فى واحدة من أعنف المعارك الجوية بين مصر وإسرائيل، قامت 102 قاذفة ومقاتلة مصرية بأكبرعملية ضد القوات الإسرائيلية، يوم 11 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969، وفقا لـ«لأهرام» فى مانشيتها الرئيسى يوم 12 سبتمبر 1969، وإلى جانب الخسائر المادية الجسيمة التى تكبدتها إسرائيل، كانت هناك مناورة مصرية فضحت إخفاء إسرائيل بحقيقة خسائرها، فى معاركها طوال حرب الاستنزاف العظيمة، التى خاضها الجيش المصرى بعد هزيمة 5 يونيو 1967.
بدأت القوات الجوية المصرية عملياتها فى العاشرة صباح 11 سبتمبر 1969 فى 3 موجات رئيسية، فى 3 اتجاهات للهجوم على المواقع الإسرائيلية بسيناء المحتلة، واشترك فيها «102 قاذفة ومقاتلة سوخو7 وميج 17 وميج 21».. تصف «الأهرام» نقلا عن وكالة رويترز الطائرات المصرية بأنها كانت تجتاح الجو عبر القناة فى موجات كاسحة إلى مواقع العدو الإسرائيلى فى سيناء.
تذكر «الأهرام» أن الموجة الأولى انطلقت فى العاشرة صباحا، واستهدفت مواقع العدو العسكرية بالمنطقة الشمالية عند رمانة جنوب العريش، والمنطقة الوسطى المعروفة بمنطقة بالوظا ثم الطريق الأوسط المواجه لمنطقة الإسماعيلية، وقامت بالهجوم طلعات من طائرات «سوخوى 7» و«ميج 17» تحميها مظلة جوية من طائرات «ميج 21».
انطلقت الموجة الثانية فى الواحدة والنصف بعد الظهر، واستهدفت مواقع العدو فى «رأس مسلة» على ساحل خليج السويس، وقامت به طائرات مقاتلة «ميج 21»، وكانت موجة الهجوم الثالثة فى الثانية بعد الظهر، وقامت بها طلعات من طائرات «سوخوى7» و«ميج 17»، و«كان هجوما كاسحا» بوصف المتحدث العسكرى المصرى.
فى الخامسة مساء، حاول العدو الرد بالغارات على مواقع قواتنا شرق بورسعيد وجنوبها، وتصدت لها طائراتنا المقاتلة، وفى السادسة و45 دقيقة مساء أذيع البيان العسكرى السادس، سبقه 5 بيانات عن تطورات العمليات، وطبقا لهذه البيانات، تذكر «الأهرام» أن إسرائيل تكبدت خسائر كانت تدمير اثنتين من كتائب صواريخ الهوك وسرية رادار للعدو، وضرب مركز قيادة المنطقة الشمالية للعدو فى الأرض المحتلة سيناء، وتجمع دباباته، واشتعلت النار فى الميناء العسكرى «رأس المسلة» على خليج السويس، وبلغت خسائر العدو 6 طائرات، وخسائرنا طائرتين.
فضحت هذه العمليات الدعاية الإسرائيلية، وكان الدليل وفقا لـ«الأهرام»، «حطام طائرة ميراج إسرائيلية، وأسر طيارها»، قالت «الأهرام»: «انكشفت أكاذيب الدعاية الإسرائيلية بطريقة فاضحة مساء أمس11، سبتمبر 1969، عن طريق واقعة محددة متمثلة فى حطام طائرة إسرائيلية «ميراج»، موجودة الآن فى قرية تاج العز بالقرب من المنصورة، كما يتمثل أيضا فى طيارها الإسرائيلى الذى أسر جريحا، وهو الكابتن زيورا جاكوب روم، ويعالج الآن فى أحد المستشفيات العسكرية، وتكاد تفاصيل هذه الواقعة أن تكون فخا نصب لمحاولات الحرب النفسية الإسرائيلية فسقطت فيه سقوطا كاملا».
تكشف «الأهرام» أن متحدث عسكرى مصرى أذاع تفاصيل الواقعة فى بيان قال فيه: صرح متحدث عسكرى بأن القيادة العامة للقوات المسلحة بالجمهورية العربية المتحدة «مصر» لديها الآن دليل قاطع تقدمه للرأى العام العالمى كله، فضلا عن الرأى العام العربى، وتترك للكل أن يحكم عليه، وهذا الدليل يتمثل فى:
1 - فى الخامسة بعد ظهر اليوم دارت معركة جوية فى سماء منطقة السويس.
2 - فقدت إسرائيل فى هذه المعركة طائرتين «ميراج» كان ضربها بواسطة مقاتلاتنا مؤكدة، ومع ذلك فإن البيان المصرى لم يشر إلى هذه الواقعة عن عمد، واكتفى قاصدا بأن يقول إنه فى الخامسة من بعد ظهر اليوم، وأثر الخسائر الكبيرة فى الأفراد والمعدات التى منى بها العدو، وبعد أن أسقط له 4 طائرات فى معارك جوية مع طائراتنا، حاول العدو الهجوم على مواقع قواتنا شمال قناة السويس، وتصدت له طائراتنا المقاتلة، ودارت معركة جوية اتجه على أثرها العدو إلى الشرق، وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها كاملة.
3 - كان القصد من ذلك هو انتظار موقف إسرائيل وما سوف تقوله، وكان ما حدث هو المنتظر على عادتها بأنها لم تذكر شيئا عن هذه المعركة، ولم تعلن عن أى من طائراتها على ظن أن طائرتيها سقطتا فى البحر، وبالتالى فإن كل شىء تبتلعه الأمواج يختفى.
4 - إن ما يجب أن تعرفه إسرائيل وما يجب أن يقال الآن فى الساعة التاسعة مساء، وهو الوقت الذى أدلى فيه المتحدث العسكرى بتصريحه، أى بعد 4 ساعات من المعركة، هو أن جسم إحدى الطائرات الإسرائيلية «ميراج»، التى أسقطتها الطائرة المصرية حطاما على الأرض موجود فى قرية «تاج العز» بالقرب من المنصورة، والطيار المقاتل الذى كان فيها وهو الكابتن «زيورا جاكوب روم» أسير الآن، ويعالج فى أحد المستشفيات العسكرية لإصابته بكسر مضاعف فى قدمه اليمنى وذراعه اليسرى، وأن هذه الواقعة دليل قاطع على مدى ما تحويه البيانات العسكرية الإسرائيلية من الأكاذيب الصارخة.