بعد انفجار أجهزة "بيجر" فى لبنان.. ما هو جهاز بيجر ومدى الآمان به؟ هل يمكن للهاكرز تحويل هاتفك لقنبلة موقوتة؟.. هل يمكن لهذه الأجهزة أن تواجه نفس المخاطر؟.. وكيف يمكن تعزيز الأمان لمنع مثل هذه الكوارث مستقبلا؟

الأربعاء، 18 سبتمبر 2024 06:30 م
بعد انفجار أجهزة "بيجر" فى لبنان.. ما هو جهاز بيجر ومدى الآمان به؟ هل يمكن للهاكرز تحويل هاتفك لقنبلة موقوتة؟.. هل يمكن لهذه الأجهزة أن تواجه نفس المخاطر؟.. وكيف يمكن تعزيز الأمان لمنع مثل هذه الكوارث مستقبلا؟ انفجار بيجر
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى حادثة غريبة ومميتة وقعت فى لبنان، انفجرت مئات من أجهزة بيجر التى يُزعم أن جماعة حزب الله المسلحة تستخدمها فى وقت واحد فى جميع أنحاء البلاد فى 18 سبتمبر، وأسفرت الانفجارات عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 3000 شخص، حيث يوجد مقطع فيديو من أحد المواقع يظهر رجلًا يتسوق فى متجر بقالة عندما انفجر جهاز بيجر الموجود على خصره فجأة، مما أدى إلى إلقائه على الأرض بينما فر المارة فى حالة من الرعب.

وقد أثار الحادث تكهنات بشأن سبب الانفجارات، وأشارت النظريات الأولية إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية، مما أثار سؤالًا مقلقًا: هل يمكن أن يحدث مثل هذا الحادث مع الهواتف الذكية؟

هل يمكن أن يحول القراصنة هاتفك إلى قنابل؟

نظرًا لانتشار الهواتف الذكية واعتمادها على بطاريات الليثيوم أيون، لا يمكن استبعاد احتمال وقوع هجوم مماثل باستخدام هذه الأجهزة، على الرغم من أن بعض العوامل تجعل مثل هذا الحدث صعبًا ومختلفًا.

إن تبنى حزب الله لأجهزة بيجر، التى تعتبر أكثر أمانا من الهواتف الذكية، كان مدفوعا فى المقام الأول بالمخاوف بشأن المراقبة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية. أن أجهزة بيجر، بأجهزتها البسيطة، يصعب تتبعها وأقل عرضة للاختراق الرقمى مقارنة بالهواتف الذكية، ومع ذلك، فإن نفس التكنولوجيا الأساسية - بطاريات الليثيوم أيون - تعمل على تشغيل أجهزة بيجر والهواتف الذكية، وهذه التكنولوجيا تحمل مخاطر متأصلة.

إن بطاريات الليثيوم أيون، المستخدمة على نطاق واسع بسبب كثافتها العالية من الطاقة وقابليتها لإعادة الشحن، ليست محصنة ضد الأعطال. يمكن لعوامل مثل الحرارة المفرطة أو الشحن الزائد أو التلف المادى أن تتسبب فى ارتفاع درجة حرارة هذه البطاريات، وفى حالات نادرة، تنفجر.

وتساهم عيوب التصنيع وعيوب التصميم أيضا فى المخاطر، فعلى سبيل المثال، عادة ما تكون انفجارات الهواتف الذكية، على الرغم من أنها غير شائعة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة من الاستخدام لفترات طويلة، أو التلف الخارجى، أو المكونات المعيبة، وهذه الحوادث، التى غالبا ما تكون معزولة، هى أكثر من مجرد قضية تصنيع أو استخدام من هجوم منسق.

ومع ذلك، فإن انفجارات أجهزة بيجر لحزب الله تشير إلى سيناريو أكثر تطورا، ربما ينطوى على أجهزة تم العبث بها ومضمنة بمواد متفجرة أثناء التصنيع، وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، أخفت إسرائيل متفجرات داخل مجموعة من أجهزة بيجر التى طلبتها من الشركة المصنعة التايوانية جولد أبولو، على الرغم من أن جولد أبولو دحضت التقارير الإعلامية.

ويقال إن مفتاحًا تم تضمينه لتفجيرها عن بعد، وإذا تم تطبيق تكتيك مماثل على الهواتف الذكية، فسيتطلب ذلك تدخلًا دقيقًا فى سلسلة التوريد أو طريقة لإثارة الانفجارات عن بعد، ربما عبر إشارة راديو منسقة أو نبضة إلكترونية.

من الناحية النظرية، يمكن تطبيق المفهوم على الهواتف الذكية، وقد تقدم الهواتف الذكية، نظرًا لاتصالاتها المعقدة بالبرمجيات والشبكات، فرصًا أكبر للتلاعب عن بعد، خاصة إذا كان من الممكن استغلال ثغرة فى البرامج الثابتة للجهاز.

ومع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذا الهجوم على نطاق واسع سيكون أكثر تحديًا بشكل كبير بسبب الطبيعة الواسعة والمتنوعة لعلامات الهواتف الذكية والنماذج وأنظمة البرامج. تضيف بروتوكولات الأمان المتنوعة للهواتف الذكية الحديثة طبقة أخرى من الحماية يصعب اختراقها بشكل جماعي.

لا تنفجر الهواتف بمفردها، حتى لو تم التلاعب بها من قبل المتسللين لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار المتدفق إليها، فلن تنفجر بشكل جماعى، فقد يكون هناك حادث أو حادثان معزولان، وذلك لأن الهواتف بها دائرة كهربائية تتدخل بإجراءات السلامة كلما كان هناك فائض من الحرارة، وعلى سبيل المثال، فى هاتف iPhone، حتى فى حرارة دلهى، إذا بدأ الهاتف فى التسخين، يتم قطع الشحن تلقائيًا.

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الهواتف الذكية فى الوقت الحاضر غرف تبريد متطورة تضمن تبديد أى حرارة متراكمة فى الجهاز، وغالبًا ما تستخدم الهواتف الذكية الحديثة غرف بخار وأنظمة تبريد الجرافيت التى توزع الحرارة بالتساوى عبر الجهاز، باستخدام سائل يتبخر ويتكثف لتبديد الحرارة، بينما تساعد طبقات الجرافيت فى توصيل الحرارة بعيدًا عن المكونات الحيوية مثل المعالج.

ومع ذلك، حتى فى السيناريو الذى يتم فيه التلاعب بالهاتف الذكى لتسخينه، فمن المحتمل أنه فى معظم الحالات، بدلًا من الانفجار، ستذوب الهواتف إلى حد ما، مما يتسبب فى انتفاخ البطارية أو تسربها، لكنها نادرًا ما تنفجر، وحتى فى الحالات التى نقرأ فيها عن انفجار هاتف شخص ما، قد ترى أنه قد يشتعل حريق صغير فى سيناريو متطرف، لكنه لا ينفجر.

ما هو جهاز بيجر؟

أجهزة بيجر، التى كانت ذات يوم أداة منتشرة فى كل مكان فى التسعينيات قبل ظهور الهواتف المحمولة، هى أجهزة أساسية تتلقى رسائل قصيرة عبر ترددات الراديو، وعلى الرغم من أن أجهزتها عفا عليها الزمن إلى حد كبير، إلا أنها لا تزال تستخدم من قبل الجماعات التى تسعى إلى بديل منخفض التقنية للهواتف الذكية، والاستخدام الغريب لأجهزة بيجر من قبل حزب الله مدفوع بإعطاء المجموعة الأولوية للأمن وإخفاء الهوية. وعلى عكس الهواتف الذكية الحديثة، تعمل أجهزة بيجر بتكنولوجيا أبسط، مما يجعلها أكثر أمانًا.

هل البيجر جهاز مؤَمن؟

أوضح المهندس عمرو صبحى، خبير أمن المعلومات، أن "البيجر" جهاز غير مؤمن بوسائل الحماية الحديثة، مما يجعله عرضة للاختراق أو التلاعب فى بيئات النزاع، وأشار إلى أن الهجمات التى استهدفت هذه الأجهزة قد تكون ناتجة عن اختراق أمنى أو تلاعب فى إشارات الاتصال أو حتى زرع متفجرات مسبقًا داخل الأجهزة.

ورجح المهندس عمرو أن هناك احتمالية وجود عمليات تجسس أو خيانة داخلية ساهمت فى تنفيذ هذه الهجمات، لافتًا إلى أن حزب الله اعتمد على "البيجر" لتجنب اختراق الهواتف المحمولة، ومع ذلك، فإن الأجهزة الحديثة مثل الهواتف المحمولة مجهزة بتقنيات أمان معقدة، تجعل مثل هذه الهجمات أكثر صعوبة، واختتم المهندس عمرو بأن مثل هذه الهجمات الإلكترونية تُعتبر جزءًا من حروب الجيل الخامس، حيث تُستخدم التكنولوجيا بطرق غير تقليدية لاستهداف الأفراد والجماعات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة