تتواصل جرام الإبادة الجماعية الإسرائيلية والتجويع ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم 346 تواليا، بشن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف على كافة مناطق القطاع، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار المفروض من الاحتلال على الفلسطينيين ونزوح أكثر من 95 % من سكان القطاع.
وأكدت وسائل إعلام محلية فلسطينية أن طائرات الاحتلال الاسرائيلي ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها العنيف، الاثنين، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
وتواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ 7 مايو الماضي، وعدة محاور من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.
وارتقى 4 شهداء فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف استهدف مخيم للنازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 20 شهيدا و76 إصابة خلال ال 24ساعة الماضية، مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41226 شهيدا و95413 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتشن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” منذ 7 أكتوبر الماضي حربًا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين إلى جانب تهجير مليوني نسمة وتدمير واسع جدًا في المنازل والبنى التحتية طال قرابة 80 % من المباني، مع حصار مشدد وأزمة إنسانية خانقة ومجاعة غير مسبوقة خاصة في غزة وشمالها.
دورها، بحذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من تصعيد جرائم المستعمرين ضد الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم وممتلكاتهم، في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، والتي كان آخرها اعتداءاتهم على التجمعات البدوية في الأغوار، وهجومهم على الطلبة والمعلمين في مدرسة عرب الكعابنة الأساسية شمال غرب أريحا.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي الإثنين، أن تلك الجرائم ترجمة لسياسة الحكومة الإسرائيلية ويشرف على تنفيذها وزراء متطرفون أمثال سموتريتش وبن غفير، بدعم وحماية جيش الاحتلال وأذرعه المختلفة، في محاولة لحسم مستقبل الضفة الغربية عن طريق تسريع جريمة الضم التدريجي، وضرب الوجود الفلسطيني في عموم المناطق المصنفة (ج) وتفريغها بالكامل من أصحابها الأصليين، وتخصيصها كعمق استراتيجي للتمدد الاستيطاني، بما يؤدي إلى تقويض فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بضرورة الخروج من دائرة تشخيص ووصف تلك الجرائم، وتوجيه المطالبات والمناشدات للحكومة الإسرائيلية التي لا تسمع، والارتقاء بمستوى ردود الفعل الدولية حتى تنسجم مع القانون الدولي وتحترم التزامات الأمم المتحدة تجاه شعبنا، من خلال اتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لإجبار دولة الاحتلال على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا، واعتماد ما يلزم من الآليات لتنفيذ الرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية.
على جانب آخر، عادت احتمالات الحرب الشاملة في جنوب لبنان إلى الواجهة من جديد، على وقع تصاعد المواجهات العسكرية وارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب برية على لبنان لتغيير ميزان القوى في الشمال واتخاذ التدابير اللازمة لإعادة السكان إلى "منازلهم بأمان"، بينما يؤكد حزب الله أن "لا طريق لعودة المستوطنين إلا بإيقاف الحرب على غزة".
يزيد الترقب على المستوى اللبناني من انعكاس تعثر الحل السياسي على الجبهة، خصوصاً أن حزب الله يتمسّك بموقفه الرافض للبحث بأي مسار قبل وقف العدوان، ما يعني استمرار العمليات العسكرية المتبادلة إلى فترة يصعب تكهّن أمدها أو حتى وتيرتها، مع اقتراب القصف المتواصل من عامه الأول في الثامن من أكتوبر المقبل. وعلى الرغم من أنّ المواجهات لا تزال نسبياً ضمن قواعد الاشتباك، مع بعض الخروقات المتبادلة، مع ضرب حزب الله أهدافاً عسكرية إسرائيلية حسّاسة يستهدفها للمرّة الأولى منذ بدء الحرب، وتوسعة جيش الاحتلال من جانبه عملياته لبنانياً، ولا سيما في النبطية جنوباً والبقاع، إلا أنّ هناك خشية محلية ودولية من انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة، مع ما لذلك من تداعيات خطيرة على المنطقة.
في تل أبيب، كشفت وسائل إعلام عبرية إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لإعلان إقالة وزير جيشه يؤاف جالانت في أقرب وقت، مشيرة إلى أن جدعو ساعر هو المرشح لقيادة وزارة الحرب الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة.
بدورها أشارت القناة الـ12 العبرية، إلى أنه جرت مفاوضات الليلة الماضية لإضافة جدعون ساعر إلى الحكومة الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن بهدف أن يشغل منصب وزير الحرب لكن لا زال جاري البحث عن "حلول إبداعية أخرى".
وأوضحت القناة الـ13 العبرية، أنهم في مكتب نتنياهو يستعدون لتوسيع الحكومة "بسبب الجبهة الشمالية" ويقولون إن ذلك يمر بالضرورة بإقالة جالانت لكن لم يتخذ بعد قرار نهائي لكنه قريب جدا.
بدوره قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، "منذ أشهر وأنا أدعو نتنياهو لإقالة غالانت وقد حان القرار لذلك على الفور، نحن بحاجة إلى اتخاذ قرار في الشمال وغالانت ليس الرجل المناسب لذلك".