يبدو أنه لا نهاية قريبة للحرب في السودان، إذ تستمر الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع وتشتد وتيرتها، في ظل تأزم شديد للوضع الإنساني، مع استمرار نزوح الملايين من المدنيين، هربا من نيران الحرب، فيما تواصل الكوليرا حصد الأرواح من السودانيين.
وتواصل الجهات الدولية المختلفة، محاولاتها للحد من ارتفاع حدة الاشتباكات وتأجيج الصراع، وامتداده حتى لا يشكل تهديد على استقرار المنطقة بالكامل، لاسيما في ظل تدهور للأوضاع للإنسانية، وفى هذا الصدد، أعلن الاتحاد الأوروبي تأييده لتوسيع نطاق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور ليشمل كل السودان.
وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إنه يؤيد توصية بعثة تقصي الحقائق بتجديد وتوسيع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور ليشمل كل السودان.
وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي يطبق الحظر، داعيًا الآخرين إلى أن يحذوا حذوهK وشدد على أن أي دعم خارجي يُقدَّم للأطراف المتحاربة يؤجج الصراع ويشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة.
ومن المنتظر أن ينظر مجلس الأمن الدولى الأربعاء في تجديد نظام العقوبات المفروض على السودان منذ عام 2004، والذي يتضمن حظر نقل المعدات العسكرية إلى دارفور، بما في ذلك الأسلحة والذخائر والمركبات والمعدات شبه العسكرية وقطع الغيار.
ارتفاع ضحايا هجوم "الدعم السريع" على سنار
فيما أكدت صحيفة سودان تريبيون، أن عدد ضحايا القصف المدفعي الذي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة سنار ارتفع إلى نحو 40 قتيلًا، مع احتمالية زيادة عدد القتلى، في ظل خطورة حالات بعض المصابين.
وكانت قوات الدعم السريع، قد نفذت هجومًا مدفعيًا على مدينة سنار، حيث سقطت نحو خمس قذائف في سوقي الخضار والأسماك، بالإضافة إلى محطة للنقل العام وأحياء المحافظين والبنيان، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الكثيرين.
وفى الفاشر، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة بالمدينة، أن الطائرات المسيرة التي انزلتها قوات الدعم السريع لمهاجمة المدينة، كانت تحمل عبوات من مادة “c4” المحرم دولياً استخدامها داخل المدن والأماكن المكتظة بالسكان، باعتبارها مواد عالية الخطورة وشديد الانفجار، وفقا لما نشرته صحيفة التغيير السودانية.
المهن الطبية تشكل غرفة لمجابهة السيول
وتزيد الفيضانات والسيول، من معاناة المدنيين في السودان، وفى هذا الصدد، أصدرت الأمانة العامة بالمجلس القومي السوداني للمهن الطبية والصحية قراراً بتكوين غرفة دعم لمجابهة آثار السيول والفيضانات، وفقا لما نشرته وكالة "سونا".
وتم تشكيل الغرفة لمجابهة السيول، برئاسة مصطفى أحمد محمد نور مدير شئون الولايات بالمجلس وعضوية المدير التنفيذي ومدير الشؤون المالية والإدارية ومدير ادارة التسجيل والامتحانات ومدير الإعلام والعلاقات العامة وممثل لشئون الوحدات بمجلس الوزراء وممثل للهلال الأحمر السوداني.
تدهور الأوضاع الإنسانية
وقع المدنيين في السودان فريسة، لنقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب، ونقص الرعاية الصحية اللازمة في ظل استمرار الهجمات على المنشآت الصحية، إذ تسبب الصراع في تدمير جزء كبير من النظام الصحي في السودان، فقد وقع أكثر من 100 هجمة على مرافق الرعاية الصحية خلال أكثر من 500 يوم من الصراع، وهو ما أسفر عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف العاملين الصحيين والمرضى.
وكشفت منظمة الصحة العالمية في بيان، أن العديد من العاملين الصحيين اضطروا إلى الفرار مع أسرهم، وهو ما أدى إلى تفاقم النقص في الطواقم الطبية، وهو ما أدى إلى زيادة إضعاف قدرة النظام الصحي على توفير الخدمات الأساسية، وهو ما حرم العديد من السودانيين من الحصول على الرعاية الحرجة.
ويعاني حاليًا 3.6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، ويعاني أكثر من 730 ألف طفل، من سوء التغذية الحاد، وترك النزاع حوالي 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلد، في حاجة ماسة إلى المعونة اﻹنسانية، ومن بين هؤلاء، يحتاج 14.7 مليون شخص إلى المساعدة الفورية.
الكوليرا تزيد من معاناة السودانيين
وفيما يخص الوضع الصحى، وتزايدت عدد حالات المصابين بالكوليرا في السودان، وهو ما دعا وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، لدق ناقوس الخطر، وأكد أن الإصابات بالكوليرا وصلت إلى 5692 مسجلة في 7 ولايات، في أخر أرقام رسمية معلنة.
وأعلن في مؤتمر صحفى، أن مرض الكوليرا حصد أرواح 185 شخص حتى الآن، كما أشار إلى تزايد حالات الإصابة بمرض الملاريا، وفقا لما نشرته العربية.