في ظل تغيرات متسارعة يشهدها عالمنا الحالي سواء من ناحية التطور التكنولوجي الهائل أو التحولات التي تطرأ على اهتمامات ومتطلبات الجمهور، نجد أن الشركات أصبحت أمام ضرورة ملحة إلى التأقلم والتطوير من استراتيجيتها لمواكبة تلك المتغيرات حتى تضمن النمو، وتحافظ على تواجدها في ذلك المشهد ذو الوتيرة السريعة.
أحدث الدراسات والأبحاث تشير إلى أن الشركات التي تنجح في التكيف مع التغيرات السريعة في السوق هي التي تمتلك رؤية واضحة واستراتيجية مرنة. ففي السنوات الأخيرة، شهدنا ظهور التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، التي غيرت بشكل جذري كيفية إدارة الأعمال واتخاذ القرارات. كما أن التغيرات الاقتصادية والسياسية تؤثر على الأسواق بشكل غير متوقع، مما يفرض على الشركات مراجعة استراتيجياتها بشكل مستمر. لاسيما أن تلك التغيرات المتلاحقة تؤثر بشكل مباشر على سلوك وتفضيلات العملاء والمستهلكين في أغلب الأسواق المحلية والعالمية مما يضع الشركات أمام مهمة التطوير من علامتها التجارية واستراجيتها على كافة المحاور لتلبي احتياجات العملاء.
والتأقلم هنا لا يعني رد الفعل السريع، بل يتطلب أيضًا تخطيطًا مستقبليًا واستباقيًا، بحيث يجب على الشركات أن تضع في اعتبارها التغيرات المحتملة في السوق والتقنيات الجديدة وتطورات المستهلكين. لذا، فإن التوقع هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية التأقلم. فالشركات التي تستثمر في البحث والتطوير، وتبني ثقافة الابتكار، تكون في وضع أفضل لمواجهة التحديات المستقبلية.
وبالنظر للسوق المحلي المصري، نجد أن هناك مجموعة من الشركات التي استطاعت أن تستمر في النمو وتحقيق النجاحات لأكثر من عقدين من الزمان، فعلى سبيل المثال شركة الأهلي صبور الرائدة في قطاع التطوير العقاري، كسرت حاجز الثلاثين عاماً من التواجد في قطاع التطوير العقاري في مصر، وقد استطاعت ان تحافظ على مكانة رائدة في السوق على مدار تلك المدة الطويلة. حيث أصبح المهندس أحمد صبور شريكاً مؤسساً وعضواً منتدباً في شركة الأهلي صبور للتطوير العقاري برأس مال مدفوع قدره 300 مليون جنيه مصري في عام 1994م، مما شكل نقطة البداية لرحلة الشركة الطويلة نحو الريادة والتميز في قطاع التطوير العقاري. وتعود تلك الاستمرارية لعدة عوامل اتخذتها الشركة كركائز أساسية لبناء استراتيجية تدفعها لأن تتقلد هذة المكانة وتستمر في الحفاظ عليها لهذا الوقت الطويل من الزمن.
أحد أهم تلك العوامل التي تبنتها شركة الأهلي صبور هي التطوير، حيث أنها تستمثر خبرتها الطويلة الآن لخلق استراتيجية متطورة وجديدة من نوعها ترسم خطواتها القادمة حتى تتماشى دائماً مع كافة الاحتياجات المتغيرة لعملائها ليس في السوق المحلي فحسب بل حرصت الشركة أيضاً على تبني أحدث التوجهات ودراسة المتغيرات التي تطرأ في الأسواق العالمية، بما يضمن تجانس الشركة مع هذا المشهد المتسارع من الاحتياجات والتفضيلات الدينامكية للعملاء من كافة الأجيال والأعمار.
وبينما ساهم التأقلم على استمرارية شركة الأهلي صبور في تقلد مكانتها الرائدة، كان للتطوير دوراً محورياً في حفاظ الشركة على نموها بشكل مستدام، فقد كانت الأهلي صبور دائماً سباقة في اتخاذ خطوات جريئة بتطوير مناطق جديدة لم تلتفت الأنظار إليها من قبل، ومنها رأس الحكمة من خلال مشروع GAIA ، ومنطقة سيدي عبد الرحمن من خلال مشروع Amwaj ومستقبل سيتي من خلال مشروع Green Square وأخيراً منطقة سيدي حنيش من خلال مشروع Summer، واستطاعت الشركة أن تساهم بشكل رئيسي في تحويل تلك المناطق لوجهات مميزة ومجتمعات نابضة بالحياة يقصدها العملاء بجميع أعمارهم.
وتعتبر منطقة سيدي حنيش التي اختاترها الشركة لتحتضن مشروع Summer منطقة يافعة تتناسب تماماً مع الرؤية التي شكلت مشروع Summer، حيث أنها تقع في قلب منطقة الساحل الشمالى وتتميز بأنها تمتد على مساحة كبيرة تبلغ نحو 70 فداناً، كما أن تلك المنطقة تستأثر على إقبال كبير من قبل رواد الساحل الشمالي حيث أنها تقع على مقربة من معظم المناطق الحيوية في الساحل الشمالي من ضمنها مدينة العلمين ومرسى مطروح.
ويأتي مشروع Summer ليبرهن على استراتيجية الشركة المتطورة، حيث يمثل نقلة نوعية في خطة شركة الأهلي صبور التوسعية، وذلك من خلال مساحته التي تقدر بحاولي 846 فدان بما يتجاوز مرة و نصف مساحة مشروعي Gaia وAmwaj مجتمعين. علاوة على ذلك، فإن الأهلي صبور تقدم من خلال هذا المشروع مفهوماً غير مسبوق للحياة المترابطة من خلال مفهوم "شريان الحياة" والذي يربط بين كافة معالم وخدمات هذا المشروع المتميز في سلاسة، مما يجعل من المشروع منزلا ثانيا للعملاء يمكنهم أن يقصدوه طوال العام.
وبجانب التصميم الإنسيابي للمشروع، فإن كل منطقة فيه تم تصميمها لتضم كافة الخدمات التي قد يحتاجها العملاء والزوار، بما يشمل الخدمات الترفيهية والمنشآت الرياضية وكذلك الخدمات التجارية، إضافة إلى الوحدات السكنية الفريدة حيث يعتبر هذا المشروع هو ثان أكبر المشاريع السكنية للشركة. وتجتمع تلك العوامل جميعاً لتعطي لمشروع Summer طابعاً خاص يجعله وجهة مستقلة في حد ذاته.
في الختام، يتضح أن بناء استراتيجيات تأقلم مرنة وسريعة التطور وفعّالة يمكن أن يكون هو الفارق بين النجاح والفشل في هذا العصر السريع. لذا، يجب على جميع الشركات أن تستمر في تطوير قدراتها وتحديث استراتيجياتها لتظل في طليعة المنافسة وتحقق أهدافها المستقبلية.