يبدو أن الحرب في السودان ليس لها نهاية قريبا، إذ تتواصل الاشتباكات بين كل من القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، في ظل تدهور كبير للأوضاع الإنسانية والصحية، في البلد الذى يعانى من انتشار العديد من الأمراض مثل حمى الضنك والكوليرا والإسهال والمائى وغيره.
كل هذا في ظل أزمة جوع شديدة والتي ضربت بعض المناطق، حيث يعانى المدنيين من نقص كبير في الإمدادات الغذائية والصحية، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
البرهان يوجه بإنشاء مراكز لتقديم الدعم لضحايا العنف
وفى سبيل دعم السيدات الناجيات من العنف، وجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، ولاة الولايات بإنشاء مراكز لتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية لمعالجة الأضرار التي لحقت بالناجيات من العنف والانتهاكات، على يد قوات الدعم السريع، وتقديم الدعم اللازم لهن وحمايتهن.
كما وجه الوزارات في ديوان الحكم الاتحادي والرعاية الاجتماعية ومفوضية العون الإنساني، بتكثيف العمل والتنسيق والتعاون مع المنظمات ذات الصلة، لتنفيذ التوجيهات وتقديم الدعم للنساء والفتيات الناجيات من العنف، وفقا لوكالة سونا.
وفي 10 سبتمبر الجاري، اتهم النائب العام أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم اغتصاب وعنف جنسي ضد 966 ضحية.
مقتل 3 أشخاص بينهم طفل وإصابة 5 آخرين جراء اشتباكات في أم روابة
كشفت شبكة أطباء السودان، مقتل 3 أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 5 آخرون، بعضهم في حالة خطرة، جراء اشتباكات بين أفراد الدعم السريع في مدينة أم روابة بشمال كردفان الأحد.
وأدانت شبكة أطباء السودان، في بيان رسمي لها، تحويل مناطق المدنيين في مدينة أم روابة إلى ساحات للقتال بين أفراد الدعم السريع وتحويل المرافق المدنية إلى ثكنات عسكرية، وعت المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن تواجد القوات، وتطالب الدعم السريع بإخلاء المدينة من جميع المظاهر العسكرية.
وفى سياق آخر، حذرت الشبكة من الوضع الكارثي الذي يواجهه آلاف الأطفال في معسكر زمزم بولاية شمال دارفور، نتيجة تفشي حالات سوء التغذية الحاد، وكشفت شبكة أطباء السودان، تفاقم الأزمة بسبب الحصار المفروض على مدينة الفاشر، مما أدى إلى انقطاع إمدادات الغذاء والأدوية.
ودعت شبكة أطباء السودان، المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه الأزمة الإنسانية في شمال دارفور، والضغط على قوات الدعم السريع لوقف الهجمات المتكررة على معسكر زمزم، وإنهاء عمليات النهب والاختطاف التي تستهدف المدنيين.
كما طالبت بفك الحصار المفروض على المدينة والمعسكر، مما يتيح وصول المساعدات الغذائية والأدوية وفرق الإنقاذ، لتجنب وقوع كارثة إنسانية كبرى.
مسئولة أممية تحذر من خطورة الوضع في الفاشر
ومازالت التحذيرات الأممية من خطورة الوضع في السودان تتزايد، إذ أعربت منسقة الشئون الإنسانية المقيمة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن حزنها العميق وإحباطها إزاء العنف المسلح المستمر في الفاشر بولاية شمال دارفور، وقالت "هذا أمر مفجع ويجب أن يتوقف، ولا يوجد أي مبرر لشن هجمات مباشرة على المدنيين وأصولهم ومرافقهم الأساسية مثل المستشفيات المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي، فيما طالبت أطراف النزاع بالامتناع عن استهداف المدينة"، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
وأشارت تقارير صحفية، إلى تصاعد القتال على نطاق واسع في مدينة الفاشر في 12 سبتمبر الجاري، مما يهدد حياة الآلاف من الأشخاص، لا سيما في مخيمات النازحين داخلياً، ولم يتم بعد تحديد عدد الضحايا المدنيين.
وقالت منسقة الشئون الإنسانية، إن هذه الهجمات المشينة تظهر عدم جدوى العنف المسلح في الفاشر، مضيفة :"ويجب على جميع أطراف النزاع الوفاء بالتزاماتها تجاه القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين من الأذى، الهجمات في الفاشر تنتهك كل المبادئ الإنسانية".
ارتفاع حالات الإصابة بالإسهال المائى لـ4 آلاف
وفيما يخص الوضع الصحى، كشفت غرفة طوارئ الخرطوم بحري، الأحد، عن ارتفاع حالات الإصابة بالإسهال المائي إلى أكثر من 4 آلاف حالة في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال عضو في غرفة طوارئ الخرطوم بحري، إن المكتب الطبي تلقى بلاغات عن تسجيل 4113 إصابة بالإسهالات المائية، منها 360 حالة وسط وجنوب الخرطوم بحري بمركز الشعبية، و555 حالة بمناطق شمال الخرطوم بحري بمركز صحي العزبة، و740 حالة في ريفي الخرطوم بحري بمركز صحي أم القرى، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأكد عضو الغرفة انتشارًا واسعًا للأوبئة مثل الإسهال المائي، والكوليرا، والتيفوئيد، والملاريا، وأمراض أخرى لم يتم التعرف عليها بسبب عدم وجود أدوات الفحص وتوقف المستشفيات.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل، الأحد، عن ارتفاع حالات الكوليرا إلى 2253 حالة، منها 57 حالة وفاة.
وفي آخر تقرير لوزارة الصحة الاتحادية، فإن عدد الإصابات بالكوليرا على مستوى الدولة ارتفع إلى 8350 إصابة، بينها 270 حالة وفاة، وذلك في 8 ولايات متأثرة بالوباء.