فى عام 1819 أصبح لويس برايل البالغ من العمر 10 أعوام أصغر طالب يتم قبوله فى المعهد الملكى للشباب المكفوفين فى باريس، وفى ظل شغفه بتعلم القراءة والكتابة منذ سن مبكر، أصيب برايل بالصدمة عندما علم أن مكتبة المدرسة تحتوى على ثلاثة كتب فقط.
يرجع ذلك إلى أن النظام الوحيد فى ذلك الوقت لطباعة الكتب للمكفوفين كان الحروف البارزة، كان الطابعون يحفرون كتلًا خشبية على شكل كل حرف (مقلوبًا) ويضغطونها على صفائح سميكة من ورق الشمع، مما ينتج عنه صفوف من الطباعة البارزة الكبيرة، مع التدريب، يمكن للشخص الكفيف الصغير أن يتعلم قراءة الحروف البارزة بأصابعه لكن لم يتم صنع سوى عدد قليل جدًا من الكتب.
وبعد سنوات روى برايل انطباعه الأول باعتباره طالباً كفيفاً موهوباً يواجه احتمال إبعاده عن عالم المعرفة والاكتشاف.
قال برايل، "إذا لم تخبرني عيناي عن الرجال والأحداث والأفكار والعقائد، فلا بد أن أجد طريقة أخرى إذا لم أتمكن من اكتشاف طريقة للقراءة والكتابة، لفهم الحياة من حولي والحياة من الماضي، فسوف أقتل نفسي"، بفضل الإلهام والجهد المبذول، ابتكر لويس برايل نظامًا بسيطًا وأنيقًا سمح للمكفوفين وضعاف البصر بالقراءة بسرعة ودون عناء تقريبًا، وقد فعل كل ذلك قبل عيد ميلاده السادس عشر، وفقا لما ذكره موقع هيستوري.
في خريف عام 1824، عندما كان برايل في الخامسة عشرة من عمره، قدم نظام النقاط البارزة الخاص به إلى مدير المعهد الملكي، الدكتور ألكسندر رينيه بينييه، جلس برايل في وضع مستقيم مع قلمه ومسطرة وورقة بينما كان بينييه يقرأ بصوت عالٍ من مقال طويل.
"يمكنك أن تكتب بسرعة أكبر" هكذا قال برايل الصغير، وكان قلمه يقفز عبر الصفحة، وبعد عقد من الزمان، تم تسجيل برايل في معرض في باريس وهو يطبع 2500 نقطة في الدقيقة.
عندما انتهى بينييه من قراءة المقال، عاد برايل إلى بداية ما كتبه، ومرر أصابعه على النقاط البارزة، وتلا النص بأكمله حرفيًا.
بدأ مدير المدرسة على الفور في تدريس نظام النقاط البارزة للغة برايل في المعهد الملكي وكتب إلى وزير الداخلية الفرنسي يوصي بتبني تقنية برايل على مستوى البلاد. لكن هذه التوصية تم تجاهلها.
في سن التاسعة عشر أصبح برايل أول أستاذ كفيف في المعهد الملكي ونشر أخيرًا نظام النقاط البارزة في كتاب بعنوان "طريقة كتابة الكلمات والموسيقى والأغاني البسيطة بواسطة النقاط، لاستخدامها من قبل المكفوفين وترتيبها لهم".
استغرق الأمر قرابة قرن من الزمان حتى يتبنى العالم نظام برايل بالكامل كنظام كتابة رسمي للمكفوفين وضعاف البصر.
وبعد معارك طويلة حول أنظمة بديلة مثل نظام نيويورك بوينت، نجح العالم الناطق باللغة الإنجليزية في التوصل إلى نظام برايل موحد في عام 1932، ولم يتم اعتماد نظام برايل الثوري ذي النقاط خارج المعهد الملكي أثناء حياته.
في عام 1852، توفي برايل بمرض السل عن عمر يناهز 43 عامًا فقط.