أبرزت الصحف اللبنانية اليوم الأربعاء، الهجوم الإجرامى، الذى شنته إسرائيل على لبنان، عبر تفجير أجهزة بايجر اللاسلكية فى الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً الى سوريا، مشيرة إلى أنه تحول شديد الخطورة دفع بالوضع بلبنان والمنطقة إلى حافة انفجار صاعق، وقد يأتى على الأخضر واليابس، ويحصد حياة آلاف المدنيين، ويوقع الدمار من لبنان إلى المدن الإسرائيلية كافة، بما في ذلك المنشآت الحيوية والنووية والكهربائية ومراكز الصناعات.
وأعلن وزير الصحة العامة اللبناني الدكتور فراس الابيض أنه بلغ عدد الشهداء في حصيلة أولية 15 شهيدا (9 في بيروت و6 في الجنوبوالبقاع) ونحو 2850 جريحاً (بينهم 200 شخص بحالة خطرة) امتلأت بهم مائة مستشفى من مستشفيات بيروت ومناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع .
وكتبت صحيفة النهار - في افتتاحيتها اليوم - إنه لم يسبق للبنان، بمعظم مناطقه وبكل قطاعه الاستشفائي والطبي خصوصاً، أن عرف مشهداً مماثلاً لمشهد مجزرة الإصابات والجرحى في صفوف "حزب الله" إلا مشهد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 - التي فاق عدد ضحاياها من المصابين من عناصر "حزب الله" 3000 إصابة ، مع صعوبة الركون إلى عدد نهائي لتعذر مسح شامل للمصابين الموزعين على معظم مستشفيات لبنان في كل المناطق بلا استثناء - حيث أوحت للوهلة الأولى بأنها بداية الحرب أو طليعة الهجوم الإسرائيلي على حزب الله ، ولكن من غير طريق عسكري تقليدي بل بأخطر وأوسع هجوم سيبراني غير مسبوق فُجّرت عبره شبكة الاتصالات التي يستخدمها الحزب عبر أجهزة البيجر pagers تجنباً لاستخدام شبكات الخليوي.. ووصف هذا التطور بأنه أمر ضخم جداً غير مسبوق على مستوى العالم.
وأوضحت أن التقارير الأولية أفادت بأن إسرائيل تمكنت من اختراق أجهزة الاتصالات التي يستخدمها عناصر "حزب الله" وفجرتها في أكثر من منطقة ، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت والعاصمة والجنوب والبقاع، امتداداً حتى سوريا ، ما أدى إلى إصابة أكثر من ثلاثة آلاف شخص .. وجاء هذا التطور الأخطر في تاريخ الخروقات الاستخبارية التقنية وسط ازدياد المخاوف من انفجار ميداني كبير بعدما بادرت إسرائيل إلى إحباط مهمة الموفد الأميركي إلى إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين بإعلانها ليل الأحد الماضي، المضي في قرار توسيع الهجمات في الشمال .
من جهتها قالت صحيفة الأخبار اللبنانية إنه خلال دقيقة واحدة، نجح العدو في توجيه أقسى ضرباته إلى حزب الله منذ بدء الصراع مع العدو، في عملية أمنية استثنائية من حيث القدرة على الوصول إلى الأهداف، وإلى الوسائط، وفي إظهار عناصر التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي.
وأضافت أن ما جرى أمس يضفي كثيراً من الدهشة من قدرة العدو على إيلام خصومه، ومن عدم ارتداعه عن القيام بأي عمل، وهو إذا كان يريد تأكيد تفوّقه الأمني، وأنه في حال يقظة دائمة، فقد أكّد بأن من يواصل جريمته غير المسبوقة في غزة وفلسطين، يمكنه أن يفعل الكثير، حيث لا مكان بعد اليوم لحديث عن تسوية وحلول، علماً أنه بعيداً عن الشعارات ورفع المعنويات، فإن العدو الذي تباهى بما حقّقه - ولو بعيداً عن الأضواء - يدرك جيداً أن هدفه الفعلي من العملية لم يتحقق، وهو إجبار المقاومة في لبنان على الاستسلام ووقف إسناد غزة، مشيرة إلى أنه ما قام به العدو أمس مثّل جرأة في استخدام الشر الذي يسكن في عقل وقلب من فكّر وخطّط وبرمج وقرّر ونفّذ أكثر العمليات لؤماً وخبثاً، وهو شر لم يسبقه أحد إليه.
بدورها أكدت صحيفة اللواء أن حادث انفجار قد يساهم في دفع الأمور إلى التأزيم ، وكل ذلك ينتظر صورة الرد والرد الثاني، مشيرة إلى أنه لم يعد بالإمكان الخوض في توقعات محددة ، لاسيما في ما خص إرساء التهدئة، معلنة أن مصير المواجهات المفتوحة لجهة توسع دائرتها وتجاوز الخطوط الحمر ينتظر ما بعد استيعاب ما جرى .
كما علقت صحيفة الشرق على الانفجار، واصفة هذا التطور الأمني بالأخطر على الإطلاق منذ عملية طوفان الأقصى وفتح جبهة الإسناد في جنوب لبنان لمساندة غزة، مشيرة إلى وقوع سفير ايران في لبنان بين الجرحى .
كما أشارت صحيفة "الأنباء" الإلكترونية، أن إسرائيل ارتكب جريمة حرب بحق الشعب اللبناني، لا تنفصل عن جرائمه المرتكبة في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وتاريخه الدموي منذ عقود، موضحة أن هذا الاختراق الأمني هو العملية الأخطر منذ حرب يوليو، والتي قد تشكّل منعطفاً في الحرب ، موضحة أن خبراء التكنولوجيا أجمعوا على أن إسرائيل تمكّنت من خرق شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب وقامت بما يُسمى Overheating للأجهزة ، ما أدّى إلى ارتفاع حرارة بطاريتها وانفجارها، واستبعد الخبراء المعلومات المسرّبة والتي تُفيد بأن الأجهزة كانت مفخّخة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة