أطلق مرصد الأزهر أمس الأحد 8 سبتمبر، أولى محاضراته ضمن برنامجه الصيفي لهذا العام "اعرف أكثر" (Know More)، الموجّه إلى طلاب مراحل التعليم ما قبل الجامعي.
وتشهد نسخة هذا العام تنوعًا في القضايا المطروحة، إذ يناقش العلاقة بين الشباب والفتيات وضوابطها في الإسلام؛ ومخاطر الإنترنت العميق وكيفية الحماية منها؛ والطرق الصحيحة للتعامل مع الخواطر والأسئلة فيما يتعلق بالذات الإلهية؛ فضلًا عن إرشادهم إلى أبرز طرق استثمار الوقت في ظل تنامي استخدام شبكة الإنترنت.
ويستهدف برنامج "اعرف أكثر" توعية الطلاب في الفئة العمرية من 15 إلى 18 سنة، على مدار ثلاثة أيام، لينتهي البرنامج يوم الثلاثاء الموافق 10 سبتمبر، بمقر المرصد داخل مشيخة الأزهر الشريف في الدراسة.
وعن ذلك، أكدت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في كلمتها الافتتاحية لبرنامج "اعرف أكثر" أن المرصد يسعى عبر مبادراته المتنوعة إلى إرساء قواعد الحوار وتبادل الآراء مع مختلف شرائح المجتمع ومن بينهم طلاب مراحل التعليم ما قبل الجامعي، باعتبارهم الفئة الأكثر استهدافاً من التنظيمات الإرهابية ومروجي الأفكار المتطرفة والشاذة.
وأضافت "سلامة" أن مرصد الأزهر يناقش في النسخة الجديدة من البرنامج الصيفي موضوعات في غاية الأهمية لخطورتها على النشء واليافعين ، خاصة مع حالة الانفتاح التي يشهدها المجتمع والعالم ككل اليوم بسبب شبكة الإنترنت التي أتاحت آفاق أعمق وأخطر ما كنا نسمع عنها من قبل.
وشددت المدير التنفيذي للمرصد على أن التواصل والحوار مع الأجيال الصغيرة لم يعد رفاهية بل مطلب اجتماعي أوجب على جميع الجهات البحثية والأكاديمية والمؤسسية تنظيم فعاليات مختلفة مثل ورش العمل والتدريبات العملية والندوات وغيرها من أجل إيجاد أرضية مشتركة مع تلك الأجيال التي تعد الركيزة الأساسية في نهضة المجتمع وحماية استقراره.
اليوم السابع تابع جزء من فعاليات البرنامج وألقى الضوء على ما نشره المرصد عن ابرز الاسئلة التى تم طرحها على سبيل المثال لا الحصر :
هل يحتاج الإنسان إلى الدين كما يحتاج إلى الطعام والشراب؟
نعم، التدين فطرة وغريزة في كيان الإنسان، ولا يستغني عنه أبدًا كالشراب والطعام وسائر حاجاته الضرورية التي لا يعيش دونها، ومن ثم فإن التخلي عن الدين شذ و ذ وانحـراف عن الفطرة. ويؤكد هذا الكاتب الكاتب الكبير محمد فريد وجدي بقوله: "يستحيل أن تتلاشى فكرة التدين؛ لأنها أرقى ميول النفس وأكرم عواطفها، ناهيك بميل يرفع رأس الإنسان، بل إن هذا الميل سيزداد، ففطرة التدين ستلاحق الإنسان ما دام ذا عقل يعقل به الجمال والقبح، وستزداد فيه هذه الفطرة على نسبة علو مداركه ونمو معارفه".
مقتطفات من مداخلة د. عبد الوهاب إبراهيم، وأ. مريم عبد الجواد بالمحاضرة الأولى من البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More) والتي جاءت بعنوان "أهمية الدين في حياة الإنسان".
مداخلة د. عبد الوهاب إبراهيم
مداخلة أ. مريم عبد الجواد
تفاعل المشاركين
ماذا يقصد بـ "العبادة الصامتة"، وما علاقتها بالتأمل؟
من العبادات المهمة في الإسلام ما يسمى بالعبادة الصامتة، وهي عبادة التفكر والتأمل في خلق الله عز وجل، وعظمته وقدرته، وهي عبادة قلبية، تحدث في باطن الإنسان ولا تظهر على أفعاله أو أقواله، فلا يستخدم بها لسانه ولا يده ولا جوارحه، وفي القرآن الكريم آيات يمتدح الله – عز وجل – بها من أحيا عبادة التأمل في قلبه وتفكر في آيات الله، قال تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) "آل عمران: 191".
مقتطفات من مداخلة أ. نهاد رمضان بالمحاضرة الثانية من البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More) والتي جاءت بعنوان "رياضة التأمل في الإسلام".
مداخلة أ. نهاد رمضان
أي المعاني هي الأدق لتعريف التأمل في الإسلام؟
أدرك السلف الصالح أن الصمت كان الحال المعتاد المفضل، وذلك وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت" (أخرجه البخاري)؛ فإما أن تكون الكلمات التي نتفوه بها حقيقية ومفيدة؛ وإلا فلنصمت.
وقدم ابن القيم أحد التفسيرات الأفضل والأكثر إيجازًا للمعاني الكثيرة للتأمل في الإسلام، فيذكر أن جزءًا لا يتجزأ من الاستعداد للآخرة يكون بالتفكر والتذكر والنظر والتأمل والاعتبار والتدبر والاستبصار. كل من هذه المعاني على حدة يمثل ظلالاً مختلفة للنشاط العقلي الذي يمكن اعتباره من أشكال التأمل.
مقتطفات من مداخلة أ. خالد الشاذلي بالمحاضرة الثانية من البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More) والتي جاءت بعنوان "رياضة التأمل في الإسلام".
مداخلة أ. خالد الشاذلي
كيف نظم الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة؟
بعد أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام خلق له من ضلعه زوجه حواء، ولو أراد سبحانه وتعالى أن يخلق الخلق من غير ذكر وأنثى لفعل وإنما أراد سبحانه أن يؤكد على تكامل العلاقة بين الرجل والمرأة وأن تنوع الجنس البشري إلى ذكر وأنثى أحد مقاصده التواصل والتعارف وبناء العلاقات الصحية السليمة والمنضبطة. ما يعني أن الرجل والمرأة هما لبنة بناء المجتمع ولن يقوم مجتمع صحيح نافع للبشرية إلا عليهما وهذا النسيج المجتمعي يستظل بالمودة والرحمة، لذا فإن أي محاولة لقطع العلاقة بين الرجل والمرأة أو تفضيل أحدهما على الآخر هي محاولة مريبة لا تؤثر فقط في مجتمع بعينه، وإنما تؤثر في الإنسانية كلها.
وليست صورة ارتباط الرجل بالمرأة في الإسلام على أنها الزوجة فقط، وإنما تظهر سمو هذه العلاقة في العديد من صور الترابط الإنساني؛ فهي الأم التي لها العديد من الحقوق؛ وهي البنت التي يجب رعايتها والقيام على شئونها؛ وهي الأخت والعمة والخالة والجدة…إلى غير ذلك.
مقتطفات من مداخلة الدكتورة رهام سلامة المديرة التنفيذية لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالمحاضرة الأولى من ثاني أيام البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More) والتي جاءت بعنوان "حدود العلاقة بين الشباب والفتيات".
مداخلة الدكتورة رهام سلامة المديرة التنفيذية لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف
ما هي الآداب التي يجب مراعاتها في العلاقة بين الذكور والإناث؟
لا مانع أبدًا في التواصل الإنساني الطبيعي بين الرجل والمرأة، وهذا التواصل الذي يفيد البشرية أحاطه الإسلام بسياج من التعليمات بحيث يضمن لكلا الطرفين طهارة القلب وسلامة المقصد، كما أن العادات الغربية والتقاليد الوافدة ليست هي المعيار في رسم الحدود التي لا يجب تخطيها بين الشباب والفتيات، وإنما هي الأعراف الصحيحة والعادات المنضبطة وقبلهما الدين الذي يحث على الأخلاق الحسنة والقيم النبيلة.
وقد جاء الإسلام لينبهنا إلى بعض التعليمات التي تحفظ العلاقة بين أبناء المجتمع الواحد وتبقيها بعيدة عن الشهوات البشرية والوساوس الشيطانية والنظرات غير البريئة، ومن هذه الآداب: ترك الخلوة، والالتزام في الكلام والمشي والملبس، وغض البصر.
إن الفهم الصحيح للإسلام يضع العلاقة بين الرجل والمرأة في موضعها الطبيعي الذي كانت عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم وتقتضيه الطبيعة الإنسانية من التواصل بالآداب التي حثنا عليها الإسلام.
مقتطفات من مداخلة أ. محمد عبودة بالمحاضرة الأولى من ثاني أيام البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More) والتي جاءت بعنوان "حدود العلاقة بين الشباب والفتيات".
مداخلة أ. محمد عبودة
هل يعد العـنف المدرسي أحد ظواهر العـنف المجتمعي؟
نعم، فالعنف المدرسي يشير إلى كل سلوك أو فعل يستخدم داخل حرم المدرسة ويكون من شأنه إحداث الأذى بالآخرين جسديًا أو لفظيًا أو الاعتـداء على ممتلكاتهم الخاصة بالتحطيم أو السرقة، إلى جانب تحطيم الممتلكات العامة بالمدرسة وتخريبها. وقد أكدت الدراسات تعرض ملايين المراهقين حول العالم له كل عام دراسي، مما تسبب في حرمان ملايين الأطفال والشباب من حق الإنسان الأساسي في التعليم، وقدر عدد المتضررين من العنـف المدرسي بنحو 246 مليون طفل ومراهق في المدارس سنويًا.
مقتطفات من مداخلة د. محمد عبد الحليم بالمحاضرة الثانية من ثاني أيام البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More) والتي جاءت بعنوان "التوعية بظواهر العـنف المجتمعي.. الوقاية والتدخل".
مداخلة د. محمد عبد الحليم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة