تحت عنوان " الهجوم على أجهزة بيجر في لبنان يشكل ضربة أخرى لآمال السلام الأمريكية"، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الضربة العنيفة ضد حزب الله تنذر بمزيد من التصعيد الخطير فى المنطقة وتدمر مرة أخرى دبلوماسية واشنطن.
وأضافت الصحيفة فى تحليل لأندرو روث أنه بالنسبة للدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، فإن الهجوم الاستثنائي في لبنان الذي أدى إلى تفجير مئات أجهزة الاتصال بيجر التي يستخدمها أعضاء حزب الله لم يكن ليأتي في وقت أقل ملاءمة – ولا يزال من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد كانت الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتجنبه.
وقبل يوم واحد من التخريب المنسق، كان آموس هوكشتاين، المستشار الكبير لجو بايدن، في إسرائيل يحث بنيامين نتنياهو وغيره من كبار المسئولين الإسرائيليين على عدم التصعيد في لبنان. كما حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت من أن الوقت ينفد لإيجاد تسوية تفاوضية بين إسرائيل وحزب الله.
ولكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان الهجوم على أجهزة النداء مقدمة لعملية أوسع نطاقاً تنفذها القوات الإسرائيلية والتي قد تستفيد الآن من وضع مئات، أو ربما حتى آلاف، من عناصر حزب الله الذين أصيبوا بجروح.
وقالت الصحيفة فى تحليلها إن الهجمات ربما أدت إلى تعطيل الاتصالات المنظمة، لاسيما وإن أجهزة بيجر كانت بديلا منخفض المخاطر للهواتف المحمولة، مما يسمح للمجموعة بالتواصل عن بعد دون تعريض نفسها لضربات الطائرات بدون طيار كجزء من حملة إسرائيل للاغتيالات المستهدفة لقادة حزب الله وحماس.
وتشير التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن العملية كانت نتيجة لاختراق سلسلة التوريد، مما سمح لعملاء الموساد بزرع المتفجرات في أجهزة النداء قبل بيعها لحزب الله.
وأظهر مقطع فيديو تم تصويره من جنوب لبنان يوم الثلاثاء شباباً مصابين بجروح في العين وجروح كبيرة في الجسم في ممر مستشفى مكتظ. وبعد أن أظهرت يدها، قد تقرر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الآن الاستفادة من حالة الفوضى التي يعيشها حزب الله قبل أن تتاح للمنظمة فرصة إعادة بناء نفسها.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية أنها سوف توسع أهداف حربها لتشمل عودة عشرات الآلاف من المدنيين إلى حدودها مع لبنان، وهو ما قد يمنح نتنياهو ذريعة للحرب إذا قرر شن غزو بري على لبنان، وهو ما يخشى بعض المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين أن يفعله.