استضافت مدرسة الرسوم المتحركة بجمعية العلمية والثقافية "جزويت القاهرة"، الفنان التشكيلي هاني راشد، في ماستر كلاس للحديث عن تجربته الفنية في فن "البوب آرت"، وذلك ضمن سلسلة تقدمها المدرسة بهدف إلهام وتطوير وتوعية الفنانين الشباب.
بدأ الفنان هاني راشد حديثه عن فترات دراسته، وأكد أنه بالرغم من "تعليمه المتواضع" إلا أنه استطاع أن يحقق قدرًا كبيرًا من أحلامه بالجهد، وأضاف أن لعمله في مبنى "ماسبيرو" في فترة التسعينات والتي اسماها بـ "الفترة الذهبية" لأنه استطاع من خلالها أن يتعرف على كبار الفنانين التشكيليين الذين تتلمذ على أيديهم حتى أصبحت له علامته الخاصة، وضرب مثلًا بالفنان محمد عبلة، وأشار أنه درس في الـ "ستوديو" الخاص به.
أما عن إلهامه الشخصي أكد راشد، أن شعوره بالاكتئاب مثلًا، هو أحد الأسباب التي تدفعه للرسم، وقد اكتشف ذلك حين توفيت شقيقته، فكان ردة فعله السريعة هي الإمساك بأدواته والبدء في رسم اللوحات.
فقال: "حين توفيت أختي.. دخلت في موجة من الاكتئاب التي لم أخرج منها إلا بمحاولات تحرير عقلي من الأفكار الهدامة وبدأت أرى الدنيا من منظور مختلف، ومع الوقت تحررت فنيًا وفكريًا وبدأت في إدخال عناصر جديدة على لوحاتي ومعارضي".. كما أضاف راشد، أن لحق هذه الفترة إقامة واحد من المعارض الفنية القريبة إلى قلبه "الوادع الأخير" الذي أُقيم في جاليري المشربية، حيث أضاف إلى اللوحات المعروضة، عرضًا آخر قام فيه بحكي حكايته على أنغام الموسيقى بالإضافة إلى بعض الأغنيات التي قدمها الفنان أمير عيد.
كما تناول الفنان هاني راشد، رحلاته إلى الخارج التي -على حسب تعبيره- شكّلت لديه صدمة حضارية، فهو ابن منطقة فيصل الذي انتقل فجأة لمعايشة فنانين أوروبا في إيطاليا وفرنسا وسويسرا، ومن خلال المقارنات بين الحياة في فيصل والحياة في أوروبا، حتى استطاع المزج بين تلك المتضادات حتى شارك في أهم معرض للفن المعاصر والـ"بوب آرت" بهولندا ثم إسبانيا.
وتحدث الفنان عن رؤيته حيث مزج في أعماله على مر السنوات بين عنصر "الجسد" و"الشعور بالوحدة" وأن الفترة بين 2004 و 2011 كان يميل فيها إلى رسم الناس والتعبير عن شخصياتهم وعلاقتهم بالمدينة، حتى تحولت تلك الفكرة مع ثورة يناير، ليشارك بعد ذلك رسومات عن الثورة ودخوله إلى عالم الجرافيتي.
كما تحدث هاني راشد عن أعماله القادمة، وأعلن عن موعد معرضه الجديد الذي يُقام آخر شهر سبتمبر الحالي.
يذكر أن الفنان هاني راشد، قد تعلم الفن في "ستوديو" الفنان محمد عبلة من سنة 1994 حتى 2004، وبدأت مسيرته الفنية بعد ذلك بعام واحد في 2005، تتميز أعماله بأنها انعكاس واضح لمراحل حياته وتجربته الشخصية، سواء كانت سياسية، اجتماعية أو حتى ذاتية، كما أنه يستخدم التجسيد الساخر للشخصيات من خلال التشويه والتباين لتكون للوحاته روحًا فريدة.
تُعرض أعمال هاني راشد في متاحف عالمية مثل: Tate Modern في إنجلترا ومتحف الفن المعاصر في الصين، ومتحف الفن الحديث بالقاهرة.