كشفت وزارة الصحة والسكان عن تفاصيل خطة تطوير واعتماد منشآت الرعاية الأساسية فى 27 محافظة والتى تزيد عن 531 وحدة بالجمهورية، مشيرة إلى أن الاعتماد سيشمل 21 محافظة كمرحلة أولى، بالتعاون مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وذلك ضمن استراتيجية الوزارة لتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية الأولية المقدمة للمواطنين، وضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة فى المنشآت الطبية.
وقالت وزارة الصحة والسكان: إن الاعتماد يعيد ترتيب محاور العمل داخل الوحدات الصحية ويسهم فى تطوير الخدمة المقدمة للجمهور كما يقلل من الهدر الذى يحدث فى المنظومة الصحية، لافتة إلى أنه يعمل على حوكمة تقديم الخدمة، مشيرة إلى أنه يتم تطوير الوحدات بالتعاون مع حياة كريمة فى المحافظات لتعمل بنفس نسق منشآت التأمين الصحى الشامل فى اطار تجهيز البنية التحتية لتعميم تجربة التأمين الصحى الشامل بالمحافظات، كما أن طبيب الأسرة هو الركيزة الأساسية فى نظام الرعاية الصحية الأولية، حيث يلعب دورًا حيويًا فى تقديم الرعاية الصحية للأفراد والأسر فى المجتمع، ويكون أول من يلجأ إليه الأفراد للحصول على الرعاية الطبية الأولية والتوجيهات الصحية.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إن خطة الاعتماد تستهدف تحقيق عدد من الأهداف الأساسية، أهمها تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة فى منشآت الرعاية الأولية، ورفع كفاءة الأداء الفنى بما يضمن تقديم خدمات صحية آمنة وفعّالة، وتعزيز ثقة المواطنين فى نظام الرعاية الصحية من خلال اعتماد المنشآت بناءً على معايير اعتماد منشآت الرعاية الأولية لافتا إلى أن ممارسة طب الأسرة تتميز بالشمولية والتنوع، حيث يتعامل الطبيب العام مع مجموعة واسعة من المشاكل الصحية والاحتياجات الطبية للمرضى، بدءًا من التشخيص والعلاج للأمراض الشائعة والمزمنة، وصولًا إلى الوقاية من الأمراض وتوجيه المرضى إلى التخصصات الطبية المناسبة.
وتابع: ممارسة طب الأسرة تعتمد على العلاقة القوية بين الطبيب والمريض، حيث يُشجع على بناء علاقة طبية ثقافية تعتمد على الثقة والاحترام، مضيفا أن طبيب الأسرة يتميز بالقدرة على الاستماع والتفاعل مع مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية للمرضى، مما يسهم فى تحسين جودة الرعاية وزيادة فعالية التواصل بين الطبيب والمريض.
وأوضح أن طبيب الأسرة لا يتفاعل مع المرض والمريض فحسب، بل يدرس المجتمع المحيط بالأشخاص ويتعامل أيضًا مع المحددات الاجتماعية والبيئية للأمراض فى كل منطقة محيطة بالسكان المربوطين عليها، لتجنب مسببات الأمراض قبل حدوثها وتقليلها فى المجتمع، بالإضافة إلى ذلك، يلتزم طبيب الأسرة بتقديم الرعاية الشاملة والمستدامة للمرضى، ما يشمل الوقاية من الأمراض والتشخيص المبكر وإدارة الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى تقديم النصائح الصحية والتثقيف الصحى للمرضى وأفراد الأسرة.
ولفت إلى دور طبيب الأسرة فى منشآت الرعاية الأولية يتضمن تشخيص وعلاج الأمراض، وإدارة الرعاية الصحية المستمرة للأفراد والأسر، والوقاية والتثقيف الصحى، والإحالة للخدمات التخصصية، وتعزيز الصحة العامة فى المجتمع.
من جانبها كشفت الدكتورة رشا خضر رئيس قطاع الرعاية الصحية الأساسية وتنمية الأسرة، عن تنفيذ ورشة عمل متخصصة حول آلية التقييم الذاتى ومعايير السلامة الوطنية، والتى تمثل الخطوة الأولى نحو اعتماد المنشآت المستهدفة، موضحة أن الورشة تم خلالها تدريب 25 منسقًا مركزيًا من مختلف الإدارات الفنية بالقطاع، بالإضافة إلى فرق المديريات الصحية، التى ستخضع لاعتماد معايير منشآت الرعاية الأولية.
وأضافت الدكتورة رشا خضر، "أن خطة اعتماد منشآت الرعاية الأولية المستهدفة فى 21 محافظة تهدف إلى تحقيق معايير جودة شاملة، لا تقتصر على الجوانب الفنية فقط، بل تمتد لتشمل تحسين تجربة المريض وتعزيز سلامة البيئة الصحية، ومن خلال هذه الخطوة يتم العمل على توفير منظومة صحية متكاملة تضمن تقديم خدمات صحية تليق بالاحتياجات الصحية المواطنين".
وقالت إن توفير التدريب المتخصص على مستوى المنسقين المركزيين والإدارات الصحية فى المديريات هو جزء من التزامنا بتحقيق الاعتماد الكامل لهذه المنشآت، حيث يهدف التدريب إلى بناء قدرات متكاملة تمكن فرق العمل من تنفيذ معايير الجودة بكفاءة وفعالية، والتعامل مع التحديات الميدانية التى قد تواجههم، من أجل بناء نظام صحى مستدام يضمن تقديم خدمات صحية آمنة وفعالة للأجيال القادمة.
من جانبها، قالت الدكتورة صافيناز كاظم، مدير عام إدارة الجودة بالوزارة، إنه من خلال اعتماد منشآت الرعاية الأولية، نستطيع تحقيق مستوى متميز من تقديم خدمات رعاية صحية فعالة، متمركزة حول المريض من خلال تلبية احتياجات المواطنين وتعزيز الثقة فى الخدمات الصحية المقدمة، مؤكدة التزام الوزارة بتقديم جميع أشكال الدعم الفنى،لضمان نجاح عملية الاعتماد من خلال الإدارة العامة للجودة، بالإضافة إلى توفير الأدوات والموارد اللازمة لفرق العمل الميدانية، لتنفيذ مهامهم بكفاءة وفعالية، بما يسهم فى تحقيق التحسين المستمر لمستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة