هل مصر معرضة لتأثيرات سلبية شرسة نتيجة التغيرات المناخية؟.. رئيس مركز المناخ يجيب: موقعها الجغرافى لا يؤهلها للشكل العنيف من تغير المناخ.. والصيف الحار يؤثر سلبا على الزراعات.. ويجب إعادة هيكلة الخريطة الزراعية

الخميس، 12 سبتمبر 2024 03:00 ص
هل مصر معرضة لتأثيرات سلبية شرسة نتيجة التغيرات المناخية؟.. رئيس مركز المناخ يجيب: موقعها الجغرافى لا يؤهلها للشكل العنيف من تغير المناخ.. والصيف الحار يؤثر سلبا على الزراعات.. ويجب إعادة هيكلة الخريطة الزراعية الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حذر الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى من تأثيرات ما يحدث في العالم بسبب تغير المناخ من سيول وفيضانات وانهيارات أرضية وحرائق غابات وعواصف مدارية وأعاصير مدمرة متسببة فى حدوث خراب لمدن و بلدان كاملة مرشحة للزيادة في عنف وشراسة خلال السنوات القادمة .

وحول التساؤلات هل مصر معرضة لهذا الشكل ده من تغير المناخ؟ أوضح فهيم أن موقعها مصر الجغرافي لا يؤهلها لهذا الشكل العنيف من تغير المناخ "حتى الان" ولكن ما يحدث في مصر شكل آخر وخاص من تغير المناخ يطلقون عليه أحياناً "التغيرات المناخية الصامتة" والتى تضرب دون رؤية مظاهرها ومن الممكن أن نرى التأثير دون أن نرى الأثر .

وأضاف فهيم أن مظاهر تغير المناخ في مصر والتى نتحدث عنها كثيرأ و أهمها "تداخل الفصول المناخية" وزيادة حدة التذبذبات الحرارية مثل صيفًا يأتى مبكرًا مثل " 2008 و 2016 و 2018 و 2020 " وهى ما يسبب مشاكل كثيرة لكافة التراكيب المحصولية خاصة الفاكهة " المانجو والزيتون والموالح " ومحاصيل الخضر مثل " الطماطم بالتحديد " والجميع ما حدث في 2018 وزيادة الإصابة بفيروس تجعد أوراق الطماطم الأصفر واحيانا المحاصيل الشتوية مثل القمح والبنجر والفول الذين يتأثر إنتاجهم كثيرًا بسبب الصيف المبكر الذى يعتبر اكبر خطر ممكن أن يسبب مشكلة كبيرة على المستوى القومي ، ونتذكر مشكلة انخفاض متوسط إنتاجية القمح في 2018 . 

أضاف فهيم أنه فى حالة الشتاء المتأخر وهو ما حدث في "2019 و2021 و 2023" لدرجة أن الشتاء استمر حتى اول شهر مايو وهو ما كان له تأثير سلبي على أشجار الفاكهة و طول موسم التزهير حتى اصطدم بالموجات الحارة فى مايون والجميع يعرف ان الشتاء البارد الطويل بيكون مناسب لأمراض خطيرة مثل الصدأ الأصفر في القمح وأمراض التبقعات وأعفان الثمار على الكتير من المحاصيل.

أوضح أن أى زيادة أو انخفاض فى الحرارة عن المعدلات المعروفة نفاجيء بصيف شديد الحرارة وبموجات حرارية مستمرة ومتوالية بدون انقطاع وهو ما كان واضح في اخر عاميين 2023 و جزء من صيف 2024 لدرجة ان صيف 2023 تم تصنيفه ان أحر صيف في التاريخ المنظور إلى أن جاء صيف 2024 وحطم الأرقام القياسية وبمتوسط 17.09 درجة مئوية "زيادة أكبر من 2 درجة مئوية " متخطياً كل تحذيرات ومقررات مؤتمرات المناخ التى وقفت عند مستوى خطر الـ  1.5 درجة مئوية.

وأضاف فهيم أن الصيف الحار يكون تأثيره سلبي على كل الزراعات وكتير من المظاهر التى حدثت هذا العام أهمها فشل الاخصاب والعقد في كتير من المحاصيل خاصة الذرة والصويا والخضر الصيفية  وضعف التحجيم في أشجار الفاكهة وانخفاض أحجام وسواس القطن ونقص كبير في نسبة المادة الفعالة والزيت في الزيتون والطبية العطرية وغيرها .

أكد فهيم أن الشتاء شديد البرودة يتخلله موجات صقيع مثل شتاء 2019 و 2021 بالتحديد والذى تسبب فى مشاكل كتير للمحاصيل خاصة الفاكهة الاستوائية "مانجو – موز " حتى الجوافه والمحاصيل الحقلية كمان ، واحيانا يكون الشتاء دافئ متقلص و يكون كارثي على أشجار الفاكهة المتساقطة والزيتون بسبب عدم استيفاء احتياجات البرودة و مشاكل فى عدم انتظام التزهير والعقد وخلافه والشتاء الدافيء يكون له مشكلة اضافية وهو تواصل أجيال الحشرات طوال السنة بدلًا من أن تضعف أو تتوقف في الشتاء "الحشرات الثاقبة الماصة وديدان الأوراق والثمار ".

وأضاف أنه تأتى مواسم أمطار غزيرة تقلب موازين الموسم الزراعي مثل أمطار مارس 2020 التى كانت تسمى بعاصفة التنين أو رياح خماسين محملة بالاتربة وأحيانًا رياح خماسين ساخنة جدا "شرد" في الربيع والذى يسبب مشاكل كثيرة لموسم التزهير والعقد لكثير من محاصيل الفاكهة وفي كل الأحوال هذه التغيرات تحدث والممارسات الزراعية والتراكيب والاصناف لا تتغير بنفس المستوى وهو ما يسبب فى مشاكل في البيئة الزراعية و المزارع هو المتضرر الاكبر بسبب تغير المناخ .

وطالب فهيم بضرورة تنفيذ إجراءات وممارسات كتيرة سواء من المؤسسات المعنية او من المزارعين انفسهم ، والأهم هو "توطين ثقافة تغير المناخ" في نفوس الجميع سواء متخذ قرار او مزارع واعادة هيكلة الخريطة الزراعية تماماً من حيث التراكيب المحصولية والخريطة الصنفية ومواعيد الزراعة والعمليات الزراعية والمواد الفعالة في المبيدات والاسمدة والمخصبات ، ولابد من أن يكون القرار الزراعي معتمد على العلم والدراية وليس الخبرة فقط "لانها غير كافية وعاجزة تماما امام تغير المناخ "، وهناك مشوار طويل وجهد كبير حتى نصل إلى اجراءات وحلول تجعل المحاصيل تتواكب وتتكيف وتتأقلم قدر الإمكان مع التغيرات المناخية .
 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة