الاحتلال الاسرائيلي لم يحذر أو ينذر المواطنين قبل قصفه، مشيرا إلى أن طيران الاحتلال استخدم صواريخ ارتجاجية ثقيلة في الغارات على خيام النازحين.
وأوضح الدفاع المدني الفلسطيني، أن النيران اشتعلت في 20 خيمة على الأقل، كما تسببت الصواريخ في ثلاثة حفر يصل عمقها إلى 9 أمتار.
وأكدت وسائل إعلام محلية في غزة أن 4 صواريخ (أمريكية الصنع) على الأقل استهدفت خياما في منطقة المواصي المعلنة منطقة إنسانية قرب خان يونس والمكتظة بالنازحين الفارين من أماكن أخرى في القطاع الفلسطيني.
بدورها، أكدت حركة حماس، الثلاثاء، أن مجزرة مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، هي جريمة تأتي ضمن مخطط الاحتلال لإبادة الشعب الفلسطيني، مشددة على أن مزاعم الاحتلال الاسرائيلي بوجود مقاومين في مكان الاستهداف هي أكاذيب مفضوحة لتبرير هذه الجرائم البشعة.
وأشارت الحركة إلى أن المقاومة نفت مرارًا وجود أيٍّ من عناصرها في المناطق المدنية أو استخدامها لأغراض عسكرية، مؤكدة أن هذه المجزرة تُعد حرب إبادة متواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مدعومة بغطاء من الإدارة الأمريكية.
ودعت "حماس" المجتمع الدولي، الأمم المتحدة، وكل المؤسسات الإنسانية، للتحرك الفوري لوقف العدوان المتوحش، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الدولية على هذه المجازر المتكررة بحق المدنيين العزل.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والمجازر اليومية التي ترتكب بحقه، والدعم الأمريكى جعل المنطقة في مهب الريح.
وأضاف أبو ردينة، أن المجزرة الدمويّة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحقّ المدنيين النازحين، الثلاثاء، في منطقة المواصي غرب خان يونس، والتي أدت إلى استشهاد وجرح المئات من الفلسطينيين، إضافة إلى استمرار اقتحام المدن والمخيمات والقرى في الضفة الغربية وتدمير البنية التحية، تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية قبل الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف، لولا هذا الدعم الأمريكي غير المسبوق سياسيا، وعسكريا، وماليا، لما تجرأ قادة الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب مثل هذه الجرائم، متحدين جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي بقتل الأطفال والنساء والشيوخ دون محاسبة.
وتابع أبو ردينة، "آن الأوان لتدرك إسرائيل والإدارة الأمريكية ان المنطقة جميعها على حافة الانفجار الشامل، جراء سياساتها المخالفة للإرادة الدولية والشرعية الدولية، وأنها تستعدي الشعب الفلسطيني، والأمة العربية بالمال والسلاح الذي تقدمه لدولة الاحتلال، للاستمرار في جرائمها ضد شعبنا، وأرضنا، ومقدساتنا، وعليها التراجع عن دعمها الأعمى قبل فوات الأوان".
وأكد أبو ردينة أن هذه الجرائم الدموية لن تجلب الأمن والاستقرار لاحد، بل ستزيد الشعب الفلسطيني صمودا، وتمسكا بأرضه، وثوابته، وتحقيق آماله بالحرية والاستقلال، داعيا المجتمع الدولي بعدم السماح باستمرار هذه المجازر، وهذا العبث الذي أدى إلى دفع المنطقة لشفا حرب لا تنتهي، الأمر الذي يزيد من عدم الاستقرار، جراء ما خلفته سياسة الاحتلال الاسرائيلي من تفجر واحتقان الأمور في المنطقة بأسرها.
إلى ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتكاب الاحتلال الاسرائيلي ثلاث مجازر ضد العائلات الفلسطينية في غزة، وصل منها إلى المستشفيات 32 شهيداً و 100 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 41020 شهيد و 94925 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي.
في سياق آخر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، على ضرورة وأهمية وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، قائلاً: "لم أشهد أبدا مثل هذا المستوى من الموت والدمار الذي نشهده في غزة خلال الأشهر القليلة الماضية".
وأضاف جوتيريش في تصريح صحفي، أن الأمم المتحدة عرضت مراقبة أي وقف إطلاق نار محتمل بين الأطراف في غزة، مذكرا بوجود "هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة" في الشرق الأوسط (UNTSO).
وأشار إلى أن قبول "إسرائيل" بعرض وقف إطلاق النار "احتمال ضعيف"، لذا فإنه وصف انخراط الأمم المتحدة بأي دور في مستقبل غزة بـ "غير الواقعي".
وجدد تأكيد، أن "الدمار والموت" في قطاع غزة أسوأ ما شاهده طيلة ولايته بمنصبه الحالي منذ عام 2017.
تشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكى خلفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.