أكدت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية لدى برنامج الأغذية العالمى كورين فلايشر، أن العمليات الإنسانية فى قطاع غزة أصبحت أكثر صعوبة من أى وقت مضى، وأن العنف الذى تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد عمال الإغاثة فى غزة يعرقل جهود منع المجاعة، فى وقت يعيش فيه نصف مليون شخص في ظروف كارثية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء بسرعة فى القطاع المدمر.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أشارت "فلايشر"، إلى بعض العقبات التي تواجه العاملين في المجال الإنساني، والتي تشمل ساعات لا نهاية لها للحصول على الضوء الأخضر للتحرك، والطرق المدمرة التي ستصبح غير سالكة في أشهر الشتاء، والازدحام الشديد، حيث يعيش مليوني شخص الآن على حوالي 11 في المائة من مساحة القطاع المكتظ بالسكان بالفعل.
وقالت المسؤولة الأممية إن "الشهر الماضي شهد زيادة في أوامر الإخلاء والتدهور الهائل في البيئة الأمنية لموظفي المنظمات الإنسانية، مما كان له تأثير عميق على قدرة البرنامج على الوصول إلى الناس، حيث فقد برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى مستودعه الثالث والأخير العامل في غزة، في المنطقة الوسطى بموجب أوامر الإخلاء".
وشددت على الحاجة إلى زيادة نقاط العبور وتبسيط العمليات الإنسانية للسماح للبرنامج بالقيام بعمله، مشيرة أيضا إلى ضرورة استعادة النظام وحكم القانون إلى غزة، والسماح بإدخال الأموال إلى القطاع؛ حتى يتمكن الناس من البدء في الشراء مجددا من المحلات التجارية.
وأكدت "فلايشر" أن برنامج الأغذية العالمي، اضطر إلى تعليق عملياته لبضعة أيام، بعد استهدافه من قبل القوات الإسرائيلية، ثم استأنف عملياته بعد تأكيدات من السلطات الإسرائيلية بأنها ستقدم تقريرا بتحقيق في الحادث وأنه ستكون هناك مراجعة لآلية التنسيق وأن هذه المراجعة جارية، إلا أن البرنامج لم يتلق تقرير التحقيق.
وبشأن الملف الأوكراني، قالت مسؤولة برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج يشتري معظم الأغذية التي يستخدمها داخل أوكرانيا من الأسواق المحلية ويرسل مليون طن من الأغذية إلى البلدان المحتاجة.. وقالت إن البرنامج يعمل بشكل وثيق مع الحكومة لتكملة نظام الحماية الاجتماعية الخاص به ويجلب الغذاء إلى الخطوط الأمامية حيث يتم تدمير سلاسل التوريد.
وقالت المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي إن الناس في الشرق الأوسط "لم يحظوا باستراحة" منذ الربيع العربي قبل حوالي 13 عاما، حيث شهدت المنطقة أزمة لاجئين مطولة، وانهيارا اقتصاديا شبه كامل في بعض البلدان، وتضخما غذائيا مرتفعا للغاية مرتبطا بالحرب في أوكرانيا.
وأضافت "في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، يعاني ما يقرب من 50 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. وهذا ضعف ما كان عليه قبل الربيع العربي، والآن يتعين على برنامج الأغذية العالمي إطعام ستة أضعاف عدد الأشخاص الذين كانوا قبل الربيع العربي. والآن، بالطبع، إضافة إلى ذلك، نستعد لحرب إقليمية. يجب أن يتوقف هذا لأن الأسر لا تستطيع حقا التأقلم".
وقالت "فلايشر" إن التبرعات لعمليات برنامج الأغذية العالمي عادت إلى مستويات ما قبل جائحة /كوفيد-19/، لكن احتياجات الناس وأسعار المواد الغذائية زادت بشكل كبير. وهذا أجبر البرنامج على خفض عملياته بشكل كبير جدا"، وأعطت سوريا مثالا حيث كان البرنامج قد اعتاد الوصول إلى 6 ملايين شخص كل شهر، والآن يصل إلى حوالي مليون شخص فقط.
وأكدت المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي ضرورة حماية تمويل البرنامج من الجهات المانحة الحالية، بما في ذلك الزيادة في المساهمات التي يقدمها القطاع الخاص، والاستمرار في البحث عن جهات مانحة جديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة