ارتفع سعر الذهب في مصر خلال ختام تداولات اليوم الأربعاء ليتخطى المستوى 3500 جنيه للجرام عيار21، ثم تراجع إلى مستوى 3475 جنيه الآن، وذلك بعد أن قرر البنك الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة خلال اجتماعه اليوم، ليرتفع سعر الذهب العالمي إلى مستوى تاريخي جديد.
الذهب في مصر
سجل سعر جرام الذهب المحلي عيار 21 ارتفاع اليوم بنسبة 1.2% وصولا إلى أعلى سعر سجله عند 3505 جنيه للجرام، حيث افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3465 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 3475 جنيه للجرام الآن.
يأتي هذا الارتفاع في سعر الذهب بمصر، بعد أن سجل سعر أونصة الذهب العالمي أعلى مستوى تاريخي عند 2600 دولار للأونصة قبل أن يتراجع السعر ليتداول حالياً عند 2566 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
جاء هذا الارتفاع في سعر الذهب العالمي بعد أن قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة دفعة واحدة خلال اجتماعه اليوم ليخالف التوقعات التي كانت تشير إلى خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط، ويبدأ بذلك السياسة النقدية التوسعية وسلسلة من عمليات خفض أسعار الفائدة.
خفض الفائدة
يعد هذا أول قرار لخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي منذ عام 2020 لتصل الفائدة إلى منطقة 4.75% - 5.00%، ولكن القرار لم يكن بإجماع أعضاء البنك الفيدرالي حيث صوت أحد الأعضاء لخفض الفائدة ربع نقطة مئوية فقط.
بينما أشار مخطط توقعات أعضاء البنك الفيدرالي أن الأعضاء يرون تراجع الفائدة إلى المستوى 4.40% خلال عام 2024 بمعنى خفض 50 نقطة أساس أخرى من قبل البنك خلال الاجتماعين القادمين حتى نهاية العام، وذلك بالمقارنة مع توقعاتهم السابقة في اجتماع يونيو عندما أشاروا إلى خفض واحد فقط بمقدار 25 نقطة أساس خلال هذا العام.
وفي عام 2025 توقع أعضاء البنك أن تتراجع أسعار الفائدة الأمريكية إلى المستوى 3.4% بأقل من توقعاتهم السابقة عند 4.1%، وتعكس هذه التوقعات رغبة أعضاء البنك الفيدرالي في استمرار عمليات خفض الفائدة بشكل تدريجي.
وقد أشار رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الصحفي عقب اجتماع البنك أن الأوضاع في سوق العمل الأمريكي تشهد تباطؤ بشكل قد يهدد التزام البنك بتحقيق الاستغلال الأمثل لسوق العمل.
في الوقت نفسه أشار رئيس البنك أن قرار اليوم بخفض 50 نقطة أساس دفعة واحدة يعكس مدى ثقة البنك بشأن تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام وصولاً إلى مستهدف التضخم عند 2%.
كما أكد رئيس البنك أنه لا يوجد تسرع في خفض أسعار الفائدة أو في قرارات السياسة النقدية، وان البنك يتخذ قراره لكل اجتماع على حدة اعتمادً على البيانات الاقتصادية التي تصدر قبل كل اجتماع، وأن البنك يعمل على العودة بالسياسة النقدية بشكل تدريجي إلى طبيعتها.
التأثير الإيجابي على سعر الذهب العالمي من المتوقع ألا يستمر بشكل كبير لأن الأسواق قد سعرت بالفعل خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ولكن التراجع الذي قد نراه في سعر الذهب العالمي سيكون تصحيح سلبي بعد الارتفاعات القياسية التي شهدها.
وبالعودة إلى سعر الذهب المحلي، نجد أن المستوى 3500 جنيه للجرام عيار 21 لا يزال يمثل عائق أمام السعر، واختراق هذا المستوى يدفع السعر إلى الارتفاع إلى مستويات 2700 جنيه للجرام.
حاليا قد يعود السعر إلى التراجع من جديد بسبب التصحيح الذي قد يشهده سعر الذهب العالمي، ولكن تراجع السعر المحلي لن يكون بشكل حاد بل سيكون معتدل بسبب عودة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى التعافي مجدداً في البنوك الرسمية ليتداول اليوم عند متوسط 48.62 جنيه لكل دولار.