أكد الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، على أهمية المحافظة على المال العام وحقوق العباد، مستشهداً بحديث نبوي عن أحد الصحابة الذين كانوا يُعتبرون من أبطال المعارك.
وأشار العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الاثنين، إلى أن أحد الصحابة الذين كانوا يُعَرفون بشجاعتهم وبطولاتهم في المعارك استشهد على يد أعداء الله، وكان الصحابة يظنون أنه من أهل الجنة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بأمر عجيب؛ إذ قال: "كلا، إنني رأيته في النار في برده غلها"، هذا الحديث يسلط الضوء على مسألة خطيرة تتعلق بحقوق العباد، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن الشخص كان يُعاقب بسبب استهتاره بما يتعلق بمال غيره.
وأضاف: "المشكلة تكمن في أن المال العام ليس ملكاً للأغنياء فقط، بل هو حق لكل فرد من أفراد المجتمع، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، أرامل أو يتامى، محتاجين أو مساكين، أي استيلاء على هذا المال هو اعتداء على حقوق الجميع، يوم القيامة، سيطالب كل من أخذ حقه بإنصافه من صاحب الحق، ولن يكون هنالك مناص من حساب الله سبحانه وتعالى."
وشدد على أن المال العام يُعتبر أمانة من الله، ولذا يجب أن يتم الحفاظ عليه بأقصى درجات الأمانة، ولا يحتاج المسلم إلى رقيب بشري لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الرقيب الأعلى، وأي استيلاء على المال العام سيسألك الله عنه يوم القيامة، حيث حقوق العباد لا تُغفر إلا برد الحق إلى أصحابه.
وأكد الشيخ أبو اليزيد سلامة: "المال العام يُعتبر أمانة ثقيلة يجب الحفاظ عليها بجدية، وإلا فإن المساءلة ستكون عسيرة يوم القيامة. يجب علينا جميعاً أن نضع المال العام في اعتبارنا ونحافظ عليه كأمانة من الله."