بث تليفزيون اليوم السابع" تقريرًا مصوراعن تصنيع حلل الكشري يدويا من داخل عزبة العرب بمنطقة منشأة ناصر بالقاهرة.
يُعتبر الكشري المصري أحد رموز الضيافة المصرية، ويمثل جزءاً أساسياً من التراث الثقافي المصري، لكن خلف هذا الطبق الشهي، الذي يُعتبر وجبة شعبية محبوبة في كل أنحاء البلاد، تكمن حكاية مثيرة تبدأ من عزبة العرب، إحدى أقدم المناطق في جبل المقطم بالقاهرة، هناك، تُصنع الحلل العملاقة التي تُستخدم في تحضير الكشري، والتي تحمل معها تاريخاً طويلاً وصنعة متوارثة عبر الأجيال.
في ورشة الشيخ عمر، التي يمتد تاريخها لأكثر من 50 عاماً، يتم تصنيع هذه الحلل يدوياً بتقنيات تقليدية تُورث عبر الأجيال، تبدأ العملية بتقطيع الألواح المعدنية إلى أحجام مناسبة، ثم يتم تشكيلها باستخدام آلات مخصصة لتأخذ الشكل الدائري المطلوب، بعد ذلك، تُخضع الحلل لعملية اللحام عند درجات حرارة تصل إلى 4000 درجة مئوية، وهي إحدى أصعب مراحل التصنيع. تستمر هذه العملية حتى تتشكل الحلة بالكامل.
بعد مرحلة اللحام، تمر الحلل بعملية تبريد في الماء، تليها خطوات دقيقة لتصحيح العيوب اليدوية، بما في ذلك دق المعدن لتحسين الشكل، في بعض الأحيان، يُطلب منهم حفر أسماء أو شعارات على الحلل لتخصيصها، مما يضيف لمسة شخصية إلى كل حلة.
تنتقل الحلل بعد ذلك إلى آلة أخرى لتشكيل الشفة، ثم يتم فحصها يدويًا للتأكد من خلوها من العيوب وضبط أي تفاصيل صغيرة، أخيراً، تُلمع الحلل بعناية شديدة لضمان جودة النهاية، هذه الخطوات الشاقة والمفصلة تُظهر الحرفية العالية التي تتميز بها ورشة الشيخ عمر.
من خلال هذه الحلل التي تُستخدم في تحضير الكشري، يعكس كل طبق طعماً تاريخياً متفرداً، حيث تحمل كل حلة لمسة من الأصالة والتراث، مما يجعل كل وجبة كشري تُعد بها تجربة فريدة، وبفضل جهود عائلة الشيخ، لا يزال التراث الصناعي في عزبة العرب حياً، مُحافظاً على تقاليد تمتد عبر الأجيال، ليُضيف لمسة من التاريخ إلى كل وجبة تقدم في مطاعم الكشري الشعبية.
بالتالي، فإن كل حلة من الحلل العملاقة التي نراها في محلات الكشري ليست مجرد وعاء للطعام، بل هي قطعة من تاريخ وحرفة متوارثة، تُحافظ على تراث صناعي عريق وتُضيف قيمة ثقافية إلى كل طبق يُعد بها.
حلة الكشرى
مراحل تصنيع حلة الكشرى (2)
مراحل تصنيع حلة الكشرى (3)
مراحل تصنيع حلة الكشرى
مراحلة لحام حلة الكشرى