إلياس خورى يغير عنوانه.. رحيل صاحب "باب الشمس" عن عمر يناهز 76 عاما.. مسيرة حافلة بالإبداع والتكريمات.. "أولاد الغيتو" ترشحت للبوكر وفازت بكتارا.. وحصد جائزة محمود درويش وكرمته اليونسكو ونال أعلى وسام إسباني

الأحد، 15 سبتمبر 2024 03:30 م
إلياس خورى يغير عنوانه.. رحيل صاحب "باب الشمس" عن عمر يناهز 76 عاما.. مسيرة حافلة بالإبداع والتكريمات.. "أولاد الغيتو" ترشحت للبوكر وفازت بكتارا.. وحصد جائزة محمود درويش وكرمته اليونسكو ونال أعلى وسام إسباني إلياس خوري
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رحل عن عالمنا، اليوم، الأحد، الكاتب اللبناني الكبير إلياس خوري، عن عمر يناهز 76 عاما، بعد مسيرة أدبية حافلة بالأعمال الرائعة، ويعد الراحل من أبرز الكتاب اللبنانين، حيث كتب عشر روايات ترجمت إلى العديد من اللغات وثلاث مسرحيات وسيناريوهات، وله العديد من الكتابات النقدية.

الياس خوري
الياس خوري

نشر إلياس روايته الأولى في 1975 بعنوان «لقاء الدائرة»، وكتب سيناريو فيلم «الجبل الصغير» في 1977، الذي تدور أحداثه خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن أعماله الأخرى «رحلة غاندي الصغير» التي تدور حول مهاجر ريفي يعيش في بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية، ومن أشهر روايته:

باب الشمس

رواية باب الشمس
رواية باب الشمس


فى "باب الشمس" يمضى إلياس خورى بسرد مسيرة المطر والموت والوحل، تهجير ومخيمات وأناس يحلمون بالحياة، يحلمون بالوطن ولكن نهيلة تقول لن يكون هناك وطن قبل أن نموت جميعاً، والآن ماتت نهيلة ومات ذاك المريض وماتت شمس، شخصيات ثلاث تطوق بأبعادها الإنسانية الفلسفية أحداق الأحداث، تلفها بصمت بليغ، لم يترجم معانيه سوى دموع المآقى والمطر.

ينسج إلياس خورى من كسر الحكايات الشخصية للفلسطينيين مادة روايته مقيما معمارا تتداخل فيه حكايات شخصياته وتتراكب ويضيء بعضها بعضا ويوضح البقع الغامضة فى بعضها الآخر، واذا كانت الحكاية المركزية فى الرواية هى حكاية يونس الأسدى، الرجل الذى يرقد فى مستشفى الجليل فاقدا وعيه، فإن حكاية الراوى نفسه، أو حكايات أم حسن وعدنان أبو عودة ودنيا وأهالى مخيم شاتيلا، لا تقل مركزية عن تلك الحكاية الأساسية التى تشد الحكايات الأخرى الى بعضها بعضا، والتى يقوم الكاتب بتضمينها فى جسد حكاية يونس الأسدى وتوزيعها على مدار النص للوصول فى النهاية الى لحظة الموت وصعود الحكاية الى أعلى، والى سدة التاريخ المخادع الذى يهزم الكائنات.

اسمى آدم

رواية اسمى آدم
رواية اسمى آدم

يروي الكاتب الفلسطيني "إلياس خوري" فى رواية "أولاد الجيتو - اسمي آدم" حكاية "آدم دنون"، المهاجر الفلسطيني إلى نيويورك، الراوي الذى حاول أن يكتب رواية، ومن ثم ينتقل إلى كتابة حكايته الشخصية، فيروي عن طفولته في مدينة اللد التي احتلّت عام 1948 قبل طُرد أغلب أهلها وسكانها وكيف بقيت والدته مع رضيعها في المدينة المحتلة، في ملحمة درامية عن الصمود أمام المحتل وصمت الضحايا.

وترشحت رواية "أولاد الغيتو.. اسمى آدم" القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2017، "البوكر العربية"، كما حصلت الرواية نفسها على جائزة كتارا للرواية العربية عام 2016.

سينالكول

رواية سينالكول
رواية سينالكول


يقدم لنا الكاتب تصويرًا شفافًا للمجتمع اللبنانى بمختلف طبقاته خلال الحرب الأهلية اللبنانية التى تأخذ حيزا من التشخيص يجعلها أحد أبطال وشخصيات هذه الرواية، وقد ترشحت "سينالكول" (2012) إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2013.

هناك محور وهو عائلة الصيدلى "نصرى الشماس" وولداه "كريم" و"نسيم" ولكن هناك عدد كبير من الشخصيات والأحداث الجانبية التى تدخل فى سياق السرد، يعبر الكاتب عن ضياع الفرد والقيم فى أتون الحرب. وكل المشاريع التى تحلم بها الشخصيات والبطل كريم تبوء بالفشل، وينتهى أصحابها بالهروب إلى فرنسا، الهروب الذى لا يمكنه محو ذاكرة المجتمع بكل مآسيه.

 

يالو

رواية يالو
رواية يالو


وتدور أحداث رواية إلياس خورى فى عام 1993 وتبين كيف غيرت الحرب كل المعايير الاجتماعية، فنرى أن بطل الرواية السريانى يالو (دانيال) الذى تحمِل الرواية اسمه لا يستطيع فهم وجوب تلقيه العقاب بسبب بضع جرائم اغتصابٍ وسرقةٍ قام بها، فى حين جرى اغتصاب وذبح آلاف النساء والرجال من حوله. يبدو بالنسبة ليالو بطل الرواية أنَّ عدد النساء اللاتى تركهن يمضين بسلام يفوق أهمية عدد اللاتى اغتصبهن.

ويسرد خورى من منظور "يالو" قصة مقنعة تمامًا عن طفولة يالو، وعن فترة ذهابه إلى المدرسة، وانضمامه إلى القوات غير النظامية، وهروبه إلى فرنسا، وعودته إلى لبنان، ويُبرز فى الوقت نفسه وبشكلٍ متكررٍ أنَّ محيطه قد عايش "الأحداث" بشكل مختلف، وغالبًا ما يعيش يالو وسط فهمٍ خاطئٍ للوقائع، وما يريد التكتم عنه يجد دائمًا طريقًا للإفلات منه.

جوائز إلياس خوري


حاز الأديب الكبير إلياس خوري على عدة جوائز وتكريمات منها: في العام 2011 على وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندور، وهو أعلى وسام يمنحه الملك خوان كارلوس، تكريماً لمساره الأدبي؛ وباعتباره أول مدير لمركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير) بعد تأسيسه، وفاز بجائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديرا للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية وتعريف العالم بها، اعتبرت لجنة تحكيم الجائزة الدولية أن الياس خوري كان شاهداً على المعاناة الإنسانية التي عرّف بها على المستوى الدولي وقد رسم كفاحه وإنتاجه الأدبي صورة مثقف حر يمنح صوتا لمن لا صوت لهم.

الروائي إلياس خوري
الروائي إلياس خوري

وفاز أيضا بجائزة محمود درويش للإبداع الأدبي في دورتها السابعة لعام 2016، وجاءت تقديرًا للمساهمة الفكرية والأدبية والإنتاج الكبير والمتنوع لخوري في مختلف الحقول الأدبية، لا سيما فيما يتعلق  بالقضية الفلسطينية وتاريخها النضالي، كذلك حفلاً تكريمياً للروائي والكاتب المسرحي والناقد إلياس خوري، وتقديرا انعكاس لفكره الذي نشهده في أدبه ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان صوت كل الفلسطينيين في بيروت.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة