صدرت حديثا عن دار نوفل / هاشيت أنطوان رواية "نداء القرنفل" للكاتب مصطفى موسى، يطعّم موسى روايته، التي تقع في 256 صفحة، من القطع المتوسط، بالأحداث السياسية من دون أن تحضر التواريخ بشكل مباشر. إلا أن تحوّلات مصر تظلّل الشخضيات وترافقها، ثلاث عائلات أساسية نتابع قدومها من قرية أم عزّام، تلك القرية التي تتفرّع منها القصص لتمتد إلى القاهرة والإسكندرية، الزمن في هذه الرواية عنصر محكم. يتّسع لأجيال مختلفة نادرا ما تنجو مما ورثته!
وجاء في بيان دار النشر: نداء القرنفل — لكلّ واحدةٍ من شخصيّات الرواية قطنتها الخاصّة، كتلك القطنة التي كان يروي بها الشيخ بحبح عطشه في أيّام القحط. القطن نفسه تبخّر لدى وفاته، بينما جثّته تنتظر المادّة البيضاء لسدّ فتحات جسده. ثمّة قطنةٌ لكلّ داء. يصلُ سلّم الارتقاء الطبقي إلى يد جابر الرفاعي وزوجته سامية، فلا يرفضانه، ليصبحا سيّدَي البيت. عائلات تتسلّق وأخرى تهوي إلى القاع. سباقٌ متواصل للانقضاض على الغنائم. عزيز باشا يُورث سلالته أملاكًا مطعّمة بالجنون. جنازته تتزامن مع صخب الحناجر التي تُطالب جمال عبد الناصر بالتراجع عن تنحّيه. زينب تخرج صباحًا من مستنقعات العشش، لتغرق في مستنقعات المرضى وسوائلهم داخل المستشفى. أجيالٌ تتوالى، ونادرًا ما تُفلت من ماضيها، إلّا بطمره تمامًا، فالميراث صلبٌ لا يمكن إزاحته بخفّة. تتّسع الرواية لكلّ هذا. بين القاهرة والإسكندرية وقرية أمّ عزّام تتفرّع القصص، ويمتدّ الزمن... تغوص الأحداث في الواقع المصري، وتُرصد تحوّلات البلاد السياسيّة والاجتماعيّة طوال عقود، لكن من خلال أعين الشخصيّات وخياراتها وأهوائها.
ومصطفى موسى — روائي وقاصّ مصري، له سبعة إصدارات أدبيّة، و"نداء القرنفل" هي روايته الثانية عن «دار نوفل» بعد «دوائر العميان» (2023).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة