غنت أم كلثوم لأمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة سلوا كؤوس الطلا وقد ذكرت في حوار تليفزيونى سابق أن أمير الشعراء أعطاها القصيدة في ظرف بينما كانت تحيي إحدى الحفلات وقالت :"ظننت ان الظرف به نقود، لكن كانت به القصيدة مكتوبة بخط يده، ولم تلحن إلا بعد وفاته".
يذكر صميم الشريف فى كتابه «السنباطى وجيل العمالقة»، نقلا عن حديث نادر أجراه السنباطى للتليفزيون الكويتي أن السنباطى غنى لشوقى «مقادير من جفنيك» قبل أن يغنيها محمد عبدالوهاب وأن شوقى سأله عن معنى إحدى الكلمات، فلم يعرف، فقال له شوقى: "إياك أن تلحن أى كلمة دون أن تعرف معناها".
يؤكد السنباطى وفقا للشريف: "عملت بهذه النصيحة منذ ذلك التاريخ فلم ألحن كلاما أو شعرا إلا إذا استوثقت من المعنى تماما".
يتذكر السنباطى: «فى تلك الأيام كنت بشتغل بقصيدة «سلوا كؤوس الطلا» وهى قصيدة صعبة جدا، تفرغت لها تماما، وعملت فيها سنة كاملة، ولهذه القصيدة قصة.. كانت أم كلثوم فى قصر أحد الباشوات تحيى ليلة ساهرة لأصدقاء هذا الباشا، وفى تلك السهرة التى ضمت فيمن ضمت الشاعر العظيم أحمد شوقى، تقدم منها أحد الباشوات وقدم لها كأسا من الويسكى، وبما أن أم كلثوم لا تقارع الخمرة، فقد وضعت الكأس على فمها ولم تسمها بشفتيها".
يضيف السنباطى: "فى اليوم التالى تلقت أم كلثوم رسالة من شوقى، تتضمن القصيدة، فاحتفظت بها بعض الوقت، وعندما نعى الناعى أحمد شوقى، تأثرت، ولا أدرى ما الذى جعلها تتصل بى فى ذاك اليوم الحزين، تطلب منى الحضور فورا، وما كدت أصل لبيتها وكانت تقيم فى شقة بعمارة «بهلر» بالزمالك، حتى قدمت لى رسالة شوقى وقالت: اقرأها. فقرأتها، وكانت لا تضم سوى قصيدة «سلوا كؤوس الطلا» التى تروى الحادثة إياها: «سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها/ واستخبروا الراح هل مست ثناياها/ بانت على الروض تسقينى بصافية/ لا للسلاف ولا للورد رياها/ ما ضر لوجعلت كأسى حراشفها/ ولو سقتنى بصاف من حمياها".
ويضيف السنباطى: «قلت لها قصيدة رائعة، فروت لى الحادثة والدموع تترقرق فى عينيها، لأعيش الشعر الذى نظمه شوقى فيها، ثم طلبت إلى تلحينها» حيث يؤكد الشريف: «استغرق تلحين هذه القصيدة زمنا طويلا، استلمها السنباطى عام 1932 ولم يُنه تلحينها إلا بعد سنوات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة